..روز اليوســـف .. وعزيز عيد و. و ذكرياتهم
Rose al Yusuf
Fatma al-Yussef, also known as Rose El Youssef, was an Egyptian actress and journalist. The Arab Human Development Report 2005: Towards the Rise of Women in the Arab World described her as a "pioneer of the stage and one of the earliest actresses.
نبذة عن روز اليوسف
روز اليوسف(1897 - 1958)، ممثلة لبنانية من أصل تركي، ولدت في بيروت يتيمة الأم في أسرة مسلمة. أبوها محيي الدين اليوسف تركى الأصل كان تاجرا اضطر للسفر من بيروت وترك ابنته التي توفيت أمها عقب ولادتها في رعاية اسرة مسيحية كانت تدللها باسم روز. وعندما انقطعت أخبار الأب تبنت العائلة الطفلة الصغيرة وأخفت عنها حقيقة عائلتها. غير أنها علمت بالحقيقة عندما أكملت عامها العاشر حيث رحبت الأسرة التي عاشت بينها بسفرها مع صديق للأسرة إلى أمريكا. وقتها أبدت روز الصغيرة اندهاشها من سهولة تفريط أسرتها فيها بهذا الشكل فقررت مربيتها أن تطلعها على حقيقة أصلها وأن تخبرها بأنها مسلمة وليست مسيحية وأن اسمها هو فاطمة وليس روز. فوافقت روز ظاهريا على السفر مع صديق العائلة.
وفى الإسكندرية، التي رست فيها السفينة التي كانا يركبانها، غافلته روز وهبطت في المدينة المصرية. اكتشفها الفنان عزيز عيد، وهو الذي أخذ بيدها في دنيا الفن وبدأت العمل ككومبارس حتي سنحت لها الفرصة واختارها عزيز عيد لدور سيدة عجوز رفضته كل ممثلات الفرقة. وقد أدت دورها بعبقرية لاقت استحسانا كبيرا من الجمهور.
تزوجت من ثلاثة رجال : "محمد عبد القدوس"
وأنجبت منه "إحسان عبد القدوس " الأديب المصري المعروف.
اللى خلف محمد عبد القدوس الاخوانى
ثم تزوجت من المسرحي زكي طليمات
، ثم من المحامي قاسم أمين حفيد قاسم أمين صاحب كتاب تحرير المرأة. يقول الأستاذ مصطفى أمين في كتابه مسائل شخصية إن أغرب ما في قصة هذه المعجزة أنها وهي صاحبة أكبر مجلة سياسية في البلاد العربية لم تكن تعرف كيف تكتب وكان خطها أشبه بخط طفل صغير ومع ذلك كانت قارئة ممتازة وذواقة رائعة للأدب والشعر. تقول روز في مجلتها كلنا سنموت، ولكن هناك فرق بين شخص يموت وينتهي وشخص مثلي يموت ولكن يظل حيا بسيرته وتاريخه.
الليلة دى عن كواليس المسرح المصرى ف عزه
بلسان واحدة من نجماته
والحكايات من كتابها وسيرتها الذاتية اللى كاتبها بأعترافاتهم
والست دى مش فاطمة رشدى
لأه
دى واحدة تانية غريبة برضو
وحكايتها حكاية أغرب
اللى هنحكى عنها النهاردة تبقى
فاطمة اليوسف الفنانة والصحفية المعروفة لنا
والشهيرة بروز اليوسف
والست دى حكايتها عجيبة فعلا
ابتدت لما امها ماتت وهيا طفلة
فأبوها كان غاوى سفر وزوغان
قام سابها ف عهدة اسرة تربيها .. وطفش !
واللطيف ان الأسرة دى كانت مسيحية وربوها
ونفر منهم ف مرة طقت ف دماغه يسافر مصر
راح واخد فاطمة معاه
وركبوا البحر وجم على مصر عشان النصيب
والنصيب حكم ان فاطمة تبقى حابة الفن
ومتعلقة بالمسرح والأضواء ..الخ
لأن العيلة اللى استضافتهم ف مصر
كانت بناتها مغرمة بالجو دا هما روخرين
وف احدى المرات ف مسرح جنب صيدناوى
كان فيه فرقة بتعرض مسرحياتها هناك
وراحت فاطمة تتفرج
وف مرة اثناء عرض مسرحية سابت مطرحها
ودخلت الكواليس
ولمحها ممثل كان اسمها عمر وصفى
كان ضخم الجثة عريض المنكبين شلولخ
والظاهر كان كِشرى حبتين بصلها وبرقلها
راحت كاشة ف جلدها
زعقلها راحت معيطة
قوم فجأة ف خضم هذا الموقف العصيب
ظهر من وسط الديكورات المركونة ف الكواليس
راجل صغير الحجم ومحنى شوية
ووشه مريح وقالها بابوية وحنان
مالك؟
وحاول يهدى فيها وخرج معاها لحد باب المسرح
وعزمها ع القهوة وطلبلها شربات
عشان تهدى اعصابها
وقعد يكلمها لحد ما هديت فعلا
وافترقوا اصحاب
الراجل دا كان مين ؟
الفنان عزيز عيد اللى روز اليوسف هتمتن له
طول فترة وجودها ف المسرح
وهتتكلم عنه بحب واستاذية ومحبة خالص من القلب
بس فيما يبدو انه كان فعلا استاذ ومهتم بالفن
وصنع النجوم اكتر ما اهتم بالتصوير
و الشهرة والأفلام دى
المهم .. روز قعدت بعد الواقعة دى
تتردد ع المسرح كالعادة وتحضر العروض
وتقابل الأستاذ عزيز بعد كل مرة
وتبدى ملاحظات وتشوف الجو خلف الكواليس
وهوه بعينه الفاحصة يعرف انها غاوية فن
وانها ممكن ييجى منها
وان اللحظة المناسبة لسه مجتش بس هتيجى
بعد ما نحكى عن الراجل دا شوية
ممكن؟
عزيز عيد ابتدى زى كل الفنانين .. ف هذا الزمن
مجرد موظف عادى ف الحكومة غاوى الفن
بس نظرة المجتمع والأسرة زفت
والحالة المادية عيضة الخ الخ
عاش فترة ف بيروت ..
والمسارح ف الشام كانت ف عزها
عشق التمثيل وحب يعمل تجارب مماثلة عندنا ف مصر
وكان مستنى الوقت المناسب لكدا
قدر امكانه
اشتغل فترة ف البنك الزراعى
وكان معاه ف الفترة دى ف الشغل نجيب الريحانى
اللى كان شرحو ف اللسعان وعشق الفن والمسرح
عزيز عيد كانت امكانياته المادية صفر
وزى ما بتقول روز كرامته بتنقح عليه انه يقبل أى شغل
و كتير كان لما جيوبه تفضى يروح عند أمه ينام وياكل
والست الوالدة وهوه ماشى تديله قرشين تلاتة
يمشى بيهم حاله
وكان ف التوقيت دا حواليه اصدقاء من نوعيته
زى الريحانى واستيفان روستى وحسين رياض !
وبعد الحرب العالمية الاولى
مصر اتبدرت عساكر انجليز
وحصلت موجة من الانحلال الفنى
زى ما بتقول روز تمثلت ف انتشار الكباريهات والبارات
والمصريين على حد تعبيرها انكمشوا ف حياتهم الخاصة
وسابوا البلد لعسكر الانجليز يبرطعوا فيها
وف الوقت دا المسرح مصمدش فيه غير فرقة واحدة
هيا فرقة جورج أبيض
واللى كانت بتعرض مسرحيات مترجمة زى عطيل
واوديب ولويس الحادى عشر
و عزيز عيد كان شغال فيها زى غيره
بعد فترة تمرد ع الوضع دا
كان عاوز يقدم مسرحيات مصرية صميمة
ولما جورج عارض الفكرة سابه
وقعد على فيض الكريم فترة لحد ما قابل أمين صدقى 1917
وقرروا يعملوا ثنائى فنى
واختاروا قصة اسمها "القرية الحمرا"
بتحكى عن عمدة بيغتصب بنت الغفير بتاعه
وبدل الغفير النطع ما يقتله .. قتل البت !
كان عزيز عيد بيعمل دور العمدة
ونجيب الريحانى الغفير
وروز اليوسف كانت الفلاحة الغلبانة يا عينى
والمسرحية ملقتش قبول جماهيرى خالص !
طبعا كانت دراما قوى
والمسارح والكباريهات حواليهم مقضياها فرفشة
الناس انصرفت عن الحضور
وبعد اسبوعين الريحانى كان بيصوت وبيقول كفاية يا عزيز
ولما عزيز أصر ميغيرش ف الرواية
نجيب الريحانى سابه واشتغل ف كباريه ف شارع الألفى
كان بيحب رقاصة هناك اسمها لوسى
وكانت بتدلعه يا كشكش !
قوم لما قعد هناك شوية قرر يقدم عرض كوميدى
يعجب الجمهور فاستلهم شخصية عمدة كفر البلاص
اللى قدمها عزيز عيد ف المسرحية الكئيبة القرية الحمراء
بس بدل الكآبة اضافله لمسته الخاصة
وبقت شخصية كشكش بيه
وروز اليوسف حبت تلقح بالمستخبى
ان نجيب لطش الشخصية من عزيز عيد
بس مقلتش بالمفتشر
وبتحكى ان عزيز عيد لما راح يتفرج على نجيب الريحانى
ف عرضه الجديد كان زعلان جدا وحزين
المهم ان الصداقة كانت أبقى ما بينهم
والريحانى متعبش من انه يقنع عزيز عيد انه ينضمله
ف الجو الجديد
وعزيز يرفض يرفض .. لحد ما تجيله الفرصة !
او هكذا تصور يعنى
لما صديقه امين صدقى كلمه
وقاله ان فيه ست فرنساوية اسمها مارسيل عندها كازينو
وعاوزة فرقة تقدم عليه عروض .. ايه رأيك؟
اللطيف ان الست مارسيل دى مكنتش بتعرف عربى
الست قالتلهم بالفرنصاوى
مرتب الفرقة 500 جنيه شهرى
واعرضو اللى انتوا عاوزينه
مش هتدخل
المهم الصالة تبقى مليانة
و.. بس طبعا عزيز رحب
500 جنيه ف الزمن دا كان مبلغ رهيب
يقدروا يعملوا بيه عرض
ويحوشوا منه كمان
وعزيز يقدر بعد مدة يجيب لنفسه مسرح خاص بيه
ولا الحوجة لحد تانى!
بس وعنها اختار عزيز عيد مسرحية فرنساوى
اسمها ليلة الزفاف ومصروها
وسموها "حنجل بوبو" متعرفوش ازاى !
المهم ابتدت البروفات والتدريبات ودياولو
وانضمت للفرقة دولت القصبجى
ومكنتش لسه اتجوزت جورج ابيض وشالت اسمه
كانت لسه ناشئة ف المجال
واتعملت الدعاية للمسرحية
وكانت المسرحية متوزعة ادوراها كالآتى
دولت عاملة دور ست اجنبية
ورزو اليوسف دور بنت بلد
ويوسف وهبى بيقدم مونولوجات ..
آه والنيعمة تخيلوا !
وطبعا عزيز عيد كان له دور ف العرض
المهم الست مارسيل وجبت معاهم
وعملت الدعاية والذى منه
وجه يوم الإفتتيااااح
وبيفتحوا الستارة يا خويا ....
بصوا لاقولك اللى قاعدين كلهم عساكر انجليز ومفيهموش الا واحد بس اللى لابس طربوش
ومن ولاد البلد
اما الباقى انجليزى انجليزى !
وياريتهم سابوه قاعد .. !
دول بيعد شوية بهدلوه وعاكسوه
وراحوا شايلينه هيلا بيلا واكسوا برا المرسح
وبقت القعدة كلها زى ما قولنا انجليزى
طبعا فريق الممثلين جالهم احباط رهيب
عرض ايه اللى هيقدموه للأنجليز دا .. ؟!!
دول قاعدين يسكروا ويهنكروا
ولا ف دماغهم
و رزو بتحكى انهم ذهلوا
طبعا مقلتش شافوا ايه بالضبط
بس عساكر انجليز ف كازينو
هيكونوا جايين يعملوا ايه وقاعدين جنب مين .. ؟!!
مفهومة
يعنى المهم المسرحية اتقدمت
وصاحبة المسرح كان اللى يهمها ان الصالة كومبليه
وفيه فلوس ومش فاهمة أى حاجة
وعزيز قالك نكمل لعل وعسى بعد شوية
الجمهور المصرى يتشجع ويحضر!
بس نقبه كان على شونة .. لأنه رابع يوم عرض
كان العساكر الانجليز قالوا لبعض
وأضمروا السوء
وتأبطوا شرا زى ما بينقال
ف اليوم الرابع حدث الآتى
الممثلين كانوا واقفين ع المرسح ف امان الله
ولا ف دماغهم قوم فجأة يلاقوا من تحت الكراسى
طالع بيض وخضار وبرسيم على شكل اكاليل وحلقات
وبيتحدف عليهم!!
يوسف وهبى خداله كام بيضه ف وشه وزروه
وقال يا للهول
ودولت أبيض لبست حلقة برسيم
وعزيز عيد اتغرق خضار
وروز كانت أقلهم ضررا عشان الملاية اللف حمتها
زائد انها من اول ما كانت بتدخل لحد ما تخلص دورها
كانت بتسمع تصفير ومعاكسات بالهبل من العساكر
مسخرة طبعا
وكانت ليلة سودة عليهم كلهم !!
ورغم الموقف الا ان عزيز عيد قال معلش
مهم جمهور بهايم ومبيفهموش
وتانى يوم رايح الكازينو ف المعاد
لقى الست مارسيل حطاله هدوم الفرقة ع الرصيف!
ورغم ذلك .. أصر يتمم حلمه بفرقة مسرحية
تقدم عروض مصرية جادة
و انتهت الحرب بكل قرفها
واتلم عزيز عيد على جورج أبيض وقرروا يشتغلوا سوا
وروز بتحكى ازاى ان قصة عمل الجوز مع بعض
كان مجرد فصل ف حكاية عزيز عيد الازلية
اللى عنوانها .. الفن اولا وقبل وبعد كل شىء
وقصتها معاه دليل
عزيز كان جواهرجى بيعرف ينقى المواهب ويصقلها
ويخلق منها تحفة
ولما ف مرة كان عاوز يعمل مسرحية
وفيها دور الأبنة والام والجدة كان هيتجنن !!
لأن ممثلات الفرقة وقتها وكانوا 3 فنانات سوريات الأصل
كلهن رفضوا دور الجدة والام
رغم ان سنهم كان فوق الأربعين جميعا !
وعزيز عيد اتشال واتهبد
وف تحدى قالهم طيييييب
انا بقى هجيبلكم البنت اللى بتزورنا هنا دايما
واخليها تعمل دور الجدة وتعلمكم يعنى ايه فن .. !
وقد كان بالفعل وحدث
عزيز عيد عرض الدور على روزا اللى اتخضت
وخافت وذهلت بس كانت فرصة عمرها
وهتقف اخيرااا على خشبة المسرح
وعزيز قالها متخافيش انا هخليكى نجمة !
وجابلها مدرس يعلمها فن الألقاء
وعلمها ازاى تضغط ع الحروف
وازاى صوتها يعلى وينسمع
وازاى تتحرك ع المسرح
وازاى تشد الناس ..الخ الخ لحد ما نجح
والشابة الصغيرة عملت دور الجدة بضهرها المحنى
وصوتها المرتعش وجبروتها
ونجحت وعلمت مع الناس
وبعدين خدت ادوار اكبر
وبقت نجمة مسرحية كبيرة
ويتقول روز ف مذكراتها انها هيا اللى خدت لقب
سارة برنار الشرق
اومال الناس بتقوله عن فاطمة شدى ليه ان شاء الله ؟
اتثبتت روز ف الفرقة
واتفق عزيز عيد على الشغل مع جورج أبيض
اللى كان عنده اسم مسرح وصيت كبير
وبعد الحرب 1918 ابتدى نشاط المسرح يرجع
خد جورج أبيض موافقة الأنجليز انه يعمل مسرحيات
ويتجول ف المحافظات
وتلتين الأيراد يروح للصليب الأحمر
والتلت ليهم ف الفرقة .. فالسلطة واقفت
وعرض جورج على عزيز انه يكون مدير الفرقة
ويعمل كل حاجة من الألف للياء مقابل 20% من الإيراد
اللى هييجى وهوه وشطارته عزيز وافق طبعاااا
ولما جورج طلعله عقد عشان يمضيه
عزيز حطه ف جيبه واكتفى بكلمة الشرف ما بينهم
وقعد بقى يدرب الفرقة
ويختار المسرحيات ويعمل بكل همة عشان الحلم
حلمه القديم انه يجمع مبلغ كافى يأجر بيه مسرح لفرقتهم
بدل التأرجح بين حد وحد
وبالفعل عملوا مسرحية
ولفوا بيها المحافظات وكسبوا فلوس كتير
ورزوا بتحكى ان كان معاهم طباخ شامى مصاحبهم ف السفر
كان هاريهم سندوتشات سجق ومفيش غيرها
كانوا بياكلوها وهما واقعين م التعب كل ليلة !
ورجعت الفرقة بعد عناء أخيرا إلى القاهرة
والأيرادت الصافية ليهم كانت 5 الاف جنيه .. تخيلوا !
وكان نصيب عزيز عيد م المبلغ دا .. ألف جنيه
بس وراح عزيز للحسابات عشان يقبض نصيبه
قالوله ملكشى حاجة عندنا فين عقدك مع الاستاذ الخ الخ
راح عزيز رايح للأستاذ جورج أبيض بكل براءة
وفين فلوسى يا جورج بيه ؟
رد : بتهرج يا عزيز ألف جنيه بتريدنى اعطيلك ألف جنيه
مبقدر اعطيك هالألف جنيه
ولا امى بتقدر تعطيك ها المبلغ .. !
وخرج عزيز من عنده قفاه يقمر عيش وكله حسرة
راح المسرح لقى الممثلين ملموين وكلهم أمل
انه قبض المبلغ بصلهم بحسرة
وسكت .. 5 أيام بحالهم !!
وبقوا خايفين يسالوه مالك .. ؟
وف اليوم السادس طلعلهم وحكالهم الموقف بس بالتمثيل
وقعد يقلد جورج أبيض بسخرية
بس محدش م القاعدين ضحك .. للأسف
وفهموا ان الحلم لسه بعيد عنهم ف الاستقلال بفنهم
وقعدوا جميعا ف فرقة جورج أبيض
لحد ما عزيز اتخانق معاه
بسبب فرضه لنجمات بعينهم واستقال
وقرر يعمل تجربة جديدة محدش فكر فيها وقتها
بس جنون الفنان وجموحه اللى مبيقفشى عند حد
لما قرر يعمل مسرحية فودفيل
تجمع بين الدراما والكوميديا
كان فيه ازمة ف المسارح وقتها
ومسرح برتيانيا ف الأوبرا استقبل العرض 3 أيام بس
وقالولهم مع السلامة
وبتحكى روز انها سافرت راس البر تصيف وقتها
ونزلت البحر بالبيجاما ..
مكنش عندها مايوه ولا ايه متفهموش !
والجرايد مسكتها تريقة وتقريع
و طلعت حرب معجبوش المنظر وقرر يعاقبها .. !
وحد يقولى
ايه علاقة طلعت حرب بالموضوع دا ؟!!
أقوله ان حضرتك طلعت حرب
كان بيمول فرقة عكاشة المسرحية دى ويشرف عليها آه_والله_حصل
قوم سى طلعت هدد روزا بالفصل من الفرقة
لو معتذرتشى ف الجرايد عن هذه الفعلة الشنعاء
روزا دماغها جزمة قديمة
وقالت مش هعتذر
ففصلها !!
وعند الحريم يشتغل بقى وتروح راس البر تانى
وتنزل البحر بالبيجاما تانى
والجرايد تكتب والحرب الكلامية تعلى
وبقت علاقة روزا بطلعت حرب زفت
لحد ما يروح الزمان وييجى وتعمل روزا مجلتها
وتشتغل ف السياسة بجد وتقابل طلعت حرب
ويبقوا حبايب مفيش كدا
واللطيف بقى ان المذكرات دى اتنشرت سنة 1953
وروزا كانت زعلانة قوى
ان طلعت حرب ملوش تمثال
زى سليمان باشا ولاظوغلى
ومكنتش عارفة ان بعد سنين هيتحط تمثال لطلعت
ف الميدان بتاع سليمان !!
ويمر الوقت والناس ف الوسط الفنى جهلا وغباءا
يسموا عزيز عيد "النحس" ويتشاءموا منه
فأنزوى شوية اكتئابا
لحد ما نجيب الريحانى .. اتجنن
يعنى انتا صاحبى وحبيبى بس احبك اكتر من نفسى لا
نجيب كان منتج المسرحية
ونجاحها هيأثر على نجاح مسرحه هوه
ورغم انه بيمثل ف العملدا وسايب مكانه
فعلا الوضع كان غريب
وبما انه كان المنتج وبيقبض الايرادات أول باول
فقلل م الدعاية
وقل الاقبال بعدها
وبعد شوية قال لعزيز لازم نقفل .. الراوية بتخسر !
وقفلوها
واخيرا بتحكى روزا ف الفصل دا
عن مشاركة الفن لأول مرة ف ثورة 1919
بشكل يهلك م الضحك فعلا من كتر السذاجة والبراءة
وتقراه كأننا دلوقتى ..
مبعدناش كتير
روزا بتحكى ازاى ان الثورة قامت
والشعب ثار والانجليز منعوا المظاهرات
قوم محدش يهتم
وكل يوم تطلع مظاهرة شكل
وكل مظاهرة تطلع كانت بتخلص بهرج ومرج
وناس ينقبض عليها وناس تستشهد
وتخرج مظاهرات ف جنازاتهم
زى ماهو حاصل دلوقتى برضو
الناس ف البيوت كانت معلقة العلم المصرى ف البلكونات والشعب الثاير ف الشوارع كل يوم يخرج
وصوت طلق الرصاص ف وسط البلد
كان شىء عادى جدا !!!!!
وعادى انهم وهما شغالين يلاقوا عسكر انجليز
بيطاردوا ثوار والثوار يستخبوا جوا الكواليس منهم
فالممثلين يوقفوا التمثيل لحد ما المطاردة تخلص!
وف مرة الحماسة تاخدهم
ويقرر الفنانين يعملوا مظاهرة للمشاركة ف الثورة د
ى زى باقى طوايف الشعب
قوم اتفقوا على معاد تخرج فيه كل فرقة من مسرحها
ويتجمعوا كلهم ف النهاية عند فندق الكونتينتال
اللى ف ميدان الاوبرا
الفندق هوه المبنى المواجة للأوبرا الخديوية
وقصاد النافورة الناحية التانية اهو
واللى اللى عليه يافطة بعلمين ف النص دا
وقرر الفنانين يمسكوا علم كبير
ويقولوا اللى فيه القسمة
و خرجت الفرق فعلا من المسارح المنتشرة ف وسط البلد
ممثلين وعمال و اللى جه بلبسه العادى
واللى جاى لابس الشغل فرعونى ولا فلاحى ولا غربى
وتقدم الموكب جورج ابيض والريحانى وعزيز عيد
وزكى طليمات واسماء كتير
وقصاد السائرين حنطور ركبته الحريم
اللى هما روزا ومارى أمين زميلتها
وطبعا الناس العادية شافت الفنانين ماشيين ف الشارع
وشكلهم غريب راحوا متجمعين حواليهم
وبعدين انضمتلهم جنازة لشهداء المظاهرات
كانت معدية صدفة
وتعالت الهتافات والموقف اشتعل
وطبق الأصل كل مرة العلقة اياها
ضرب نار و هرجلة والمسيرة انفضت ف ثوانى
وكله دورله على حتة يستخبى فيها م الضرب
وروزا بتحكى انها شخصيا
شافت اتنين عساكر انجليز متلقحين تحت تمثال ابراهيم باشا
وسايحين ف دمهم
وجالها هلع م المنظر !
وبعد شوية الضرب وقف واتجهت الجموع لشارع عدلى
فقامت روزا عشان تمشى معاهم
ومفيش خطوتين ولقت ف وشها عساكر انجليز
واحد فيهم رفع عليها البندقية
الست م الخضة اتشلت ف مكانها
وحست بسخونة ف جسمها وافتكرته ضربها
راحت متبتة ف العلم اللى ف ايدها
ومفيش ثانية والعسكرى ابو بندفية وقع ف الأرض
وزمايله جريوا اتارى واحد من الثوار
خرج فجأة من حارة جانبية ف شارع عدلى
وراح ضارب العسكرى الانجليزى
وجرى عشان يكرر عملية القنص دى ف حتة تانية
روزا بتحكى ان مظاهرة الفنانين بعد اللحظات السودة دى
اتلمت ورجعوا على مسرح بريتانيا
اللى هناك عند العمارة اللى فوقها البرج دا
واللى مكانها حاليا عمارة حديثة و جنب مدخل نفق الازهر
ورزوا بتقول ان الثورة وقتها نجحت
وانها من وقتها بقى عندها اهتمام بالسياسة
وبقت من معجبى سعد زغلول
وبتروحله بالمشوار وتقف عشان تسمع خطبه
ولولا الليميت والوقت كنت كملت وحكيت باقى الكتاب
بس ممكن نقوله ف ليلة تانية
حكاية روزا وفرقة رمسيس المسرحية
بتاعت يوسف وهبى
برعاية عزيز عيد
و الكتاب اللى من مكتبة والدى الله يرحمه
بجد ممتع ومليان تفاصيل مثيرة وجميلة
يبقى
ذكرياتى
فاطمة اليوسف
كتاب روز اليوسف الأول
1953
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق