بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

الجمعة، 14 مارس 2014

زغاريد المصريات تبدأ من زنقة الستات


زغاريد المصريات تبدأ من زنقة الستات

 .زنقة الستات أحد أشهر الأسواق بمدينة الإسكندرية في مصر، معروف ببيع المستلزمات النسائية.
اكتسبت زنقة الستات اسمها لضيق شوارعها وازدحامها الشديد، ولأن أغلب البضاعة المعروضة به تخص النساء



.
      يعود تاريخه إلى أوائل القرن الماضي، حيث كان التجار في المغرب العربي وليبيا يتمركزون في حي المنشية الذي يقع وسط مدينة الإسكندرية عند مجيئهم لبيع من داخل مصر وهكذا أقيم السوق. كان يسمى هذا السوق في البداية باسم "سوق المغاربة" [بحاجة لمصدر] الذي كانت تحيط به الأسواق القديمة ومنها سوق الصاغة، وسوق الخيط الذي ما زال يبيع أفضل أنواع القماش


من الملاحظ في السوق هو أن معظم الباعة من الرجال، غير أن النساء لا يبدين غضبهن على أن الرجال يعموا الاحتياجات ويعملون على إرضائهن ومعاونتهن في اختيار الأفضل لهن.
والدكاكين تفتح منذ الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل ولا ترتبط بمواعيد خاصة ولكن متروكة حسب حاجه البيع والمواسم الخاصة.
“للنساء فقط” 
هو شعار يرفعه سوق “زنقة الستات” الذي يعد واحدا من أهم مزارات مدينة الإسكندرية أو عروس البحر المتوسط، ففي شارع طوله 500 متر وعرضه لا يزيد عن متر تلتقي عشرات من النسوة في تجمعات يومية من كل مكان في مصر والوطن العربي يجمعهن جنون التسوق والبحث عن الجديد بأرخص الأسعار.

 
على الرغم من بساطة معروضات سوق “زنقة الستات” في الإسكندرية (ذهب ومجوهرات، فساتين وجلاليب، أقمشة وحرائر، عطور وإكسسوارات، دانتيلا وكريستالات) إلا أن الزحام في الشارع المؤدي إليه شديد للغاية وتبدده بين الحين والآخر “زغاريد” تطلقها مئات من النسوة كل يوم، مما يحول المكان إلى ساحة تغمرها الفرحة والألفة المصرية الشهيرة.

و
يعود تاريخ إنشاء زنقة الستات إلى عام 1882 م عندما سيطر أحد التجار الأتراك على سوق الإسكندرية وحاول احتكار كل أنواع البيع والمتاجرة ومحاربة التجار في رزقهم، ففكروا في مواجهة هذا الجشع ومحاربة طمعه فأنشؤوا “زنقة الستات” واشتروا شارعها وقسموه إلى دهاليز ودكاكين صغيرة عرضوا فيها بضاعتهم من الملابس والأقمشة والأحذية.
بالإضافة إلى العطور والبخور والمجوهرات وأدوات الزينة والتمباك. ولكي يكسبوا السوق، رضوا بالربح القليل وباعوا بضائعهم بنصف الثمن فلاقت سوقهم الانتشار وراجت بضاعتهم، حتى أصبحت السوق أحد معالم مدينة البحر وجمال الإسكندرية عروس المتوسط.
وفي أوائل القرن العشرين شهدت الإسكندرية أبشع مذبحة تعرضت لها نساء الإسكندرية على يد أشهر سفاحتين “ريا وسكينة” وكانت مسرح هذه الجريمة “زنقة الستات” أين ارتكبت كل جرائم القتل ضدّ ما يزيد عن 20 سيدة بعد سرقة مجوهراتهن.
كانت “ريا وسكينة” تجوبان السوق كل يوم بحثا عن فريستهما، حتى إذا ما عثرتا على الضحية المطلوبة التي تتوفر على الذهب والأموال، نسجتا حولها شباك الإغراء واقتادتاها من حي المنشية، حيث السوق والزنقة إلى حي “اللبان” حيث تسكنان، وهناك تجردان الضحية من الذهب والأموال ثم تقبضان على روحها في الحال وتلقيان بجثتها في جب عميق، حتى روّعتا الإسكندرية وحرمتا النساء من الخروج أو التسوق لشهور طويلة قبل القبض عليهما وإعدامهما.


http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/hw9rHnZMALBoj5gJRvJMTw--/YXBwaWQ9bWtihttp://www2.0zz0.com/2013/01/05/11/349251776.png 
وكانت “الملاية اللف” هي السمة الغالبة لمرتادات هذه السوق منذ بدايات القرن العشرين وحتى بداية السبعينات. فقد كانت “الملاية” هي الزي الشعبي للغالبية العظمى من سيدات مصر وخصوصا الطبقة الشعبية. أما الآن فقد اختفت تلك الملاية وتتخذ زبونات الزنقة شكلا آخر من كل الطبقات ومن كافة الأعمار. وعند دخول السوق يجذبك من أول وهلة هذا الجمال الإسكندراني في الشكل والحديث باللهجة الإسكندرانية المحببة ورغم كثرة المساومة على الأسعار، فقد اعتاد التجار والبائعون على هذا السلوك.

 
وما زالت “الزنقة” محافظة على طابعها الذي نشأت عليه وتعرفت عليه سيدات الإسكندرية وفتياتها وزوارها أيضا، فما زالت تحتفظ بتنوع السلع وتعددها من ناحية وبانخفاض الأسعار.
وبفضل هاتين الميزتين وطابع الألفة التي نشأت ما بين السوق ونساء الإسكندرية، حافظت السوق على وجودها وكيانها رغم المحلات العصرية والسوبر ماركت التي غزت مصر والإسكندرية وأصبحت تحتوي المئات من السلع في محل واحد أو عدة محلات متجاورة.


 
ولعرائس الإسكندرية، علاقة حميمة مع الزنقة، فكل فتاة مقبلة على الزواج تكون قبلتها السوق لتشتري منها ما يلزمها للفرح من عدة وأدوات وفساتين الفرح أو أقمشتها من الساتان والأورجنيزا والدراستين والشوفيز، ويقل الثمن في الغالب بنسبة 50 في المئة عن مثيله خارج “الزنقة”، وهناك يمكن أن تجد كافة أدوات الخردوات والزينة من ورد وأشجار زاهية جميلة الألوان إلى المفارش والخرز والترتر والدانتيلا وكذلك كافة أنواع العطور والروائح والحبوب والأعشاب الطبية.
 وتقول نهى سمير التي ترتاد السوق لشراء لوازم زواجها: “الكل يعلم أن متطلبات العروس تكون كثيرة وأحيانا أخرى تكون مكلفة، ولكنني لم أقلق بهذا الشأن، لأنه بمجرد خطوبتي ذهبت بصحبه والدتي إلى “زنقة الستات” التي وجدت فيها كل ما أحتاجه من أقمشة للفساتين والملابس والإكسسورات، حتى أواني الطهي والستائر والمفروشات والعطور”.


 
ومن أمام أحد المحلات قالت السيدة روابي العلي وهي سورية: “هنا يوجد كل شيء: إكسسورات، حقائب، تحف. والموديلات تختلف وتتغير من محل إلى آخر، ودهشت كثيرا عندما وجدت كذلك المنتوجات السورية والعبايات تباع بأسعار أرخص منها في سوريا”.

 
ويبدو أن التجار قد اعتادوا على هذا الزحام الذي يعيشون فيه يوميا، ومعظمهم توارثوا حوانيتهم عن آبائهم على الرغم من الطابع الحديث الذي أصبح يلف المكان.
ويقول الحاج إبراهيم الحلواني إنه من أقدم مالكي دكاكين “زنقة الستات”

 
 وإن العمل في الزنقة مهنة يتوارثها الأبناء عن الأجداد والآباء، ويبتسم مداعبا قبل أن يقول: “هذا الزحام موجود كل يوم والنساء يملأن السوق من الصباح حتى منتصف الليل وينطبق عليهن مثل “اللي ما يشتري يتفرج”، فالزحام قد لا يعني إقبالا على الشراء بقدر ما يدل على اهتمام مرتادات السوق بمشاهدة السلع والمنتوجات والاطلاع على الجديد في البضائع المعروضة أو على سعيهن لاصطياد العرسان”.
ويضيف: “الزنقة لم تكن بهذا الشكل، فقد كانت مجموعة من إسطبلات الخيول المملوكة لمجموعة من الأثرياء اليهود في مصر، وكانت على هيئة أبواب خشبية ثم تحولت إلى محلات تــجارية من الطراز الأول

ليست هناك تعليقات: