بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

السبت، 27 يوليو 2013

قناة السويس".. رهنها "إسماعيل" واستردها "عبدالناصر" وخانها "مرسي"

قناة السويس".. رهنها "إسماعيل" واستردها "عبدالناصر" وخانها "مرسي"

"قناة السويس".. رهنها "إسماعيل" واستردها "عبدالناصر" وخانها "مرسي"
تمر اليوم الذكري السابعة والخمسون، لتأميم قناة السويس، في 26 يوليو 1956.
ففي مثل هذا اليوم، وقف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ليعلن عودة القناة إلي الوطن، التي سلبت منه منذ افتتاحها في 16 نوفمبر عام 1869.

ومصر قدمت من أجل الزود والدفاع عن القناة، مئات آلاف الضحايا، ما بين شهيد في الحفر بالسخرة، زمن الخديو عباس والخديوي إسماعيل، وما بين شهيد في الزود عنها في العدوان الثلاثي.
ولأن القناة غالية، فقد ظلت في بؤرة الاهتمام.
وعندما، حاول الرئيس السابق محمد مرسي، التلاعب بها تحت اسم «محور إقليم قناة السويس»، وجد ردود أفعال غاضبة جداً.. لان القناة لا يمكن السكوت عن أي تلاعب بها، ولو كان من رئيس الجمهورية نفسه.
فهي أكبر من الأشخاص والمناصب والصفقات.
وشتان بين مزايا عهد «عبدالناصر» الذي ناضل من أجل إعادة قناة السويس والمحافظة علي الكرامة والسيادة المصرية وبين نظام حكم «مرسي».
فالأخير سعي للتفريط فيها؛ خصوصاً بعد محاولاته المتكررة لتمرير مشروع تنمية محور إقليم القناة؛ بالصورة التي تجعل «الإقليم» مستقلاً تماماً عن هيئات الدولة؛ وهو ما أثار حفيظة القوات المسلحة وزاد من وتيرة المعارضة التي رأت فيه تهديدا للأمن القومى بصورته التى عرض بها وليؤسس بحق «دولة داخل الدولة»؛ خوفاً من سيطرة الأجانب على الأصول المصرية.
ولكن بعد الإطاحة بنظام الحكم الإخواني.. هل انتهي مشروع تنمية قناة السويس الذي طرحه الإخوان الذي تسبب في حالة من القلق والتخوف من سيطرة قطر أو الولايات المتحدة علي المحور؟
وقد نصت مسودة مشروع محور إقليم قناة السويس، التي طرحها الإخوان في العهد السابق، على أن أموال الهيئة تعتبر «أموالا خاصة».
وهذا البند سيسمح للدولة باستخدام الأراضى كأصول تضمن الصكوك وهو ما يتيح للمستثمرين الاستيلاء عليها إذا عجزت الدولة عن سداد قيمة الصكوك.
بداية يري الدكتور أحمد أبو النور أستاذ الاقتصاديات الحرجة والأزمات بالجامعة الأمريكية أن الإقليم يعتبر الآن في «محل العدم»؛ وذلك بعد الإطاحة بنظام الحكم الإخواني.. وبالتالي لم تكن مصر ملزمة الآن بأي تعهدات أو اتفاقيات لحقت بها في العهد السابق؛ ولكن الأمر قابل للتفاوض تجاه بعض الشركات الصينية والأسبانية والإيطالية التي تعاقدت مصر معها في الفترة السابقة؛ لأنه لا يجوز تكملة اتفاق بدأ مع حكومة ساقطة وغير وطنية.
ويواصل الدكتور أبوالنور قوله إن المصريين هم من حفروا بدمائهم ودماء أجدادهم قناة السويس وقد مات الكثير منهم أثناء هذا الحفر؛ وإنجازات القناة تفوق انجازات الأهرامات التي تركها الفراعنة بأسرارها المكنونة.. وعندما نتحدث عن اقتصاديات هذه القناة للعالم كله نجدها ذات قيمة مضافة لكل من يمارس مجال التجارة العالمية في الشرق الأوسط.. فإذا لم تكن قناة السويس موجودة.. فلم يكن هناك أي بديل لتحقيق الربح عبر التجارة العابرة للقارات.
وأضاف الدكتور «أبوالنور» أن إيرادات القناة تعد من المصادر الرئيسية لمصر للحصول على النقد الأجنبي، إلى جانب دخل السياحة وصادرات النفط والغاز وتحويلات المصريين العاملين في الخارج. موضحاً أن قناة السويس بوضعها الحالي تحتاج إلي العديد من مشروعات التنمية اللوجستية التي تتيح إمكانية النقل والشحن والتفريغ، إلي جانب التعامل مع حمولات البضائع سواء كانت خامات نصف تشغيل أو تشغيلاً كاملاً؛ ويتم ذلك من خلال توافر ثلاجات التخزين والتبريد التي تتيح إجراء بعض المعالجات البسيطة لمنع التلف لكون رحلتها تستغرق أياماً وشهوراً طويلة.. فضلاً عن وسائل التشغيل للسلع البسيطة التي تدخل في خطوط الصناعة التي تحتاج إلي مصانع متخصصة؛ وهذا يتطلب إعداد مخطط شامل ومتكامل لتنمية منطقة قناة السويس بضوابط محددة ولتنشيط الاستثمار المشترك في هذه المنطقة؛ مع أهمية إعداد تصور عن الشكل المؤسسي والقانوني للكيان الوطني في قناة السويس؛ لكي تكون محافظة السويس رائدة في شتي المجالات الزراعية والصناعية والسياحية.
ولفت إلي ضرورة خروج القناة من دور «قاطع التذكرة» أو «العبور لدولة المصب».. فمصر تحتاج إلي إقامة مشروعات معالجة لبعض السلع الغذائية التي تحتاج للتخزين بشكل يتجاوز 30 خدمة بشكل مؤقت. كما يجب عدم تسميتها بـ«الإقليم» الذي يستقل عن هيئات الدولة وأن تمتد تنميتها علي مراحل تحدد حسب أولويات الاحتياجات أولاً إلي أن يكتمل المشروع التنموي في مدة تصل إلي 15 عاماً؛ بما يحدث نقلة نوعية يمكنها تحقيق الأرباح الطائلة التي تنفق علي نهضة وتقدم الأمة لتشمل كافة مناحي الحياة زراعياً وصناعياً وأيضاً مجالات البحث العلمي.
لابد أن يكون تمويل المشروع بالاكتتاب العام والشراكة الأجنبية في كل مراحل التنمية وبأسس محددة لكي يشعر المصريون أنهم امتلكوا مشروعهم الحديث مثلما يملكون مشروعهم القديم وهو القناة؛ حتي يكون الوضع ذا فائدة اقتصادية وقيمة اقتصادية لمصر.
وأشار «أبوالنور» إلي ضرورة أن يحاكم الرئيس المعزول محمد مرسي الذي أسماه بـ«الساقط للوطنية» بموجب القوانين الخاصة بتهمة الخيانة العظمي وتعامله مع دول أجنبية بشكل تفضيلي لمصالحها علي مصالح وطنه ولا نحاسبه في هذه المسألة من نطاق الصواب والخطأ.
أما الدكتور حمدي عبدالعظيم – الخبير الاقتصادي، عميد أكاديمية السادات للعلوم الإدارية الأسبق، فيقول إن مسألة تطوير محور القناة للتنمية الاقتصادية أصبح ضرورة ملحة للغاية؛ خاصة أن قناة السويس تعتبر شريان الحياة لمصر وشعبها، وتبلغ الإيرادات السنوية من الرسوم التى تدفعها السفن مقابل عبور القناة حوالى 5 مليارات دولار.
وأشار الدكتور «عبدالعظيم» إلي ضرورة تحويل مجرى القناة لما هو أكثر من «ممر مائي» بحيث يصبح مركزاً لوجيستياً لعمليات النقل والشحن والتفريغ؛ إلي جانب تيسير الخدمات اللازمة للبضائع التي تحملها هذه السفن العابرة للقارات؛ والعمل المستمر علي صيانتها والتزود بالوقود؛ بخلاف الخدمات الفندقية والسياحية.. وكل هذه المشروعات سوف تدر دخلاً طائلاً علي الوطن ولكنها تحتاج لسيولة مالية كبيرة .
ويتوقع الدكتور «عبدالعظيم» احتاج مصر إلي مبلغ يتعدي 100 مليار جنيه حتي نتمكن من تنفيذ تلك المشروعات الإنتاجية، وهو الأمر الذي يجعل من تمويل القطاع الخاص لتلك المشاريع أمرا هاماً سواء كان وطنيا أو أجنبيا دون إغفال حق الدولة في الرقابة والإشراف حماية للأمن القومي. ولفت إلى أن القوات المسلحة سبق وحددت المساحات التي لا يجوز الاستثمار فيها وتحديداً في المناطق الحدودية.
أما الدكتور عبدالغفار شكر – نائب رئيس مركز البحوث العربية والافريقية؛ فيؤكد أن « قناة السويس بناها الفلاحون بعرقهم ودمائهم».
معبراً عن سعادته بهذا اليوم التاريخي الذي يعطي لمصر شهادة تقدير وإجلال لما تقدمه قناة السويس من خدمات للدول المختلفة وللتجارة العالمية بشكل أعمق وأشمل.
وقال إن قناة السويس ستظل مصرية؛ ولن نفرط فيها أبدا مهما كانت المغريات.
ويقول «شكر»: الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عاني كثيراً لكي يتم إقامة السد العالي؛ فقد سبق وأن طلب من صندوق البنك الدولي القيام بتمويل عملية بناء هذا السد؛ وبعد أن وافقوه واتفقوا معه جاءوا وأخلفوا عهدهم ليتلقي عبد الناصر الرد بالرفض بشأن هذا الاتفاق ولكن بطريقة مهينة لشخصه.
ثم أعلن عبدالناصر بعد ذلك تأميمه لقناة السويس لتصبح شركة مساهمة مصرية بعد أن كانت شركة عالمية يملك معظم رؤوس أموالها الفرنسيون والإنجليز؛ وذلك بعد دفع تعويضات عن رؤوس الأموال للشركة الأجنبية لإلغاء العقد معها.. وتحولت بالفعل لشركة مصرية مالها مصري خالص؛ ووقتها حدث قلق وهياج شديد من جانب هذه الدول الأجنبية.
لكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يستجب لهذه الأفعال الخارجية الغاضبة ونتج عنها عدوان ثلاثي علي مصر عام 1956 لتصبح بعدها قناة السويس ملكاً لمصر والمصريين.
وأوضح «شكر» أن مشروع محور إقليم قناة السويس الذي طرحه الإخوان خلال فترة الرئيس المعزول محمد مرسي، كان بغرض الاستفادة منه في الحصول علي منافع ومصالح شخصية.. ولهذا اعترضت كافة القوي السياسية وأيضاً القوات المسلحة علي تمريره لما تتخفي وراءه بعض الدول التي كان لديها مصالح وخدمات مع الإخوان مثل دولة قطر.
مضيفاً أنه لا يجوز سلخ منطقة قناة السويس من الدولة المصرية؛ حتي لا نجد أنفسنا أمام دولة من إقليمين هما مصر وقناة السويس ويصبح الرابط بينهما هو رئيس الجمهورية وهو الذي كان المستفيد من وجود إقليم اسمه مصر وإقليم اسمه قناة السويس؛ وبالتالي لم يترتب علي إقامة هذا المشروع أي توافق أو استفادة لمصر اقتصادياً في هذا الشأن؛ إضافة إلي أنه يهدد الأمن القومى المصري واستقلاله بصورته التى عرض بها والتى تجعل منه إقليماً مستقلاً عن أي هيئة حكومية مصرية وليس جزءاً من الدولة المصرية بل بتعليمات وتوجيهات من رئيس الدولة آنذاك وكان يشترط عدم خضوعه للقوانين المصرية بالشكل الذي كان ينظم أعمالها؛ مما يشكل خطراً كبيراً علي الكيان السيادي لمصر .
وأشار الدكتور «شكر» إلي أن مصر مرت بفترات تاريخية عصيبة ظهر ذلك في صورة الحروب التي خاضها الوطن للمحافظة علي قناة السويس واستقلالها وهي ثلاث حروب عظيمة أولها العدوان الثلاثي الغاشم علي مصر 1956 ونكسة 1967 ونصر 1973.
لكن المصريين في كل حرب يذوقون الأمرين من أعداء الوطن الذين جاءوا ليسفكوا الدماء الطاهرة ويغرقوا السفن البحرية في القناة.
أما جورج إسحاق عضو جبهة الإنقاذ الوطني؛ فيؤكد أنه من غير المقبول إطلاقاً الموافقة علي التفريط في أي شبر من أرض الوطن؛ لأن أي تحرك من هذا القبيل يشكل تهديداً للأمن القومي المصري.
وقال إسحاق، «قناة السويس خط أحمر؛ ومن يعتقد أنه يمكن وضع خطط للتأثير بالسلب علي وضعها التاريخي والجغرافي المتميز سيتم التعامل معه على أنه يقوم بعمل ضد الأمن القومى المصرى وسيتم التعامل معه وفقا لهذا العمل». مشيراً إلي أن الخطوط الملاحية فى قناة السويس تمثل شرياناً حيوياً للتجارة العالمية وخصوصا البضائع والنفط إلى البلاد الأوروبية.
ويقول الدكتور عبد الله المغازي، أستاذ القانون الدستوري، وزير شئون المجالس البرلمانية والنيابية بحكومة الوفد الموازية؛ نحن نهنئ الشعب المصري بثورة يوليو العظيمة وتأميم قناة السويس؛ التي تدخل ضمن المشاريع الوطنية المهمة التي دفع أبناء الوطن فاتورتها غالياً من دمائهم.. ومن يري قناة السويس قديماً كان لابد أن يعي جيداً أن مشاركة دول الاستعمار في قناة السويس لا تعني بأي حال من الأحوال أن تسير مصر في نهاية مدة الامتيازات الأصلية التي منحت لشركة القناة أو «الشركة العالمية لقناة السويس البحرية» التي كانت تكفل لمصر 44% من أسهم الشركة، ونسبة من صافي الأرباح قدرها 15% كما تضمن الموافقة على إمكانية شراء مصر لكل أسهم الشركة بعد مضي 99 عاماً من افتتاح القناة.
أما بقية أسهم الشركة فكان معظمها من نصيب «ديليسبس» وبعض المؤسسات المالية الفرنسية ومواطنين فرنسيين؛ ولكن كان من الطبيعي التفكير في إصدار قرار وطني للتخلص من هذا الاستعمار الأجنبي.. بينما ربط مشروع التنمية بقانون الصكوك سيرجعنا مرة أخري إلي عصر التبعية والمتاجرة بالكنز الوطني الإستراتيجي الذي يدر بعوائد مالية كبيرة علي الوطن لو أحسن استعمالها ومن غير المعقول بيعها من أجل الحصول علي بضعة جنيهات أو دولارات؛ في حين أنها تأتي بعائد سنوي من الرسوم التى تدفعها السفن مقابل عبور القناة يبلغ حوالى 5 مليارات دولار؛ وغير ذلك يعتبر نوعاً من العبث الفكري؛ ولكن كالمعتاد الحكومة عندما تفشل في إدارة الأمور تلجأ إلي مثل هذه الحلول غير السليمة ومن ثم تنتهي بالقضاء علي موارد مصر الأساسية.
وأشار الدكتور «المغازي» إلى ضرورة دراسة التاريخ بكافة أبعاده إذا ما أردنا وضع صورة استراتيجية للقناة وتطوير محورها المتميز من عند ميناء سفاجة أسفل البحر الأحمر ووصولاً لمنطقة بورسعيد الحرة إلي جانب توسيع هذه التنمية بأخذ جزء كبير من سيناء سواء كان شمالاً أو جنوباً لتحقيق التنمية الشاملة والمتكاملة. ولفت إلى أن الحديث عن مشروعات غرب قناة السويس أو شرق التفريعة؛ ليس جديدا.. بل أن النظام السابق كان يتبناها بهدف خصخصتها وإعطائها لمجموعة المستثمرين المصريين والعرب الخليجيين، دون أية تراخيص وبمساحات مختلفة؛ فضلاً عن التوسع في الخدمات الملاحية وصيانات السفن البحرية المحملة بالبضائع؛ مما يدر دخلاً جديداً علي مصر في المستقبل؛ خاصة ان موقع مصر الجغرافي متميز وفي قلب العالم بالفعل.
وأشار إلي أنه كان هناك سعي حثيث من جانب الإخوان للهيمنة علي مقدرات الوطن في قناة السويس أولاً بالتدخل في قرارات الأفراد التي تملك من حقها الإدارة.. وثانيا، كان سيبيع حق الملكية بل وأيضا حق الانتفاع بثمن بخس، استغلالاً للظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد؛ لتصبح بعدها مصر خاسرة من ناحيتن سواء القرار الوطني أو السيادة الوطنية.
وحيد الأقصري، الخبير العسكري؛ يقول: «بمناسبة مرور 57 عاماً علي تأميم قناة السويس عام 1956 نستطيع أن نقول أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في هذا القرار أعلي شأن الكرامة المصرية والعربية؛ بينما أصبح بهذا القرار من وجهة نظر الغرب خطراً علي أهدافهم الاستراتيجية بالمنطقة.
ويواصل «الأقصري»: لقد وضع عبد الناصر قرار تأميم شركة قناة السويس ووضع الكرامة العربية علي ذروة المجد؛ ولا جدال أن القرار حينما صدر جاء كرد فعل علي سحب تمويل السد العالي من صندوق النقد الدولي وما كان يتخيل أحد في العالم أن رد الفعل المصري سيكون بمثل هذا القرار المدوي في أسماع دول العالم جميعاً والذي أسفر عن العدوان الثلاثي الغاشم علي مصر عام 1956.
ويضيف «الأقصري»: لقد أراد «عبدالناصر» أن يقول للعالم أن كرامة الشعب المصري فوق أي اعتبار وقال باللفظ الواحد رداً علي سحب أمريكا لتمويل السد العالي: «إن مصر تعتمد علي عزيمتها وقوتها ولن تستطيع أمريكا ومن وراءها أن يتمكنوا من مصر أو يستبدوا فيها.. فنحن فوق طريق الحرية والشرف.. ولم نمكن أي مستعمر منا.. ولم يسيطر علينا مستبد لا سياسياً ولا عسكرياً ولا اقتصادياً.. فأعظم ما في شعبنا هو أنه لا يخضع لضغوط مهما بلغت من العنف والقسوة؛ وقد كان تحقيق إرادة الشعب المصري رغماً عن أنف الغرب بأثره في بناء السد العالي والذي تحدي به الإرادة والسيطرة الأجنبية».
وأوضح «الأقصري»: أن السد العالي منذ إنشائه وهو حمي مصر من فيضانات مدمرة وضاعف من حجم الأرض المزروعة بمحاصيل رائدة وإستراتيجية كالقطن طويل التيلة والقمح والأرز وقصب القصب.. إلخ؛ ومن هنا استشعر الغرب خطورة هذا الزعيم وخشي من نجاحه في كسر خاتم الأزلية عن العجز العربي؛ لأن ذلك سيؤدي لانهيار حجة الغرب الذي يبني عليها كل توجهاته في المنطقة؛ هذه الحجة التي تهدف إلي إقحام الجماهير العربية في تحدي النفوذ الغربي ضرباً من ضروب المستحيل؛ ومن ثم فإن ظاهرة تأميم قناة السويس علي مر التاريخ تعد علامة مضيئة من علامات الشعب المصري والذي قاده في هذه المرحلة الحاسمة زعيم مثل جمال عبد الناصر الشجاع؛ وحينما نقارن بين زمن الكرامة الذي كنا نحيا فيه أيام «عبدالناصر» وزمن الهوان والعار الذي عشنا فيه أيام  «مرسي»؛ يجعلنا ندرك أن الله سبحانه وتعالي أراد إنقاذ مصر من الوقوع في براثن أكبر مؤامرة كانت تدبر ضد مصر وشعبها العظيم .
وأضاف أن الخطة المحكمة التي وضعها «عبدالناصر» لمضاعفة الدخل القومي المصري في عشر سنوات حققت أهدافها وفق ما جاء في تقرير البنك الدولي رقم أ / 870 الصادر في واشنطن في يناير 1976 والذي نص علي أن نسبة النمو الاقتصادي في مصر والذي كان 2.6 سنوياً ارتفعت لتبلغ نسبة 6.6% خلال فترات الستينيات والسبعينيات؛ وهذا يعني أن «مصر عبدالناصر» استطاعت في عشر سنوات أن تدفع العجلة لتحقيق تنمية.
وأكد الأقصري أننا حينما نلقي نظرة علي مشروع قناة السويس الذي كان يريد «مرسي» وجماعته تمريره نستطيع أن نقول إنه من المستحيل تأجير القناة أو بيعها وعودة الاحتلال الأجنبي مرة أخري في أي صورة من الصور سواء كانت صورة قطرية أو صهيونية أو أمريكية.
وأكد أن زمن الخيانة التي تكشفت فيها مؤامرة جماعة الإخوان يؤكد لنا مدي خطورة هذه الجماعة التي إن استمرت لكان أعظم مصائب مصر علي مر التاريخ؛ لولا ان الله حفظ مصر وشعبها كما يتعهدها ويرعاها علي مر التاريخ.
ووجه رسالة واضحة قائلاً: «أيها الجماعة الغاشمة الكاذبة .. ألا ترون أن هناك فارقاً عظيماً بين ما صنع عبدالناصر لمصر وبين ما صنعتم أنتم بمصر؛ خاصة حينما أردتم تأجير قناة السويس ثم بيعها تحت شعار طظ في مصر».


من فرعون موسى إلى مرسي "لعنة الحكم" تطارد حكام مصر

من فرعون موسى إلى مرسي "لعنة الحكم" تطارد حكام مصر

"لعنة الحكم" تطارد حكام مصر
قبل ثورة 30 يونية لم يكن أحد يتوقع خلع الرئيس السابق محمد مرسى رغم حالة الغضب الشعبى عليه بل إن قيادات الجماعة تباروا فى إهانة الداعين إلى التظاهر فى الميادين
ولكن التاريخ وحده كان يحمل بين جنباته توقعا بنهاية مأساوية للجالس على كرسى الحكم فى مصر الذى كتب على كل من يجلس عليه منذ عصور ما قبل التاريخ ان يغادر الحكم إما مخلوعا أو مقتولا أو منفيا أو منتحرا ولم يسجل التاريخ لأى رئيس حكم البلاد أن أنهى فترة حكمه بنهاية منطقية ولكن القدر فرض نهايات مأساوية لكل حكام مصر.
فكرسى الحكم فى مصر أصابته لعنة أشد فتكا من لعنة الفراعنة منذ عصور ما قبل التاريخ وفرضت على كل من يجلس عليه أن يترك كرسى الحكم عنوة ودون رغبته وكأن هناك قوى خفية لا تريد أن يكون هناك أى رئيس للبلاد ولا ترحم أياً من الجالسين عليه ولا تفرق بين حاكم يحبه شعبه ويؤيده ويدعمه وبين حاكم يكرهه شعبه ويصب غضبه عليه ويتظاهر ضده ولو أن المتصارعين على الحكم أو الباحثين عن سلطة الرئيس وينفقون الملايين من أجل أن يجلسوا على أعلى سلطة فى البلاد قرأوا التاريخ جيدا وتعلموا من دروس الماضي، فربما تراجعوا عن المنافسة على المنصب ولأصبح كرسى الرئيس فى مصر فارغا لا يجد من يجلس عليه خاصة أن الرئيس القادم وربما الرئيس المؤقت الحالى المستشار عدلى منصور حكم عليه أن يغادر المشهد السياسى بطريقة درامية تصنعها الأحداث وربما يكون الشعب صانعا لتلك الأحداث إما عبر ثورة أو أى حدث آخر.
فبعد عام ونصف من ثورة 25 يناير حكم مصر أول رئيس مدنى منتخب كان يلقى دعما شعبيا وهو الدكتور محمد مرسى لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يغادر الحكم معزولا بعد عام واحد فقط ولكن لعنة الحكم أصابت الرئيس القادم من جماعة كانت تعتبر نفسها جماعة مسلمة تنادى بتطبيق الشريعة فى البلاد ولكنه انحرف عن طريقه بفضل لعنة الحكم وانتهى به الحال متحفظاً عليه فى إحدى الجهات السيادية فى انتظار سيل من القضايا والمحاكمات.
مرسى كان آخر رئيس أصابته تلك اللعنة ولكن أول رئيس على الإطلاق عانى من تلك اللعنة كان فى عصور ما قبل الميلاد وهو فرعون موسى الذى سجلت نهايته أول نهاية دراماتيكية لحكام مصر ومات غرقا وجنوده فى البحر أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام وذلك بعد 66 عاما من الحكم قضاها على كرسى الحكم.
فرعون لم يكن الملك الوحيد الذى غادر الحكم بشكل مأساوى لحكام ما قبل الميلاد وتبعه ثلاثة حكام آخرين عانوا من نفس المصير وكان ثانى الضحايا الملك توت عنخ آمون أحد فراعنة الأسرة المصرية وغادر الحكم مسموما وتوفى فى سن صغيرة ولم تتعد الـ 30 عاما.
أصيب توت عنخ آمون بكسر خطير فى عظام الفخذ استدعى تدخل الأطباء فأعطاه السحرة نوعاً من الدواء لم يتحمله جسده وأصيب بإعياء شديد جدا أدى إلى موت الخلايا والأنسجة فى الفخذ وتحللها وأصيب بعدها بالسم فى أنحاء جسده ومات على الفور وحكم عنخ آمون مصر من عام 1334 وحتى 1335 قبل الميلاد.
ثالث الملوك الذين غادروا الحكم بنهاية مأساوية هو الإسكندر الأكبر الذى غادر الحكم مسموما أيضا بعد أن تعرض لخيانة من أحد رجاله المخلصين والمقربين له ففى إحدى معاركه التى كان منتصرا فيها وأثناء تناوله الطعام دس له طبيبه الخاص الذى كان يثق فيه إلى درجة كبيرة جداً السم وسقط مريضا على الفور بإعياء شديد لمدة أسبوعين ولم يتحمل جسده السم وفشل الأطباء فى علاجه ولم يقم طبيبه الخاص بعلاجه على النحو الأمثل فمات وقلبه متعلق بالمعركة التى كان يخوضها وكانت آخر كلماته إلى جنوده فى المعركة «إلى الأمام» فى إشارة إلى ضرورة تحقيق النصر فى معركتهم الحالية ومعاركهم المستقبلية وحكم الإسكندر مصر من 21 يوليو 356 قبل الميلاد وحتى 13 يونية 323 قبل الميلاد.
أما رابع الملوك الذين غادروا الحكم بطريقة مأساوية فكانت الملكة كليوباترا التى تركت حكمها منتحرة بسموم ثعبان الكوبرا بعد قصة حب عنيفة مع زوجها الملك أنطونيوس فى قصة درامية تحاكت بها الأجيال المتعاقبة وكأنه كتب على ملوك ما قبل الميلاد أن يغادروا الحكم مسمومين ولاقت كليوباترا نفس المصير المأساوى لحكام مصر وحكمت الملكة مصر فى عام 51 قبل الميلاد وماتت فى عام 31 قبل الميلاد أى بعد 20 عاما من الحكم وأنهت حكمها بأيديها ولم تتحمل مرارة هزيمة زوجها القائد مارك أنطونيوس التى كانت تحبه بشكل كبير وبعد ان تلقت نبأ هزيمته نادت على أحد خدامها وطلبت منه ثعبان كوبرا سامة وأطلقته على جسدها فاستقر على كتفها الأيسر ولدغها فتوفت على الفور وهى تنادى على زوجها.
أما عن حكام ما بعد الميلاد فلم يتغير الحال بل إن لعنة الحكم كانت أشدة قسوة على الحكام وأجبرتهم على ترك كرسى الحكم بنهايات مأساوية أيضا.
البداية كانت مع الملكة شجرة الدر وزوجها عز الدين أيبك فقد تولت شجرة الدر الحكم فى عام 1250 بعد وفاة السلطان الصالح نجم الدين ولكنها بعد 80 يوما من جلوسها على كرسى الحكم اضطرت الى التنازل عنه لزوجها عز الدين أيبك واستمرت العلاقة بينهما على نحو جيد لمدة 7 أعوام وبعدها تزوج عز الدين أيبك من سيدة أخرى وهو ما أشعل الغضب والغيرة فى قلب شجرة الدر وقامت بتدبير خطة للتخلص من زوجها فقامت بالاتفاق مع حراسها على قتله على أبواب القلعة عام 1257 وبالفعل تحقق لها ما أراد وقتل زوجها.
مماليك زوجها لم يتحملوا ما حدث له واتفقوا مع زوجة عز الدين أيبك الجديدة على التخلص من شجرة الدر، وبالفعل ألقوا القبض عليها وأحضروها إلى زوجة أيبك الجديدة ووضعوا أمر شجرة الدر تحت تصرفها فأمرت بقتلها على الفور وألقوا بها إلى رجال وسيدات القصر وقاموا بضربها بالقباقيب على رأسها حتى لقيت مصرعها وبعد وفاتها ألقوا بها من أعلى سور القلعة.
الملك قطز لم يكن أحسن حالا من الملوك الذين سبقوه وانتهى حكمه بطريقة مأساوية أيضا بعد أن تعرض للقتل على أيدى صديقه المقرب له الظاهر بيبرس حيث تولى قطز الحكم فى عام 1259 واستمر حكمه عاماً واحداً فقط وأثناء حرب التتار كان بصحبة صديقه الظاهر بيبرس الذى قرر التخلص من صديقه ليتولى بعد الحكم وقام بتدبير خطة التخلص منه أثناء قيامه بصيد الأرانب حيث قام بإبعاده عن حراسه وقام حراس بيبرس بمحاصرة قطز وألقى القبض عليه وشل حركته حتى قام بقية الأمراء بقتله.
تولى بيبرس الحكم بعد قتل قطز عام 1260 وتحقق له ما أراد ولكنه ذاق من نفس الكاس الذى شرب منه صديقه قطز وغادر حكمه بعد 17 عاماً وبالتحديد فى 2 مايو عام 1277 مسموما وسقط فى الحفرة التى كان يحفرها لأحد الملوك المقربين منه.
حاول بيبرس أن يدير مكيدة لقتل الملك بهاء الدين عبدالملك حيث كان يشعر بالخوف منه لشجاعته المفرطة وقوته الشديدة وكان يخشى أن ينتزع منه الحكم بعد ذلك فقرر التخلص منه وقتله فقام بدعوته إلى شرب الخمر معه ووضع له السم فى أكواب الخمر ولكنه دون أن يدرى تناول الخمر المسمومة وسقط مريضا على الفور ولم يتحمل جسده جرعات السم المكثفة وفشلت محاولات كل الأطباء فى علاجه وتوفى بعد عدة أيام.
أما أول ثورة شعبية قام بها الشعب المصرى كانت عام 1804 على الحاكم خورشيد باشا الذى ظل عاما واحدا فى الحكم وكان حكمه أشبه بحكم الرئيس المعزول محمد مرسى فبعد عام من حكم خورشيد باشا طلب محمد على باشا إبعاده عن الحكم وإرساله إلى صعيد مصر بعد فشله فى الحكم ولكن خورشيد باشا استنجد بالسلطان العثمانى وطلب منه إرسال فرق معاونه له لتواجه عدوه اللدود محمد على باشا وبالفعل استجاب له السلطان العثمانى وأرسل له فرق الدولاة التى قامت بترويع الشعب المصرى وقامت بعمليات قتل ونهب منظمة وسرقة المنازل ولم يتحمل الشعب المصرى ما حدث له فثار على خورشيد باشا وقام الشعب بخلعه وعزله من منصبه وتوجهوا إلى محمد على باشا وقاموا بتوليته الحكم.
المصير السيئ لحكام مصر لم ينج منه محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة فرغم أن الرجل انحاز إلى شعب مصر ووضع أسس الدولة المصرية الحديثة فإن انحيازه للدولة لم يشفع له من النهاية المأساوية وأصابته أيضاً لعنة الحكم التى أصابت من سبقوه.
فبعد سنوات عديدة من بناء الدولة الحديثة انتهى به الحال مصاباً بالجنون فبعد عدد من الحروب التى خاضها لبناء مصر الحديثة أصيب بجنون الفكر وعانى من صعوبة التذكر والنسيان لفترات طويلة خاصة بعد انسحاب جنوده من الشام وفصلها عن مصر وعودتها إلى أحضان الدولة العثمانية وتدهورت حالته بشكل كبير عجز معها الأطباء عن علاجه وأصيب بحالة من الخرف وبمرور الوقت تصرف محمد على باشا بشكل صبيانى وتدخل أبناؤه لعزله خاصة أنه كان من المستحيل أن يستمر فى الحكم وعزل من الحكم بمعرفة أولاده.
وبعد عزل محمد على باشا تولى ابنه إبراهيم باشا الحكم بعد اتفاق الجميع على ذلك ولكنه كعادة كل الحكام الذين سبقوه أصابته لعنة الحكم، فالرجل تولى الحكم فى عام 1848 ولكنه لم يكمل عاماً فى الحكم وقضى 7 أشهر فقط وأصيب بعدها بمرض السل والنزيف الدموى وتوفى سريعاً بعد إصابته بالمرض الذى لم يتحمله جسده المريض.
وبعد وفاة إبراهيم باشا تولى الحكم عباس باشا الأول الذى حكم مصر من عام 1848 وحتى عام 1954 وشهد عصره ثورة شعبية بعدما اشتد الغضب الشعبى على سياساته وكان نصيبه من العداء الشعبى كبيراً وصل إلى حد تعرضه للاغتيال فى قصره بمدينة بنها على يد أحد حراسه عام 1854.
وفى 18 يناير عام 1863 تولى الخديو إسماعيل الحكم وعانى أيضاً من لعنة الحكم ومن المصير المهلك للحكام، فرغم أنه استمر 16 عاماً فى الحكم فإنه لم يعجب إنجلترا التى تدخلت لخلعه عن العرش فى 26 يونية 1879 حتى توفى فى منفاه الذى وضع فيه بقصر أميرجان بعد أشهر قليلة من الجلوس فيه.
ولم يكن الخديو عباس حلمى الثانى بعيداً عن نفس المصير حيث تم خلعه من الحكم بعد 22 عاماً قضايا على كرسى الحكم وعزل فى 19 سبتمبر 1914 حيث كانت إنجلترا لا تريد بقاءه فى الحكم بسبب اتخاذه بعض السياسات غير المرضية لها.
ولم ينج آخر ملوك الدولة المصرية وهو الملك فاروق من لعنة الحكم، فعلى الرغم أنه قضى فى السلطة ما يقرب من 16 عاماً، فإنه غادر الحكم بعد ثورة عام 1952 والتى قام بها الضباط الأحرار والذين تدخلوا فى لحظة رأوا فيها أن استمرار الملك فاروق فى الحكم يمثل الخطر الأكبر على الدولة، فقرروا إجباره على التنازل لابنه أحمد فؤاد الذى كان عمره وقتها 6 أعوام فقط وغادر مصر مخلوعاً على يد السفينة المحروسة وكانت أشهر كلماته أن دماء مصرى واحد أهم من أى سلطة وتنقل فاروق بين مناطق عديدة حتى مات فى إيطاليا أثناء تناوله العشاء فى مطعم شهير عام 1965 فى 19 مارس لينقل برحيله مصر من الملكية إلى الجمهورية.
وبعد إجبار الملك فاروق على تركه الحكم تولى اللواء محمد نجيب رئاسة أول جمهورية فى مصر وكان ينادى بإنهاء الحكم العسكرى للبلاد وحل مجلس قيادة الثورة وعودة العسكر إلى ثكناته وهو ما لم يعجب جمال عبدالناصر وعدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة وحدث تصادم عنيف فى مارس عام 1954 فقاموا بوضع نجيب تحت الإقامة الجبرية وأعلن مجلس قيادة الثورة إعفاء محمد نجيب من منصبه وتولى جمال عبدالناصر بدلاً منه وظل محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية فى قصر الوكيل ومنع من الزيارة طوال ما يقرب من 30 عاماً حتى مات عام 1984.
جمال عبدالناصر تولى الحكم فى عام 1954 وحكم البلاد ما يقرب من 16 عاماً ولكن فجأة أعلن عن وفاته فى 28 سبتمبر عام 1970 وأعلن مكتبه وفاته بأزمة قلبية عقب وداعه لأمير الكويت صباح السالم الصباح فى المطار وهناك شكوك مازالت تراود البعض من تعرضه للقتل مسموماً ولكن لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن ولم تخرج علينا تقارير طبية رسمية تؤكد ذلك إلا أن هناك شهادات ووقائع يرويها البعض حول تعرضه للسم.
بعد وفاة عبدالناصر تولى السادات الحكم فى عام 1970 وبقى 11 عاماً فى الحكم ولكنه عانى من مرارة الجماعة الإسلامية التى عاشت أزهى عصورها على يديه ولكن وقع خلاف عميق مع عدد من قيادات التيار الإسلامى بعد أن وضعهم فى السجون وقام بسب الشيخ المحلاوى فأصابته لعنة الحكم وتعرض إلى محاولة اغتيال على يد خالد الإسلامبولى ورفاقه أثناء العرض العسكرى الذى أقيم بمناسبة احتفالات أكتوبر وسط رجاله وقيادات الدولة.
بعد اغتيال السادات تولى محمد حسنى مبارك الحكم فى عام 1981 ولكنه عاش أسوأ مصير لحكام مصر فبعد 30 عاماً من الحكم عانت خلالها البلاد من الاستبداد بالسلطة والفساد والديكتاتورية ثار عليه الشعب فى 25 يناير عام 2011 وبعد 18 عاماً اضطر الراحل عمر سليمان إلى إذاعة بيان تنحى مبارك عن الحكم بضغوط الجيش وتولى المجلس العسكرى السلطة بشكل مؤقت وبفضل مليونيات التحرير قدم مبارك وولداه جمال وعلاء إلى المحاكمة وهو الآن يعيش محبوساً فى انتظار انتهاء محاكمته.
بعد ثورة يناير تولى المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق مسئولية البلاد لمدة 18 شهراً كمرحلة انتقالية ولكن الرجل لم يسلم من لعنة الحكم وظلت البلاد فى عهده تعانى من الاضطرابات والاعتصامات حتى أجريت انتخابات رئاسة الجمهورية فى عهده وفاز فيها الدكتور محمد مرسى بعد معركة عنيفة مع الفريق أحمد شفيق واضطر طنطاوى إلى القبول بمنصب وزير الدفاع فى أول حكومة يشكلها مرسى برئاسة الدكتور هشام قنديل ولكنه رغم أنه قبل بمنصب وزير بعد أن كان رئيسًا للبلاد لم يسلم من لعنة الحكم وقام مرسى بإقالته من منصبه كوزير للدفاع وعدد من جنرالات المجلس العسكرى واختفى الرجل من بعدها فى عزلة اختيارية.
ولم يسلم الدكتور محمد مرسى من لعنة الحكم فرغم أنه أول رئيس مدنى منتخب بعد ثورة شعبية وجاء إلى الحكم فى 30 يونية 2012 إلا أنه بعد عام واحد عانت خلالها البلاد من الفوضى والتراجع فى كل المؤسسات فقام الشعب بثورة أخرى عليه فى 30 يونية 2013 وخرج ما يقرب من 33 مليون متظاهر فى الشارع حتى اضطرت المؤسسة العسكرية إلى التدخل والإعلان عن خارطة طريق أخرى تتضمن انتخابات رئاسية مبكرة وتولى رئيس المحكمة الدستورية رئاسة المرحلة الانتقالية الجديدة وعزل مرسى وبقى فى مكان آمن
غير معلوم.

جمعة التفويض بالصور


جمعة التفويض بالصور

1
استجاب المصريين لدعوة قائد الجيش المصري بالخروج لتفويض الجيش لمحاربة الإرهاب فيما خرج مناصري جماعة الإخوان للتنديد بهذه الدعوة ومطالبين بإطلاق الرئيس المعزول محمد مرسي
   
2
3
4
7
8

10
11
12
13

14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39

الخميس، 25 يوليو 2013

الان فى مصر الصاروخ الصينى DF 21D قاتل حاملات الطائرات الامريكيه


الرعب القادم من
الصين الان فى مصر
الصاروخ الصينى DF 21D قاتل حاملات الطائرات الامريكيه 

استخدمت البحرية الأميركية حاملات الطائرات من اجل إبراز قوتها في جميع أنحاء العالم ولكى تكون بمثابه الذارع الطويل التى من خلالها تبعث الرعب فى قلوب اى دوله تحاول التخلى عن العباءه الامريكيه والخروج عنها فبعثت بحاملات الطائرات لتجوب انحاء المحيطات مهيمنه عليها بما في ذلك داخل وحول مضيق تايوان القريب من الصين , ولكن يبدو ان الصين لن تقف مكتوفه الايدى فقامت بصنع سلاح من شأنه ان يقضى على عصر حاملات الطائرات فهناك قلق متزايد من البحريه الامريكيه بسبب مشروع الصين لتطوير صواريخ مضاده للسفن وهذا القلق سببه ان الصين طورت الصاروخ DF 21D ASBM ليكون له هدف واحد وواحد فقط وهو حاملات الطائرات الامريكيه .

ANTI-SHIP BALLISTIC MISSILE (ASBM) DF 21D ASBMيعد الصاروخ DF 21D ASBM اول صاروخ باليستى مضاد للسفن (anti-ship ballistic missile (ASBM وهو نظام صاروخى عسكرى باليستى حاليا فى التطوير لمدى متوسط ,وقد تم تصميمه فى الاساس من اجل اصطياد السفن الحربيه فى البحر , وذلك بسبب سرعته العاليه جدا والتى تصل الى Mach 10 والتى تجعل من الصعب جدا اعتراضه فحاليا لا يوجد نظام دفاع جوى على متن السفنship-board defense mechanisms يمكنه التصدى اومواجهه هذا الصاروخ فى المرحله النهائيه .

تم تجهيز DF 21D ASBM برأس حربيه كبيره والتى سوف تعمل جنبا الى جنب مع الطاقه الحركيه العاليه للصاروخ فتزداد القوه التدميريه للصاروخ بحيث تكون رأس حربيه واحده كافيه لتدمير او على الاقل شل حاملة طائرات عملاقه , ولكن على عكس الصواريخ الباليستيه والتى تتبع مسار محدد للرحله الباليستيه بعد اطلاقها بفتره صغيره نسبيا فان صواريخ DF 21D ASBM تتطلب وجود نظام توجيهه للصاروخ فى المحطه النهائيه عالى الاداء ودقيق جدا لانه لايتبع مسار محدد , وبهذا سوف يكون الصاروخ الصينى اول سلاح وأول صاروخ باليستى فى العالم قادر على استهداف حامله طائرات متحركه من مدى بعيد long-range ويتم اطلاقه من منصات اطلاق ارضيه ذاتيه الحركه land-based mobile launchers.

اولاالمدى RANGE

ذكرت التقارير ان الصين قد اجرت التجارب على اول صاروخ باليستى مضاد للسفن" DF-21D"" وذكرت ان الصاروخ بتراوح مداه بين2,700 -3,000 km فى عام 2005 وان هناك خطه خمسيه لتطوير مدى الصاروخ ليصل الى 8,000km فى عام 2020 .

ثانيا نظام التوجيهه GUIDANCE SYSTEM

لضرب اى هدف بصاروخ باليستى مضاد للسفن ASBM , يجيب على الصينين ان يكونوا فكره دقيقه عن مكان وجود حاملات الطائرات ثم تتبعها وذلك من على مسافات بعيده وسوف يعتمد فى ذلك بالطبع على نظم الانذار المبكرمثل نظام sky-wave او رادار( over-the-horizon (OTH أو إشارات الاستخبارات الإلكترونية، التي من شأنها أن تعطي فكرة عامة عن احداثيات الهدف الجغرافيه , وهناك ادله جوهرية تؤكد ان الصين لديها واحد على الاقل من نظام ( over-the- horizon back scatter(OTH-B قيد التشغيل الان , والتى يمكن استخدامها للتعرف على الاهداف من مدى بعيد , وبمجرد ان يتم التعرف على مكان حاملات الطائرات فان موقعها الجغرافى يحتاج الى جمع معلومات عنه وتحديد احداثيته بدقه وهذه المهمه سوف يقوم بها الطائرات غير المأهوله بعيده المدى (UAVs)والتى تجمع المعلومات والاحداثيات ثم تقوم بتغذيه الصاروخ بها .
هناك نظام اخر للتوجيه يمكن الاعتماد عليه لدعم الصاروخ الصينى DF 21D ASBM هو نظام الاستطلاع والتهديف الفضائى space-based reconnaissance & targetting system والتى سوف تكون مهمته ايجا د حاملات الطائرات الامريكيه فى البحر , وسوف تتفاوت فائده الاقمار الصناعيه الصيينه
وفقا لشيئين هما sensor type and resolution

القمر الصناعى Yaogan
وبالنسبه لاجهزه الاستشعار sensors المنتشره على الاقمار الصينيه فهناك الرادار( synthetic aperture radar (SAR حيث يعتبر الاكثر افاده لاصطياد الاهداف البحريه المتحركه حيث يمكنه مسح مسافات كبيره وارسال صور واضحه ذات درجه وضوح resolution جيده بما يكفى حتى للاهداف البحريه الصغيره, ويمكن للنظام " SAR " ان يلتقط الصور بغض النظر عن حاله الطقس او اشعة الشمس .
اجهزه الاستشعار متعدده الاطياف وذات النطاق الطيفى الواسع Multispectral and hyperspectral sensors يمكن ايضا ان تكون فعاله جدا فى عمليه التعقب والتوجيه ,على سبيل المثال فانها يمكنها ان تتعقب بقع الطحالب والمواد الفسفوريه الاخرى التى تتمخض على السفن .
يمكن ان تكون الصور الملتقطه من العدسات التى تعمل بالاشعه تحت الحمراء Infrared والصور التقليديه regular visible-light images مفيدة جدا , ولكن العدسات على سطح الاقمار الصناعيه الصينيه سوف تكون لديها بؤرضيقه نسبيا narrow foci ولن تتمكن من مسح وتغطيه مساحات شااسعه جدا من المحيط ,ويوجد اربعه فقط من الاقمار الصناعيه الصينيه من سلسله اقمار Yaogan العسكريه التى تعمل فى المدار الارضى المنخفض low earth orbit مجهزه بنظام" SAR ".
لذلك فان فى منتصف مسار رحله الصاروخ mid course flight سوف يتم توفير التوجيه من قبل رادارت الموجه المليمتريه millimeter-wave radar او من قبل نظام "" SAR السابق ذكره , بينما فى المرحله النهائيه فان التوجيه سوف يكون من قبل رادارت الموجه المليمتريه ايضا او من نظام باحث التصوير السلبى بالاشعه تحت الاحمراء passive imaging infra red seeker او ما يعرف ب ( IIR ) ,ولذلك فان نظام التوجيه فى الصاروخ الصينى DF 21D معقد جدا .

ثالثا الرأس الحربى WARHEAD

يمكن للصاروخ الصينى DF 21D ان يحمل كلا من الرؤس الحربيه التقليديه والرؤس الحربيه النوويه ولكن استخدام الرؤس النوويه قد لا يتم عمليا خوفا من ان يكون تحريضا او بدايه لاشعال فتيل حرب نوويه مع امريكا وهذا بالطبع ما لاتريده الصين , تم تجهيزالصاروخ برأس حربيه تقليديه تتمتع بقدره عاليه على المناوره فى مرحلتها الاخيره فيما يعرف باسم (Manoeuvrable Re-Entry Vehicle (MaRVمما يزيد من فرصه اصابته للهدف ويقلل من امكانيه اعتراضه بواسطه وسائل الدفاع على متن حاملات الطائرات وهى كبيره بما يكفى الى جانب ان الطاقه الحركيه العاليه للصاروخ سوف تزيد من قوتها التدميريه بحيث ان راس واحده لها قدره على تدمير او شل حامله طائرات , ولكن على عكس الاسلحه النوويه التى يجب ان تصل الى الهدف بدقه لتكون فعاله فان الصاروخ الصينى يحمل ميزه اضافيه تمكنه من الوصول الى هدفه بنجاح وهى الشراك الخداعيه وغيرها من تدابير مكافحه اعتراضه من قبل وسائل الدفاع الجوى البحريه .

هذا بالاضافه الى ان الصين تقوم حاليا بتطوير اسلحه النبض المغناطيسى electromagnetic pulse weapons و اسلحه تعمل بموجات المايكرويف عاليه القدره (HPM) والتى تخطط بكين لاستخدامها ضد حاملات الطائرات الامريكيه فى اى صراع مستقبلى فى تايوان , وقال ريتشارد فيشر فى تقارير صدرت باسم المخابرات الامريكيه وهو محلل عسكرى يختص بالشءون العسكريه الصينيه " ان الرؤس الحربيه الصينيه المستخدمه على متن الصاروخ DF 21D المضاد للسفن سوف تكون خيار حربيا لدى الصين لاستهداف سفن البحريه الامريكيه .

رابعا السرعة SPEED
يمكن للصاروخ DF-21 ان يضرب اهدافه وهو فى مرحلته النهائيه terminal phase بسرعه تصل الى 10 mach وهى سرعه عاليه جدا تجعله من اسراع الصواريخ الباليستيه وهذه السرعه تعطيه قوه تدميريه رهيبه بالاضافه الى صعوبه اعتراضه او اسقاطه من قبل احملات الطائرات او السفن المصاحبه لها


خامسا الدقه ACCURACY

تشير الكتابات التقنيه ان دائره الخطأ المحتمله( circular error probable (CEPللصاروخ قد تبلغ 50 متر او اقل ولكن على اى حال فان تطوير صاروخ باليستى للذهاب وراء وتدمير اهداف متحركه فى البحر ليس بالامر السهل ومع ذلك فان معظم الدراسات تشير الى ان العوائق الفنيه فى جزئيه الدقه هى فى حدود قدره الصين التكنولوجيه وانها قادره على حلها . وفى هذه الصوره يظهر نوعين من حاملات الطائرات الامريكيه من طراز nimitz class والتى يبلغ طولها 332.9 وعرض سطحها 76.9 متر
والحامله الاخرى من طراز ford class والتى يبلغ طولها 333 متر وعرض سطحها 78 متر ومن هنا نستنج ان الصاروخ الصينى اذا اخطاء هدفه فى دائره قطرها 50متر فان حاملات الطائرات الامريكا لديها مساحه كافيه لتلقى الصاروخ على سطحها .
ولتاكيد هذا الكلام فالصوره التاليه كانت لاختبار مدى دقه الصاروخ الصينى DF-21 فى صحراء جوبى Gobi desert حيث بلغ معدل الخطا اقل من 50 متر

ثم تم مقارنه مساحه الارض محل الاختبار بسطح حامله طائرات والنتيجه ان الاصابتين كانتا داخل سطح السفينه مما يؤكد فاعليه الصاروخ DF-21


سادسا الدفع PROPULSION

تم الاعلان على ان الصاروخ سوف يعمل بمحرك جديد كليا يعمل على الوقود الصلب حيث انهى مصنع " CASIC Sixth Academy’s Honggang " والمعروف ايضا بمصنع " the 359 Factory " مشروع تطوير بناء محركات صواريخ DF 21D والتى تعمل على الوقود الصلب , وسوف يتم استخدام تقنيات ومواد جديده فى صناعه وطرق عمل هذا المحرك مثل glycidy lazide polymer (GAP)و XLDP و CL-20و وقود دفع ودواسر propellants متطوره .
وكل هذه التقنيات والمواد الجديده تساعد على زياده معدل الاحتراق داخل المحرك بالاضافه الى تقليل بصمته الحراريه lower signature مقارنه بالدواسر العاديه مثل HTPB ولقد تم فى July 2007 اختبار نسخه تجربيه للصاروخ بوقود صلب هجين hybrid solid-liquid وقدم تم السيطره عى الصاروخ بنجاج وقيل ان هذه التقنيه سوف يتم استخدامها فى المستقبل فى الاقمار الصناعيه الصغيره والطائرات .

سابعا منصة الاطلاق LAUNCH PLATFORM

يمكن اطلاق الصاروخ من البر فقط من خلال منصات اطلاق متحركه وبذلك فهو يمكن نقله واطلاقه من اى جزء فى الصين وهذا يجعله سريع الحركه والاختباء بحيث تقوم منصات الاطلاق بتغير مواقعها مما يصعب استهدافها من قبل المقاتلات او طائرات الاواكس .

ثامنا القدره على المناوره MANEUVERABILTY

يتميز الصاروخ الصينى الباليستى المضاد للسفن DF 21D براس حربيه تتمتع بقدره عاليه على المناوره فى المرحله النهائيه فيما يعرف باسم Manoeuvrable Re-Entry Vehicle (MaRV) والتى تجعل الراس تغير من مسار الراحله الى مسارمتعرج zegzag بشكل دائم لتفادى الدفاعات الجويه المتواجده فى طريق رحلتها الى الهدف

وهذه التقنيه فعاله جدا لان من شأن الرؤس الحربيه الى تسطيع السير بشكل متعرج وبسرعه عاليه جدا ان تكون هدف صعب للغايه على الدفاعات الجويه التى تحاول اعتراضها


وهذا على العكس تماما من الروؤس الحربيه التقليديه المستخدمه حاليا والتى تتبع مسار معينا بعد اطلاقها مما يجعل امكانيه التنبؤ بمسارها واسقاطها امر سهلا واخيرا فانه اذا اطلقت الصين عددا لابأس به من صواريخ DF 21D ( حوالى 100 صاروخ مثلا) على اسطوال يتكون من حاملة طائرات والمدمرات والفرقاطات المصاحبه لها فان الصين لن تحتاج سوى صاروخ او اثنين من هولاء المئه لتحقيق اصابه مباشره لحامله الطائرات ولا اعتقد ان الصين سوف تبخل باسقاط 100 صاروخ فوق رؤس حامله طائرات امريكه قابعه على شواطئها ولكن هل اطلاق 100 صاروخ لاسقاط حامله طائرات مجدى من الناحيه الاقتصاديه ؟
سعر الصاروخ الصينى DF 21D يترواح بين 5 - 10.5 مليون دولار للصاروخ الواحد
اذن سعر 100 صاروخ يتراوح بين 500 مليون الى 1مليار دولار
سعر حامله الطائرات تقريبا يصل الى 5 مليار دولار
اذن المعادله 1 مليار دولار = تدمير 5 مليار دولار
اعتقد ان الصين لن تبخل بمثل هذا الرقم لكسر ذراع امريكا الطويله