بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

الأربعاء، 1 يناير 2014

خوند بركة" أم السلطان .. شعبان


خوند بركة"  أم السلطان .. شعبان



حدوتة النهاردة عن راجل 
تربية واحدة ست
والست دى عاشت ف زمن المماليك ... الشيك ... الرومانتيك ...

 وصحيح حريمات المماليك كانوا مفتريات
 زى شجر الدر ومثيلاتها 
بس بطلة قصتنا مكنتش كدا
وكان اسمها "خوند بركة" ..


وخوند لقب فارسى الأصل معناه السيدة
 يطلق احتراما وكرامة .. 
والست بركة دى كانت حكايتها تبدأ كالآتى ....
السلطان المملوكى الناصر محمد كان متجوز ويمينه تملك كثيرات ..

منهن كانت خوند بركة اللى خلفتله ولد 
كان نور عينيها وسموه "شعبان"
وكعادة المماليك .. اللى يدوا دروس ف الغدر ..

 اتلموا عصبة 
وقتلوا الملك الناصر
 وحطوا مكانه ابن اخوه اللى ساعدهم على قتل عمه .. 
وقعدوه على العرش
وابن العم دا اللى كان لقبه "الملك المنصور" فضل يحكم شوية

وبعدين طباخ السم لازم يدوقه ..
 اتلم عليه حبة مماليك تانيين وراحوا قاتلينه .. !!
وراحوا حاطين مكانه مين ع العرش تفتكروا ؟؟؟؟؟؟

أيوه ... مسكوا الولد شعبان .. ابن الملك الناصر .. 

وابن خوند بركة ... حكم البلاد
بس المسألة مكنتش بالبساطة دى ...

 اللى حطوه ع الكرسى .. 
جابوه عشان يحكموا من وراه .. 
واللى كان بيدير الدفة وقتها مملوك اسمه 

"يلبغا العمرى"
ويلبغا دا بقى ..

 كان نموذج للإفترا والقسوة والعنف اللى ملوش حد .. 
كان لو حد من الخدم نطق قصاده بس بكلمة متعجبوش .. يقطعله لسانه !!!
وكان متعطش لمنظر الدم

وبيقتل البشر عمال على بطال دون ذنب ولا محاكمة ..
وسرق من مال السلطنة
 واشترى لنفسة 3 الاف مملوك عشان يبقوا جنوده
وطبعا كعادة هذا الزمن ..

استأسد على شعبان اللى كان سلطان بالإسم وبس .. 
وحبسه ف القصر وحجّم من نفوذه وكان عامله شرابة خُرج
شعبان قعد على كرسى السلطنة 1363م وكان ابن 12 سنة بس ..

فخوند بركة قررت تحافظ على حياة ابنها بكل شكل ممكن .. 
فنصحته بالصبر والهدوء والتأنى
وبقت تعلمه ازاى يمسك اعصابه قدر الممكن
الى أن يتحين الوقت المناسب .. 
وميتهورش والا مصيره هيكون الموت على ايد مملوك يغدر بيه ...
كانت ست محترمة .. وكريمة .. ومحبوبة ..

وكان الكل بيعملها حساب عن محبة واجلال .. 
وقدرت بذكائها وحنكتها 
وكرم اخلاقها تجّنب ابنها أى مفاجأت
وجد ف الامور امور فعلا ... 
لما يلبغا العمرى زودها قوى بظلمه 
وكما قتل يلبغا ... 
يقُتل على ايد مجموعة من المماليك الكارهين له
الكلام دا كان سنة 1367 كان شعبان أصبح شاب

 المماليك الغاضبين اجتمعوا سوا
 وبلغوه بقرارهم قتل يلبغا
 وطلبوا مباركته فخاف ف البداية وبعدين وافق
طلعوا من عنده على بيت يلبغا وحاصروه

 وقبضوا عليه وخدوه على القلعة وسجنوه .. 
وبعد صلاة العشا سمحلهم السلطان بتنفيذ المهمة 
فخدوا يلبغا يفسحوه
نزلوا بيه من السجن عند سور القلعة وراحوا قاطعين رقبته

وعلقوا جسمه على عروسة .. 
وفوق منها حطوا الراس 
وف نهاية الليلة دفنوه
الحكاية مكنتش سهلة 

 وحصلت معركة طاحنة بين مماليك يلبغا .. 
وبين المماليك الموالين للسلطان شعبان ..
 واتسجن ناس كتير اثناء المحنة دى
من ضمنهم واحد يهمنا جدا ف الحدوتة ...

 وكان اسمه "

الجاى اليوسقى 
" اللى اتسجن ف اسكندرية
 ولما الدنيا هديت السلطان شعبان أفرج عنه وقربه منه
البلد استقرت بعد قتل يلبغا ..

وبقى شعبان هوه المسيطر الفعلى 
والمماليك الموجودين وقتها دانوا ليه بالولاء والوفاء وعدم الغدر
 وحلفوا على طاعته
ويقرب الجاى اليوسفى من شعبان اكتر

ويفضل يتنقل من منصب للتانى
 لحد ما يبقى نائب السلطان شخصيا ... 
وميكتفيش بكدا
 ولكن
لأنه عارف مقام الوالدة عند ابنها شكله ازاى ...

ينصب شباكه حوالين خوند بركة ويطلب ايدها .. 
والست بركة توافق 
وشعبان ميقدرش يرفضلها طلب
واللى يتجوز أمى ..

 أقوله يا عمى ويا نايب سلطنتى
السلطان شعبان اللى كان تربية واحدة ست ..

كان نموذج للحاكم العادل والطيب القلب ..
 ويمكن ظروف تربيته هيا السبب وانه داق الظلم والحبسة والقهر
وعرف يعنى ايه معنى الحوجة والتحكم والسيطرة ..
وانعكس دا على اخلاقه 
وكملتها امه بطيبتها وكرمها اللى كانله مظاهر عديدة
 فيحكى ان ...


خوند بركة بنت مدرسة لتدريس المذاهب السنية
وبنت ربع
مليان دكاكين تصرف ع المدرسة دى اللى انعرفت
بمدرسة ام السلطان
وألحقت بالمدرسة دى مكتبة عظيمة

ومصحف كبير وفخيم انكتب 1373 بمية الدهب 
وبخط النسخ ومحفوظ حاليا ف دار الكتب كتحفة فنية خالصة لا مثيل لها
كانت ست موسرة وف سنة من السنوات راحت تحج

وخرجت م القاهرة ف موكب عظيم معاها امراء م المماليك مصاحبين ليها
 وأغدقت بالمال على كل فقير قابلته
وعملت خير كتير ف طريق المراوح والرجوع ...
 وانعرفت السنة دى بعام "ام السلطان" 
ولما رجعت استقبلها شعبان بإحتفال عظيم على طول الطريق للقلعة
وبانت اخلاقها اللى شربتّها لأبنها ...

 لما حصلت ف مصر سنة 1373 شدة ومحنة كبيرة
 لما منسوب النيل قّل عن المعتاد وشحت الغلال وساد الجفاف
وقتها حصلت مجاعة ..
وأسعار الغلال والبضايع غّلى والدواب ماتت م الجوع .. 
والناس اضطرت تاكل القطط والكلاب وخرجوا جماعات لصلاة الاستسقاء
وساعتها السلطان شعبان استجدع

وجنب الفلوس اللى خرجها من خزانته هوه ووالدته ..
 امر كل امير ومملوك وتاجر غنى انه يطعم فقير يوميا وألزمهم بهذا
والمؤلم ان والدته ف السنة دى بعينها تمرض

 وصحتها تتدهور ... 
وتموت
ويحزن عليها شعبان 
والناس البسطاء ... ويقولوا الله يرحمها
تموت خوند بركة ويفضل مين ؟؟؟؟
الجاى اليوسفى جوزها طبعا ...

اللى الناس بتكرهه ومبتحبوش
 ومكنوش مبسوطين من جوازه م الست بركة
 ولما ماتت قال احد الشعراء البيتين دول
في مستهل العشر من ذي الحجة ... كانت صبيحة موت أم الأشرف

 فالله يرحمها ويعظم أجرها ... ويكون في عاشورة موت اليوسفي
وتقولولى الناس كانت قارشة ملحته ليه كدا ؟

 أقولكم أصله قليل الأصل قوى ..
 الست ماتت من هنا 
ولسه دمها مبردش 
ودا راح لأبنها يقوله عاوز ميراثى !!
السلطان شعبان طبعا أنذهل ف الاول شوية .. 

ولما استجمع شتات نفسه 
قاله يا عمى حضرتك عاوز ايه بالضبط عشان مش فاهم ؟؟
الجاى اليوسفى متفهموش كتّر ف الكلام

 وقال حاجات متصحش يعنى ..
 فشعبان كان على آخره
 والموضوع وِسع 
والأتنين وقعوا ف بعض
 وبقت معركة
الجاى اليوسفى لم مماليكه و السلطان شعبان بعتله جنده

واتقبلوا دوكهما مع دولهما ... 
واتعاركوا
 وامراء الجاى اليوسفى انهزموا 
وتقهقروا للوراء
السلطان شعبان بعد هزيمة اليوسفى بعتله يطلب مقابلته ..

قوم الجاى اليوسفى يتمنع ..
 فيبعتله شعبان يقوله طب خد حماة يا عمى 
واحكمها لو يناسبك طيب
قوم الجاى اليوسفى يتمرع 

ويقوله أروحها انا وكل مماليكى تيجى معايا ...
 فالسلطان شعبان دمه يتحرق ويقوله لأ معلش بقى انتا زودتها قوى !!!
ومسافة سواد الليل كام امير من مماليك الجاى اليوسفى اتلموا

 واتناقشوا وشافوا ان اليوسفى بعناده هيضيعهم 
ويقرروا يسيبوه لوحده
 ويرجعوا القلعة
ويسلموا نفسهم للسلطان شعبان 
ويقولوله الراجل اليوسفى دا ورطنا معاه
واحنا معاك يا برنس
شعبان يقولهم تعالوا على جنب ...

ويبعت جنده ورا الجاى اليوسفى اللى يعرف بهروب مماليكه
 انه خلاص بقى ضهره للحيطة 
ولازم يهرب

ونواحى قليوب 
يهرب الجاى اليوسفى بحصانه ..
واكمنه كان عوام
افتكر انه لما يعدى النيل هيختصر المسافة للشط التانى
وللمرة الألف .. غروره يتملكه ... 

ولما يعدى بالحصان النيل .. 
يغرق وياخده التيار ... والحصان يطلع سليم ... !!
ويوصل خبره للسلطان شعبان ..

 فكريم الاصل يزعل عليه وعلى مصيره .. 
ويبعت غواصينه ينتشلوا الجثة قبل السمك ما ياكلها

ويطلعوها فعلا ويرجعوا بيها
فيأمر شعبان بدفنها بعد جنازة محترمة 
فى المسجد اللى بناه الجاى اليوسفى اثناء حياته
والموجود حاليا ف الدرب الاحمر
وبعد موت الجاى اليوسفى

يقبض السلطان شعبان على المماليك الموالين لجوز والدته
 وياخد اخواته من امه خوند بركة والجاى 
ويرعاهم ويطويهم تحت جناحه
حبا وكرامة لذكرى والدته اللى كان بيحبها حب كبير
وللأسف ... رغم كرم اخلاقه .. 

الا انه نهايته .. 
لن تأتى مختلفة عن نهاية أغلب سلاطين المماليك مهما كانوا ولا عملوا
ف سنة 1376 خرج للحج وتلموا عليه حبة مماليك (كالعادة)

وحاصروه مع خدمه وحراسه عند مضيق العقبة
 وقتلوا كل اللى ف الموكب 
وافتكروا انهم قتلوه !!
ورجعوا القاهرة وبعتوا للخليفة العباسى يبلغوه

 ان كرسى السلطنة فضى ...
 فإذا بهم توصلهم اخبار ان السلطان شعبان عايش 
ومستخبى ف احد البيوت
وفعلا يدعبسوا .ورا الكلام ..

 فيعرفوا ان شعبان مستخبى ف بيت احد امرائه المخلصين ف الجودرية 
ودى منطقة ف جنوب القاهرة الفاطمية كدا ...
ويكبسوا ع البيت ...

 فيلاقوه مستخبى فوق السطوح ويقبضوا عليه .. 
وياخدوه على القلعة ... 
ويسلموه لواحد من زبانية المماليك اللى يعذبه عشان يقّر
يقّر بإيه ؟

 .. بكل الأسرار وكل المستخبى من كنوز ونفائس ..
وبعد التعذيب يخنقوه
 وبعد ما يخنقوه يتعاملوا بمنتهى الخسة والوضاعة
 ويرفضوا يدفنوه
ياخدوا جثته ويحطوها ف قُفة .. 

ويخيطوها ...
 ويرموه ف بير من الآبار الموجودة جنب القلعة وخلاص كدا
وبعد ايام تطلع ريحته ...

 فالخدم يعرفوا مطرحه .. 
وكام نفر منهم م اللى خدموه طول عمره 
يتجمعوا قبل الفجر ويطلعوا جثته سرقة ويهربوا بيها
ويدفنوه الأول ف مدافن جنب السيدة نفيسة ..

وبعد شوية تتاخد رفاته
ويندفن جنب والدته ف المسجد اللى ف ضهر مدرسة أم السلطان
والمماليك بإيديهم المتغرقة بدم السلطان شعبان ..

نفس الأيد دى تاخد ابنه الصغير علاء الدين
 ابن ال6 سنين وتحطه ع العرش تمهيدا للحكم من خلاله
ويتعين أقواهم وصى عليه ..

 ثم ييجى واحد تانى بعد ما قتل الاولانى 
ويفضلوا كدا لحد ما ييجى السلطان برقوق 
اللى يلمهم كلهم ف بؤجة ... ويقعد ع العرش
وتخلص حدوتة خوند بركة ... 

وابنها شعبان ... 
وتوتة توتة
 والدروس المستفادة
1- فيه ناس بتتعلم م المحن .. وناس بتتجنن فعلا ...

 الجاى اليوسفى اتسجن ف فتنة وشعبان خرجه منها .. 
ومع ذلك لم يتعظ وركبه الصلف والغرور
2- امراء المماليك كانوا عارفين انهم قمة الافترا والظلم

وذنوبهم هم ما يتلم و يبدو انه لهذا السبب حرصوا على بنى المساجد عشان يغسلوا ذنوبهم
3- كانوا عارفين كمان ان عمرهم قصير فكانوا بيبنوا المساجد دى 

بكل حماس وأبهمة ممكنة عشان تبقى جاهزة لتلقى جثامينهم ... !!!
4- ايه كمية الغدر والعنف والبشاعة دى ... 

والسلطان ف لحظة النهاية زى الغفير .. سبحان الله
5- الشعب المصرى دا شاف ب
لاوى وكمية طغاة ومهازل
بتخلينى كل ما اقرى ف التاريخ أكتر أعرف احنا ليه بقينا كدا
 واحمد ربنا اننا مبقيناش أسوأ !!
6- أنت إذا اكرمت الكريم ملكته .. وانت اذا اكرمت اللئيم تمردا ... 

الجاى اليوسفى بيفكرنى ببيت الشعر دا
7- الست بركة دى أو خوند بركة كانت نموذج حلو لستات المماليك ولنساء القصور عموما ..

 كانت ام جميلة وسيدة كريمة وسيرتها اتعطرت بأعمالها
8- أعز انا جدا الرجالة اللى بتحب امها كدا ..

 والراجل بيعامل كل ست يقابلها ف حياته حسب ما امه علمته
 يا هيكون محترم معاها .. يا هيحتقرها
9- المماليك دول رغم دهائهم أغبيا ..

لأن لو كانوا بيفكروا بجد كانوا اتعلموا من التاريخ 
وعرفوا انهم بيكرروا اخطاء السابقين .. ومن قتل هيقُتل !
بالضبط زى الخرفان اللى عايزين مرسى يقعد على الكرسى


ليست هناك تعليقات: