بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

حكاية شارع قصر العينى .. يا عينى


حكاية قصر العينى .. يا عينى


مين رايق يسمع حكاية شارع 
من شوارع مصر .. ؟
على العموم اقروها فى الجو البرد دة يمكن تدفوا
بس ياريت تعملوا كوباية شاى سخنة قبل ما تقروها

طيب
حدوتة النهاردة 
هتكون عن واحد من أزحم شوارع القاهرة
وأقلها حظا
واكثرها صخبا
 وأجملها معنى 
شارع ... القصر العينى
واللى بالمناسبة بقى اسمه الصح شارع "قصر العينى"
واللى بيبعت جوابات رسمية
هيعرف ان دى الصيغة الصح
ولما أحكى دلوقتى هتعرفوا ليه وازاى ... !!
والقصة تبتدى فى بلد بعيدة عن مصر ...
 كانت ضمن حدود سوريا لحد وقت مش بعيد قوى ..
 وبعدين دلوقتى بقت داخل الحدود التركية بشكل رسمى ...
البلد دى كانت بلدة صغننة بينها وبين حلب
 ييجى 100 كيلو تقريبا ..
فى الشمال ...
وبمرور الوقت متعرفوش بقى دخلت كردون مبانى الأتراك
وبقت تركية
البلد دى اسمها "عينتاب "
 وف سنة 1361 إتولد فيها صبى هيكونله بعدين شأن هام
وهيأثر فينا هنا ف مصر بشكل خاص 
والولد دا اسمه بدر الدين
بدر الدين هيكبر محب للعلم
وهيتمنى يدرس اصول الدين
وبعد فترة يقرر يشد الرحال على مصر اكمنها كانت ام الدنيا
 واللى كان غاوى علام بيجيلها
ويتنقل بدر الدين من عينتاب على دمشق
ومن دمشق على الحج
ومن هناك يروح القدس
ويقابل احد العلماء المشهورين ويسافر معاه على مصر ...
وزى كل اهل الزمان دا ينُسب الفتى إلى بلدته ...
فيشتهر صاحبنا بــ "بدر الدين العينى " نسبة إلى بدلته عينتاب
العينى يوصل مصر
 ويكونله حظ فيها من العلم والشهرة
ويتقرب منه المؤيد شيخ السلطان المملوكى فى هذا التوقيت
 واللى كان مبيعرفش عربى كويس
ويطلب المؤيد من بدر الدين العينى يعلمه ..
ويمسكه منصب المحتسب ..
وبسبب شطارته و أمانته يبلى بلاءا حسنا
ويبقاله صيت ومحبة عند المصريين ...
ويدرس فى المدرسة المؤيدية اللى باين من اسمها
 انها بتاعت المؤيد شيخ الحاكم
ويفضل لحد ما يموت
ويندفن ف ضريح ورا المدرسة
حد يقولى يا كوكى..
طب المدرسة دى وكانت عند الجامع الازهر
ايش جاب الازهر بقى لشارع القصر العينى
وايه اللى ودى القلعة عند البحر .. ؟!!!
أقوله مهو الحدوتة ابتدت من بدرالدين بس ..
ولسه هنكمل اهو ..
 حيث ان الحاج بدر كان له حفيدا اسمه شهاب الدين احمد
 و هوه دا مربط فرسنا
وشهاب دا كان طموح جدا
 وعنده رغبة ف التقرب لسلطان زمانه وقتها 
 زى ما جده كان قريب للمؤيد شيخ 
 بس قرب عن قرب .. يفرق !!
الجد كان عالم ومنصبه اخده عن حق بسبب عدله ومعرفته ..
 اما الحفيد فكان مولع بالأبهة والجاه
وكان هدفه يبقى من حاشية السلطان وخلاص ..
وحط الخطة
ابتدى يتقرب للسلطان الحالى وقتها
 وكان اسمه "خشقدم"
واسمة بالكامل
السلطان الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين خُشقدم بن عبد الله الناصرى المؤيدى

 ويظهر الولاء ويبعت العطايا
وكان م الأثرياء وقتها وزى رجال مبارك عاوز زواج المال والسلطة
ويظهر الإصرار جاب نتيجة
وخوشقدم أنعم على شهاب الدين العينى برتبة عسكرية مفتخرة
 مبيخدهاش ناس كتير ..
ومش بس كدا دا بعد شوية رفعه كمان اكتر
وخلاه أمير المحمل ...
 المسئول عن حمل الكسوة إلى الكعبة الشريفة
 وكل ما يلازمها من أعمال ومهام و.. رفعة وشرف ومكرمة
قوم شهاب يزقطط والفرحة متبقاش سيعاه
ويقرر يبنى قصر فخيم يخلد بيه اسمه
 واسم العيلة بتاعته
 ورسم على مناصب أعلى واعلى
وانتهى من بنى القصر فعلا
وييجى السلطان بناء على عزومة من شهاب الدين ..
عشان يقضى سهرة ف القصر الجديد ويباركه
ويسبغ عليه من نعمه
الخ الخ من هذا النفاق اللى عارفينه دا
والظاهر الحفلة كانت مبهرة
 أو شهاب حط للسلطان حاجة ف الاكل
 متفهموش حصل ايه يعنى
 المهم السلطان خرج م القصر
منعما على شهاب بالأمارة العسكرية
وبعد الترقية دى مسكه امور السلطنة ..
وابتدى شهاب الدين العينى يطلق على نفسه لقب عزيز مصر
والأيام احلوت وراقت ..
وبقى ولاّ أحمد عز زمانه
بس انتوا عارفين ..
 سلاطين المماليك زى الكيميا .. غدارين
وشهر العسل بين العينى والسلطة خلص بسرعة ..
 لما مسك قايتباى البلاد وحكمها
وأعداء العينى الطامحين فى منصبه ضربوا أسافين بينه وبين قيتباى ..
اللى كان مفترى اصلااا
واللى راح قابض على العينى
وضربه على ايده بالعصايا 20 ضربة خلوه يغمن عليه !!
وفاق بعد المذلة والمهانة الرهيبة دى
ووعد السلطان بتقديم مبلغ 20 ألف دينار شهريا
مقابل "توفيق أوضاعه" يعنى وكدا
بمصطلحات العصر الحديث ...
ويوافق السلطان ويعفو عنه ..
ويطلق سراحه
 فيخرج العينى من عنده على قصره 
يلاقيه اتنهب من العامة
وبقى خرابة
وعلى البلاط حرفياااااااا
فيلم التعابين ..
ويقرر يطاطى للريح
ويقول لروحه قايتباى دا مؤذى والبعد عنه غنيمة ..
انا خلينى ف حالى ولا عاوز مناصب ولا نيلة والطيب أحسن
ويغور قايتباى بعصايته
وييجى بداله قنصوه الغورى ..
قنصوه بقى كان حنين قوى ..
من غير ضرب ولا مناصب ولا حاجة ..
 كان كل ما يتزنق ف فلوس
 يبسّك ع الأمرا والاعيان والغلابة ميسبش حد الا ويقبض منه
وتيجى تسأله ليه كدا يا حاج قنصوه
 دا الناس معهاش فلوس وانتا بتتك عليهم ..
يقولك طب وانا اجيبلكم منين وخزينة الدولة فاضية .. ؟!!!
وفى إحدى حملات قنصوه لأخذ الآتاوة من الأعيان ووجهاء البلد
قوم ييجى ف الكشف قصاده اسم الغلبان البائس الموكوس
 شهاب الدين احمد العينى
وطبق الأصل العلقة الاولانية برضو .
يبعت قنصوه رجالته للعينى يقبضوا عليه
وبعد التشريفة اياها
 يلزمه بدفع فلوس ويمهله فرصة ويطلق سراحه
والمرة دى العينى يقول بلاها بهدلة كل شوية
ويخرج على قصره يلم اللى يقدر عليه ويطلع على مكة هربان
ويفضل هناك لحد ما ربنا يفتكره ويدفن ف البقيع
وميفضلش من سيرته غير القصر
 اللى يبقى من أملاك الدولة فيقعد فيه امراء المماليك لزمن طويل
ويستغلوه شوية للنزهة وشوية مضيفة وشوية للحبس
ويفضل القصر مهمل ومتمرمط ومنهوب من امرا المماليك
 لحد ما ييجوا العثمانين ويدخلوا مصر .
ويعملوا زى المماليك
ويتنقل القصر من ايد لأيد ...
وآخر سكان القصر قبل مجى الحملة الفرنسية لمصر .
كان إبراهيم بك
اللى كان واخد قصر العينى مقر ليه ولأتباعه ...
وتحصل مناوشات بينه وبين الامرا التانيين
 اكمنها كانت عزبة ابوهم وبياكلوا ف آتة محلولة
 ويحصل نهب وتخريب للقصر من بعض اعداء ابراهيم بك
ويوصل نابليون بجنوده
ويحتل القاهرة
ويختار قصر العينى عشان يبقى مطرح يتعالج فيه جنوده وضباطه



ولما ف ليلة من ذات الليالى ييجى كليبر
وييجى كمان زينة الشباب سليمان الحلبى 
ويتربصله ويقتله ويخلص المصريين وبلاد العرب من شره
فيقرر مينو اللى يمسك بعده
ان جثمان كليبر وجثته تقبع فى قصر العينى 
كمثوى أخير
ويغور بيها الفرنساوية على بلادهم
ويخرجوا بسرعة بعد وقت قصير
 ويمسك محمد على حكم مصر بعد اضطرابات بسيطة ف الاول ..
وينظر ف امر قصر العينى

كان أمر بإنشاء مستشفى عسكرى لعلاج جنوده
 تحت امرة كلوت بك فى منطقة أبو زعبل .
وبعدين اقترح كلوت بك اقتراح
ان المستشفى تتنقل لقصر العينى ..
مطرح علاج جنود الحملة الفرنسية 
وتبقى مدرسة للطب لعلاج كل المصريين
ويتدبل حال قصر العينى تماماااا من يومها
 ويبقى مدرسة للطب معتبرة
 وتلقى كل دعم من محمد على
وسعيد بعدين ..
ولغاية الملك فؤاد

اللى ف عهد يصدر مرسوم بإنشاء جامعة فؤاد الاول 
مطرح الجامعة القديمة
ويضم مدرسة الطب فى قصر العينى للجامعة الجديدة
ويخصصلها أرض ف جزيرة الروضة
والأرض دى مساحتها فوق ال 40 فدان يتبنى عليهم مستشفى
وكلية طب حديثة
وسميت بمستشفى فؤاد الاول ف البداية
وكالعادة .. يروح الكل وييجى ومصر تسمى اللى يعجبها 
يروح فؤاد ويفضل الناس البسيطة تسمى المطرح بالقصر العينى
ويفضل على اسم صاحبه الأصلى
اللى يا نضرى
 كان هيموت
واسم عيلته يفضل ف التاريخ 
واكمنه اتبهدل ف أواخر ايامه
احنا المصريين مرضيناش نكسر بخاطره بقى
الشارع دا ...
وللصدف الغريبة اتحول بمرور الوقت
 لأكتر مكان يتمركز فيه المصالح وشئون الدولة 
ومش هقول الوزرات اللى هناك
ولا مجلس شورى وشعب
ولا على مجمع التحرير اللى ف آخر الشارع 
ولا رزواليوسف
ولا .. ولا .. ولا
كل حاجة ف دول عاوزة حكاية لوحدها
و انا بس هكتفى اتكلم عن ....
مجلس الوزرا ...
اللى بوجوده فى هذا الشارع خلى للمكان خصوصية
 وسخونة خلت سكان الشارع يشهدوا احداث وايام لا تنسى
لو رجعت لسنتين فاتوا مش قبل كدا 
هفتكر ان القصر العينى ورصيفه 
 شهد مئات من الاضرابات والاعتصامات
 لكل فئات الشعب المصرى تقريبا ..
وانا قبل كدة كتبت موضوع جميل عن الاعتصامات للى متابعنى
اما قلت فية الست ولدت تؤام على الرصيف
وكان اسم الموضوع
على الرصيف
والإعتصامات والإضرابات دى مهدت بتصاعدها
حبة حبة مع مظاهر تانية لثورة يناير
 اللى شارع قصر العينى كانله منها نصيب وافر من وقتها
 وللنهاردة
الشارع دا كمان قربه من الداخلية
ومجلس الوزرا ومجلس الشعب وغيرهم من مصالح
خلاه ف قلب الاحداث
وعلى ناصيته الست الجميلة قطعّت قلبى ...
وهيا بتقولنا كلنا مش للداخلية بس ..
 يلى محافظتوش ع البلــــــد 
 قالتها وحسيتها ليا انا كمان .. ودبحتنى
الشارع دا اللى اندهس فيه
  اطهر ناس ف مصر ...
اماطلع وزير الشباب الاخوانى بالعربية الدبلوماسية ودهس الثوار

نفسه الشارع
 اللى وقف فيه شاب بميت ألف راجل قصاد مدرعة ..
وحسسنى وقتها ان الثورة دى هتكمل
والشاب دة من اعز اصدقائى هنا فى الفيس واسمة عمر عميرة
وهو مؤسس صفحة كلام ثوار
اللى انا الادمن بتاع الصفحة

هوه هواه الشارع اللى كل ما يحصل حاجة ..
 الناس تنزل وتبتدى منه المواجهات
ويعتصم فيه كل من له حق 
عشانه وعشان البلد ..
وعلى أسفلته تترص نعوش رمزية للشهدا ...
عشان محدش ينسى لو ف مرة نسى
و ينقفل الشارع كل ما تحصل عركة ..
ويتبنى جدار عشان يفصلوا قصر العينى عن التحرير واللى فيه
ويروحوا الولاد ... يهدوه ...
و زى جدارية محمد محمود .. امسح واحنا نرسم ...
يبدو ان الثورة كمان ماشية بالمبدأ دا
وتوتة توتة ...
خلصت حدوتة الشارع
1) هوه ايه حكاية سوريا معانا ؟
 احنا منفدين على بعض ليه ف اغلب الحكايات كدا .. 
ولا انا بيتهيألى ؟!!!
2) الشوارع والاماكن .. بتختار أساميها مهما عدى عليها ناس
وغيروا فيها لأى سبب 
والعينى جار علي قصره الزمن سنين طوال
وف النهاية ... الشارع بقى بإسمه .. والمستشفى كمان
 ولو انه مخترش كدا بس ربك لما يريد
3) ايه كم المصالح الحكومية والوزرات اللى ف الشارع دا
 هوه ووسط البلد
ومحدش بيفكر يفرقها شوية ليه ويريحنا 
المركزية دى فعلا اختراع مصرى !!
4) الشارع دا اتحول فجأة من مطرح لعلية القوم
والباشوات والبكوات وقصورهم على مر الزمن
لشارع الغلابة والمطحونين اللى بيفرشوا ارضه ويعتصموا
بجـــد ...
الشوارع مش بس بتختار أساميها ...
 دى بتختار مصايرها كمان



ليست هناك تعليقات: