السكاكيني باشا
سميت المنطقة بعد بناء القصر على اسم صاحب القصر حبيب باشا السكاكيني (غابرييل حبيب السكاكيني)]
(1841-1923) فهو من مواليددمشق بسوريا وصل لمصر بعمر يتراوح بين 16-17 عاما ليتولي وظيفة
بشركة قناة السويس الوليدة في بورسعيد. على مدى السنوات الأربع القادمة هذا السوري عمل لحسابها بمبلغ تافه
من 3-4 فرنكات فرنسية في الشهر تحرك للقاهره في نهاية المطاف كان ذلك من أجل التنمية الاقتصادية وليس
لأسباب صحية كما اشيع تقول الأسطورة ان حبيب السكاكيني جذب اهتمام الخديوي إسماعيل عندما صدر
بواسطة الشحن على الجمال طرود من القطط الجائعة إلى المنطقة التي تنتشر فيها الفئران في قناة السويس. في
غضون أيام، تم حل مشكلة هذا الوباء من القوارض. ونظرا لقدرته على الحل السريع والابتكار والمبادرة قام
الخديوي، باستخدام هذا السوري النبيه، وكلفه بمهمة شاقة وهى استكمال بناء الأوبرا الخديوية. وأصبح يعمل
تحت يد المعماري الإيطالي Pietro Avoscani، قام السكاكيني بعمل نظام شيفت عمل 3 فترات في 8
ساعات للفترة الواحدة لمدة ال 90 يوما المقبلة. ولقد نجح وانتهت اعمال بناء دار الأوبرا في الوقت المناسب
لوصول وزيارة الملوك الأوروبيين، إلى مصر لحضور افخم احتفال لافتتاح قناة السويس في 17 نوفمبر
1869. وكان الخديوي سخي بطريقة لا حدود لها. فمن الآن فصاعدا البناء وعقود الأشغال العامة لا يمكن ان
تفشل لأنها كانت تدار بواسطة وعلى طريقة السكاكيني. في ال 39 من عمره، نال حبيب السكاكيني اللقب
العثماني ‘بيك’، وتم الموافقة في القسطنطينية من قبل السلطان عبد الحميد. بعد عقدين من الزمن، في 12 مارس
1901 منح Rome’s Leon الثالث عشر السكاكيني اللقب البابوي ‘الكونت’ تقديرا لخدماته لمجتمعه.
والذي أصبح في النهاية من المقاولين الأثرياء في ذلك الزمان وقد اشترك في دور بارز في أعمال حفر قناة
السويس، ومن اللقب الذي لقب به (السكاكيني) يقال أنه جمع ثروته قبل العمل في المقاولات من تجارة السكاكين
والأسلحة. وقد بنى القصر على قطعة أرض منحت له على بركة أرض تسمى بركة الشيخ قمزيحي الظاهر
القطط تنقذ مشروع حفر قناة السويس
استفحل أذى الفئران أثناء حفر قناة السويس .. فعلاوة على إلتهامها لطعام نحو 20 ألف عامل توحشت أسراب الفئران فأفسدت الآلات والمعدات مما حدا بفرديناند ديليسبس أن يوقف العمل بحفر قناة السويس إلى حين ..
تقدم أحد الشوام بفكرة لديليسيبس لحل المشكلة : قطط جائعة ..
تم شراء واصطياد أعداد غفيرة من القطط جُمعت في أجولة لتنقل في قوافل علي ظهور الجمال لأرض القنال، وبعد فترة من تجويعها أطلقت أسراب القطط علي أماكن تجمع الفئران، فانتشرت تلتهمها وتمحوها ..
ولم تمض أيام حتي راحت جميع الفئران في خبر كان ..
قرر ديليسيبس بعدها مكافأة حبيب سكاكيني بمنحه وظيفة رئيس ورش تجفيف عموم البرك والمستنقعات في مصر، وكانت بالقاهرة وقتها عدة برك منها بركة الأزبكية، وبركة الفيل، وبركة الرطلي، والبركة الناصرية، وبركة الفوالة، وبركة قرموط، وبركة الشُقاف، وبركة قمر، حيث المياه تصل إلي هذه البرك إما من الخليج الناصري أو من خليج أمير المؤمنين بقنوات وأنفاق تحت الأرض، وكان الهدف منها توفير المياه للري واستخدام البشر، وجميع تلك البرك كانت نعمة في معظم أيامها إلا أنها كانت عند انحسار المياه عنها بعد الفيضان تتحول إلي مستنقعات ومناطق آسنة تزكم الأنوف..
وما أن تولي حبيب منصبه الجديد حتي شمَّرَ عن ساعد الجد للبدء في الردم واضعاً نصب عينه فرمان الباب العالي الذى ينص على أنه يجوز إعطاء البرك والمستنقعات المملوكة للدولة إلى من يتعهد بردمها، وعليه فقد قام حبيب سكاكينى بردم بركة الشيخ قمر وحمل الشارع الواصل بين ميدان الظاهر بيبرس إلي الشارع المؤدي إلي غمرة اسم سكاكيني الذي يتوسطه ميدان السكاكيني.. الذي يتوسطه قصر السكاكيني باشا الذى بنى فيما بعد على الطراز إيطالى سنة 1897 ..
بلغت نجاحات حبيب سكاكيني في ردم البرك وإقامة البساتين وأعمال المقاولات أسماع الخديوي إسماعيل فقام بتكليفه بالمشاركة كمقاول في إنشاء دار الأوبرا المصرية فشارك حبيب في إنجاز المشروع الثقافي الكبير الأول من نوعه في الشرق مستعينا بجذوع النخيل في فترة فائقة ، حيث لم يتجاوز العمل ثلاثة أشهر لتفتتح الأوبرا مساء 29 نوفمبر 1866 بتقديم أوبرا "ريجوليتو" أمام أوجيني، ويعهد بعدها إسماعيل للموسيقار الإيطالي فردي بوضع أوبرا مصرية كتب موضوعها "مارييت باشا" رئيس هيئة الآثار وهي رواية "عايدة" التي عرضت للمرة الأولي علي مسرح الأوبرا في 24 ديسمبر 1871، ويكافئ الخديوي سكاكيني بالأموال ويرسل إليه عربته الخاصة بياوره الخاص لحضور ولائمه وحفلاته، ويخلع عليه لقب "بك" ثم "باشا"
ومن الأستانة يبعث السلطان عبدالحميد يستدعيه للاصطياف مع أسرته علي ضفاف البوسفور مقيماً في معيته بقصر الدولما باشا..
وكذا يقوم الخديوي عباس حلمي الثاني بدعوته للاحتفال بعيد الجلوس وذلك قبل استهلال عام 1900 بأيام..
ثم حصل حبيب سكاكيني على لقب "كونت" من بابا الفاتيكان لأعماله الخيرية التي منها بناء ملجأ لعدة آلاف يتيم، وشراؤه لقصر "لينو دي بيفور" ـ الموجود حالياً بشارع الفجالة ـ وإهداؤه لجمعية الروم الكاثوليك، وتشييده مقبرة للروم الكاثوليك في مصر القديمة ..
تزوج حبيب من سيدة سورية إسمها هنريت وأنجبا ولد واحد إسمه هنرى سنة 1890 حصل على المجاستير فى تاريخ مصر سنة 1911 ثم الدكتوراة فى الحقوق من جامعة باريس سنة 1915 ..
توفيت هنريت سنة 1902 ثم مات حبيب فى عام 1923 ليُدفن في مقبرة الكاثوليك التى قام بإنشائها ودفنت أسرته من بعده ويتصدر مقبرته تمثال له كان قد صنع في فرنسا..
قصر السكاكيني
قصر السكاكيني من أقدم قصور مصروقد تم بناؤه سنة 1897 م على يد حبيب باشا السكاكيني يقع القصر في
ميدان السكاكيني في وسط مدينة القاهرة، وتحديدا في منطقة الظاهر المزدحمة بالسكان وعرف محيط القصر
لاحقا بحي السكاكيني.
بني قصر السكاكيني على يد معماريين إيطاليين جاؤوا خصيصا للمشاركة في بناءه، وتتداخل فيه الطرازات
المختلفة من حول العالم، ويعتبر نموذج لفن الروكوكو،]
يكاد يختفي القصر اليوم وسط غابة من الابنية المتهالكة التي لا تملك أي حس جمالي وربما تمر بميدان
السكاكيني دون أن تلحظ وجوده خاصة ليلا حيث يختفي القصر كليا في ظلام الميدان بالرغم من أنه مصنف
ضمن آثار القاهرة بل وتتخذه منطقة آثار وسط القاهرة مقرا إداري لهم ! ومع ذلك يعاني القصر من الإهمال
الشديد سواء من خارجه أو داخله.
بني القصر على الطراز الإيطالي حيث بنته شركة إيطالية كلفها حبيب باشا السكاكيني على أن يكون نسخة من
القصر الذي شاهده في إيطاليا ووقع في غرامه وقد اختار لقصره موقعا جذابا يشع منه 8 طرق رئيسية وبالتالي
أصبح القصر نقطة مركزية في المنطقة ولم يكن الحصول على مثل هذا الموقع سهلا في ذلك الوقت لكن علاقة
السكاكيني باشا مع الخديوي سهلت هذه المهمة.
يظهر التصميم الأوربي حرف (إس) أول حرف من اسم السكاكيني باشا بالإنجليزية
القصر بقبابه مخروطية الشكل وبتصميمه البيزنطي المنتمي للعصور الوسطى يبدو الآن في غير مكانه وسط
المباني الحديثة والزحام الشديد والنظرة للقصر من الخارج لن تعطى الانطباع الصحيح ابدا عن مساحته
الشاسعة، حيث بني القصر على مساحة 2698 متر مربع يضم أكثر من 50 غرفة ويصل ارتفاعه لخمسة
طوابق يحتوى القصر على أكثر من 400 نافذة وباب و 300 تمثال ومنهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني
بأعلى المدخل الرئيسي للقصر وعلى الرغم من عدم اتساع الحديقة المحيطة بالقصر إلا أنها ساعدت على عزل
القصر نوعا من المباني الحديثة من حوله.
في عام 1923 توفى حبيب باشا السكاكيني قسمت ثروته بين الورثة الذين قاموا بإعطاء القصر للحكومة حيث
قام أحد أحفاد السكاكيني وكان طبيبا بالتبرع بحصته لوزارة الصحة والتي لم تكن الجهة المؤهلة لوراثة مثل هذا
القصر.
وفي 1961 تم نقل متحف التثقيف الصحي من عابدين إلى قصر السكاكيني وذلك بأمر من محافظ القاهرة، وفي
سنة 1983 صدر قرار وزاري من وزارة الصحة بنقل متحف التثقيف الصحي إلى المعهد الفني بامبابة، وتم نقل
بعض المعروضات إلى امبابة والبقية تم تخزينها وقتئذ في بدروم أسفل القصر. وقد تم تسجيل هذا القصر في
عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1691 لسنة 1987، ليتم وضعه تحت رعاية
المجلس الأعلى للآثار.
القصر اليوم مفتوح للزوار الذين يكون أغلبهم من طلبة الفنون حيث يقضون فيه الساعات الطوال لدراسة التماثيل
والزخارف التي تملأ القصر ويكفى أن تتجول في أروقة القصر وغرفه الفارغة لتشعر برهبة وروعة المكان
SAKAKINI PALACE: HOW ABOUT THE PALACE THAT TURNS A HUNDRED YEARS OLD THIS YEAR?
by Samir Raafat
Egyptian Mail, 5 April 1997
According to Moufarej, this 'rags to riches' saga started when Gabriel Habib Sakakini arrived from Damascus aged 16 to take on a job with the nascent Suez Canal Company in Port Said. For the next four years the Syrian worked for the paltry sum of 3-4 French francs per month, which leads us to believe that Sakakini's eventual move to Cairo was more for economic rather than health reasons. Otherwise, why did he sojourn in the city's North-Western outskirts, an abandoned area known for its mosquito-infested marshlands?
It was precisely at the center of this wretched area that Sakakini would later erect his rococo-renaissance palace. Having become a rich contractor, he metamorphosed the entire area from swampy mire into an upmarket residential district. Somewhere along the way he developed his distinctive attention-getting style that would stay with him well into the after-life.
Undoubtedly, the lord of the manor liked to be at the center of things. And since it was Sakakini Pasha who had donated the large chunk of property contiguous to the Hanging Church (Kenissa al-Moalaka) in Old Cairo for the erection in 1896 of the new Greek Roman Catholic cemetery, it wasn't difficult for him to set aside the center plot for his family mausoleum.
Upon his death, Sakakini was buried at the median of the cemetery, inside the crypt of his own Byzantium-styled Mar Elias Church. To this day, prayers are held there each week officiated by the leading clergy of the Greek Malachite Catholics. First among equals, Sakakini Pasha, lies in state surrounded by the leading members of his community including the Zananiris, Nahas, Maatouks, Sedanouis, Eids, Khers, Pharaons, Aswads, Ganages, etc., all buried in no less handsome mausoleums. Even in 1923, the overall setting must have awed Sakakini's critics starting with Moufarej.
But what was it that occurred between the destitute young man's arrival from Port Said and his meteoric rise to fame and fortune earning him the lofty titles of papal "count" and Ottoman "pasha"?
Legend has it that Habib Sakakini attracted Khedive Ismail's attention when he exported by Camel Express sacks full of famished cats to the rat-infested Suez Canal Zone. Within days, the rodent epidemic was resolved. True or false this story is oft repeated with relish by Henri Sakakini's descendant Robert George Dayub.
Quick to recognize inventiveness and initiative, the khedive made good use of the shrewd Syrian, giving him the daunting task of completing the Khedivial Opera House.
Working under the Italian architect Pietro Avoscani, Sakakini instated a 3x8 shift system for the next 90 days. It worked and the opera house was completed in time for the arrival of visiting European monarchs, in Egypt for the lavish Suez Canal opening celebrations on November 17, 1869. The munificent khedive's gratification was boundless. Henceforth, building and public works contracts did not fail to come Sakakini's way.
But unlike the staid cathedral (located behind the Jesuit School in Fagala), Sakakini's circle-shaped palace is another story. With its many turrets, its conical and onion shaped domes and its medieval gargoyles and steeples, it looks more like a child's dream castle than a pasha's homestead. All it lacks to complete the fantasy are a moat and a drawbridge. The palace's 50 rooms and halls have more than 400 windows and doors, and the conspicuous decor includes over 300 busts and statues, many of them quite risqué. All in all, this is one of the best examples of a khedivial architectural folly.
According to the inscription above the Western entrance, the palace was built in 1897, which means this is its centennial year. One wanders, therefore, why such a rare piece of architectural kitsch is in such an advanced state of neglect? In Miami, Florida, or any other place, Sakakini palace would have become a shrine. Here, it is a dumping ground.
Ever since it became state property in 1961, the palace fell into chronic disrepair, not unlike that which befell the surrounding neighborhood. But it seems like only yesterday, however, when several ministers surrounded by fawning aides including a panel of conservation 'experts' paused next to it for some eye-catching photo-ops.
The 'yesterday' was April 1991. The deteriorated palace had just featured in a popular TV program Ahawi Wa Hakawi (Coffeeshop Tales), catching President Hosni Mubarak's attention. Overnight, there was the predictable surge of interest by the concerned cabinet members. As if by magic, a seven digit sum was whipped out of the state treasury and allocated for its restoration.
We are now in 1997. Where, pray tell, is the evidence of these restoration works? Or did the related funds evaporate along with the feigned enthusiasm! When was the last time the concerned minister dropped by for another publicized photo-op? So much for the sham.
Whether Count Habib Sakakini was a miser or not, the man was a problem-solver who could be counted upon by his community and sovereign. Despite what Moufarej had to say about him, had Sakakini Pasha been alive today, he would have found the right type of cats to rid this country from the plethora of self-interested and deceiving rats. Small wonder they ignore his palace.
since Henri Sakakini was the adopted son of Habib Sakakini Pasha and his wife Marina, his claim to Marina's estate quickly became the subject of legal disputes starting April 1908
Habib Sakakini mausoleum in Old Cairo
photos Samir W Raafat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق