بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

الخميس، 1 مايو 2014

أشهر حكايات الإعدام

.. أشهر حكايات الإعدام من "خازوق الحلبي" إلى "رصاص الإسلامبولي"


"حبل المشنقة" يطارد بديع.. أشهر حكايات الإعدام
فى غرفة الإعدام.. انتهت حياة شخصيات صدر بحقها أحكام بالموت، بعضها صدر لأوضاع سياسية وبعضها للتورط في جرائم جنائية.. لكن تأثيرها ظل باقيا في تاريخ مصر الحديث.. بعضها نصره التاريخ وظل بطلا لكفاحه ضد الاستعمار، وبعضها ارتبط اسمه بتهديد الأمن العام وجرائم إغتيال وقتل.

حكايات حبل المشنقة" أشهر حكايات الإعدام فى تاريخ مصر الحديث، التي تبدأ في وقت الاحتلال الفرنسي (الحملة الفرنسية) بالشاب سليمان الحلبي الذى لم يتجاوز عمره وقتها 24 عامًا، وقت أن تنكر سنة 1798 في هيئة شحاذ ودخل مقر القيادة العامة للقوات الفرنسية بحي الأزبكية لاغتيال الجنرال كليبر أو "الساري العسكري" كما وصفه المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي، وبينما امتلأت الشوارع بالجنود الفرنسيين، كان الحلبي، يختبئ في حديقة مجاورة للأزبكية ومعه الخنجر الذي ارتكب به الحادث.

 
وفي 1800، انعقدت محاكمة الحلبي، بتكليف عسكري من السلطة الفرنسية برئاسة الجنرال رينيه، الذي أصدر حكمه بإعدام الحلبي ومن معه.

لم تكن محاكمة إعدام الحلبي، داخل غرفة مغلقة كما يحدث الآن.. ففي منطقة تعرف بإسم تل العقارب بمصر القديمة، تم حرق يده اليمني ثم وضعه علي خازوق لتأكل الطير من رمته.. وهو الوضع الذي ظل عليه مدة 4 ساعات حتي أعطاه جندي فرنسي كأس عجل بموته في الحال.

ونأتى للزعيم الملقب بـ"الخادم" الذي ثار علي حكم الخديو إسماعيل، أحمد عرابي، ذلك البطل الذى يسطع في ذاكرة المصريين.. عمل عرابي، علي مناهضة الاحتلال البريطاني في مصر.. وفي 13 سبتمبر 1882، فاجأ الإنجليز القوات المصرية المتمركزة في مواقعها بالتل الكبير في الواحدة والنصف فجرا.. وألقت القبض علي عرابي قبل أن يكمل إرتداء حذائه العسكري، بحسب ما قاله أثناء رحلة نفيه إلي سيلان.

 
لم يكن عرابي، بالشخص الهين بالنسبة إلي الإنجليز.. حتي أن السفير البريطاني لدي الباب العالي لورد دوفرن، وهو أول مندوب سامي، أشرف بنفسه علي محاكمة عرابي، والتي قضت بإعدامه.. إلا أن اتفاقا مسبقا بين سلطة الإحتلال والقضاة المصريين خفف الحكم بعد ذلك مباشرة إلي نفي عرابي إلي سرنديب "سيلان".

كان بصحبة عرابي، شيخ أزهري يعرف بإسم محمد أبو العلا الخلفاوي، وقد عرف الخلفاوي عام 1981 بفتواه خلع الخديوي توفيق لأنه "مارق علي الوطن" الأمر الذي زاد من غضب الخديوي فأمر بإعدامه.

 
كان الشيخ الخلفاوي، من الحماسة بقدر دعا زملاءه من علماء الأزهر إلي مؤتمر كبير عقده فى الأزهر، وقال فيه "إن الخديو توفيق قد مالأ أعداء البلاد، وأصبح غير صالح لحكمها وتبوؤ عرشها"، ثم اقترح إصدار فتوى بخلعه من عرشه، وقبل أن يوافق رفاقه، تسلل شيخ من الجامع إلى قصرعابدين وأبلغ الخديو نبأ هذه الفتوى، فزاد غضبه وطلب من رجال حاشيته أن يضموا اسم الشيخ أبوالعلا، إلى قائمة الذين سينزل لهم أشد العقوبات عندما تستقر الأمور.

ولما فشلت الثورة العرابية، وقبض الإنجليز على زعيمها أحمد عرابى ورفاقه العسكريين، اتهم الشيخ أبوالعلا، أمام المحكمة بتهمتين هما أنه هتف بحياة عرابى وأصدر فتوى بخلع الخديو عن عرش آبائه وأجداده، وكانت إحدى هاتين التهمتين كفيلة فى هذا الوقت بأن تؤدى إلى حبل المشنقة أو الإعدام رميا بالرصاص.

صدر الحكم علي الشيخ أبو العلا، بالإعدام رميا بالرصاص، مع تجريده من إنجازاته العلمية، ومصادرة أملاكه، لكن الإنجليز كانوا قد أصدروا أوامرهم إلي الخديوي بتخفيف جميع أحكام الإعدام الصادرة علي عرابي ورفاقة.. فقرر نفي الشيخ أبو العلا إلي جزيرة ميلان، ونظرا لمرضه وكبر سنه وكان وقتها 62 عاما، تقرر سجنه في بلدته بميت خلف بمركز شبين الكوم ومنع أقاربه وأبنائه من رؤيته.. وظل بالسجن خمس سنوات حتي مات دون أن يسمح له برؤية أحد.

 
وتعد "مذبحة دنشواي" أكثر أحكام الإعدام التي صدرت بشكل مبالغ وتعسفي.. ففي يونيه 1906، صدر حكم إعدام أربعة من أهالي دنشواي هما حسن محفوظ ويوسف سليم والسيد عيسي سالم ومحمد درويش زهران، والحكم علي 12 فلاح بالأشغال الشاقة لمدد مختلفة وجلد كل واحد منهم 50 جلدة بتهمة قتل ضابط إنجليزي مات بسبب ضربة شمس.

كان الاحتلال الإنجليزي، جائرا إلي حد تنفيذ أحكام الإعدام في قرية دنشواي، أمام الفلاحين وأهل الضحايا بل وأطفالهم أيضا.

وشهد فجر 28 يونيو 1910 تنفيذ حكم بالإعدام علي الشاب إبراهيم الورداني 24 عاما، في أول عملية اغتيال سياسي بتاريخ مصر الحديث. أطلق الورداني، 6 رصاصات علي رئيس الوزراء وقتها بطرس باشا غالي، فأصابته رصاصتان برقبته أثناء خروجه من غرفته في ديوان الخارجية، وفارق الحياة في اليوم التالي.

 
لم يكن الورداني، هو صاحب أول عملية اغتيال سياسي في تاريخ مصر الحديث فحسب، بل أن قضيته كانت هي السابقة الأولي من نوعها، إذ حولت المحكمة أوراق القضية إلي الشيخ بكري الصدفي مفتي الديار المصرية لإبداء الرأي فيها فطلب بدوره إحالته الورداني إلي لجنة طبية للتأكد من سلامة فواه العقلية، إلا أن المحكمة رفضت طلب المفتي وقضت بإعدامه.

ونأتى للسفاحتين "ريا وسكينة" التي تحولت قصتهما إلي عدد من الأعمال الدرامية والسينمائية.. فهما أول تنظيم نسائي لخطف النساء وقتلهم بالإشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينة، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا.

 
تنقلت ريا وسكينة، من الصعيد الجواني إلي بني سويف ثم إلي كفر الزيات حتي استقرتا في مدينة الإسكندرية في باديات القرن العشرين، واستمرت عصابتهم سنوات حتي تم القبض عليهم وإعدامهم في ديسمبر 1921.

ومن حكايات الإعدام الشهيرة، قصة "خميس والبقري" أبطال الطبقة العاملة التي لطخت دمائهم صفحة ثورة يوليو.. بعد أن صدر بحقهم حكما بالإعدام بعد أقل من شهر علي ثورة 23 يوليو 1952. محمد مصطفى خميس ومحمد عبد الرحمن البقري، هما عاملين بمصنع كفر الدوار، قاما باضراب ووقفة احتجاجية سلمية بالمصنع في 12 أغسطس 1952، مع زملائهم مطالبين صاحب المصنع وكان أحد البشوات الذين حكموا مصر قبل الثورة، بزيادة أجورهم.. وفجأة انطلقت رصاصة من الجانب المقابل للمصنع لتصيب أحد رجال الشرطة.. فهاجمت بعدها الشرطة جموع العمال واعتقلت قادتهم وعلي رأسهم خميس 19 عامَا، والبقري 17 عامَا، ونفذ حكم الإعدام علي خميس والبقري، أمام المصنع ليدشن مرحلة جديدة من تاريخ الطبقة العاملة.

 
وجاء إعدام سيد قطب، كأكثر احكام الإعدام التي أثرت في فى نفوس مؤيدي فكره من جماعة الإخوان المسلمون. ولد سيد قطب في قرية موشة بمحافظة أسيوط وعين مراقبا مساعدا بمكتب وزير المعارف.. فهو الأديب والمنظر الإسلامي، إلا أن سرعان ما نشبت خلافات بينه وبين رجال الوزراة حول عدد من أفكاره ذات الميول الإسلامية المتشدده، قدم علي آثرها استقالته عام 1954.

وفي نفس العام، اعتقل سيد قطب مع مجموعة كبيرة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بتهمة التأمر علي الوطن وقلب نظام الحكم.. وفي 21 أغسطس 1966 صدر الحكم بإعدامه والذي نفذ سريعا بعد إسبوع واحد فقط من صدور الحكم.

ولم يكن عام 1978 بالعام السهل علي مصر.. وقتها نفذ مصطفي شكري مؤسس جماعة التكفير والهجرة، أولي عمليات الجماعة ذات الطابع الديني المتشدد بإغتيال الشيخ الذهبي وزير الأوقاف وقتها، بعد انتقاده فكر جماعة شكري، وإعرابه عن خطورتها علي الفكر الوسطي ومخالفتها للعقيدة الإسلامية. وبعد محاكمة عسكرية، صدر الحكم ضد شكري، بالإعدام شنقا معه أربعة من أعضاء جماعته.

 
وجاء "إعدام سرية والأناضولي والأنصاري" الحكم الصادر ضد مجموعة من الشباب عرف بـ"تنظيم الفنية العسكرية" وهو تنظيم واسع أسسه صالح سريه، وقسمهم إلي مجموعات صغيرة بمحافظات الإسكندرية وعلي رأسها كامل عبد القادر وطلال الأنصاري، وبورسعيد بقيادةأحمد صالح، والقاهرة والجيزة وعلي رأسها حسن الهلاوي ومصطفي يسري، ومجموعة قنا بقيادة محمد شاكر الشريف.. فيما أبقي علي مجموعة الفنية العسكرية بقيادة كارم الأناضولي لتكون باقي الكليات العسكرية تحت قيادته مباشرة.

 
اعتمد تنظيم "الفنية العسكرية" علي أفكار مؤسسه صالح سرية، والذي يري بأن الجهاد هو الطريق لإقامة الدول الإسلامية، والحكم بتكفير الحاكم واعتبار جاهلية المجتمع دار حرب.. لا يجوز موالاة الكفار والأنظمة الكافرة ومن فعل ذلك فهو كافر.

صدر الحكم بإعدام قيادات تنظيم الفنية العسكرية باعتباره أول تنظيم إسلامي جهادي يحاول الإنقلاب علي نظام الحكم ، إلا أن الرئيس السابق أنور السادات، لجأ إلي تخفيف الحكم من المؤبد إلي الإعدام بعد وساطة من الشاعر السكندري عبد لامنعم الأنصاري..

وعلي الرغم من سيطرة الدولة علي تنظيم الفنية العسكرية، إلا أن أحد قياداتها وهو أحمد صالح، حاول عام 1977، إعادة تجميع من تبقي من أعضاء التنظيم والاستمرار في الحركة تحت اسم تنظيم الجهاد.. وفشل مرة أخري.

وجاء إعدام خالد الإسلامبولي، بسبب حادث المنصة، أو كما تسمي لدي الجماعات الإسلامية "عملية الجهاد الكبري".. والتي تم خلالها اغتيال الرئيس السابق أنور السادات، خلال عرض عسكري أقيم في 6 أكتوبر 1981 احتفالا بالانتصار الذي تحقق خلال حرب أكتوبر..

 
خالد الإسلامبولي، هو مخطط ومنفذ عملية اغتيال السادات، ترجل من سيارته أثناء العرض العسكري متخذا طريقه مباشره نحو المنصة وهو يطلق النار بغزارة علي الصف الأول مستهدفا السادات.. وبالفعل أصابته رصاصة بقلبه كانت من أسباب الوفاة.

صدر الحكم بالإعدام ضد الإسلامبولي في إبريل 1982، وتم تنفيذه رميا بالرصاص.

حكايات الإعدام لم تنتهي.. فاليوم صدر حكم بإعدام37 شخصًا فى أحداث مطاى، وإحالة 683 متهمًا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بينهم  محمد بديع مرشد الإخوان المسلمون إلى المفتي في أحداث عنف بمركز العدوة والتورط في القتل العمد لرجال شرطة بقسمي العدوة ومطاي، مع سبق الإصرار والترصد.، فيما اعتبره البعض حكما سياسيا مبالغا.. وشكك البعض في تنفيذه مرجحين نقضه.

 

ليست هناك تعليقات: