بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

السبت، 7 ديسمبر 2013

صــيدنـاوى .. الواد الحليوة الشامى


 صــيدنـاوى .. الواد الحليوة الشامى


الحكاية النهاردة عن واحد طيب جالنا ضيف
وبقى من اهل مصر
بطل الحدوتة الليلة دى من بلد .. الله .. سوريا .
 ف زمن أحفاد محمد على ...
وتحديدا الخديوى اسماعيل اللى خلى مصر قبلة الشرق
وجنة موعودة الكل بيقصدها عشان تصبح أرض الاحلام .. والامنيات



الناس كانت تحسب صيدناوى يهودى الجنسية
لكن انا ح اصحح معلوماتكم
ف مدينة دمشق وسنة 1856 يتولد فتى لأسرة معروفة بسيرتها الطيبة وبجذور تمتد لقرية عتيقة و اسمها صيدنايا
 وطبعا م الأسم تقدروا تخمنوا انى أقصد
 سمعان صيدناوى


سمعان صيدناوى من قرية «صيدناوي» شرق دمشق بسوريا ,اسس محلات سليم و سمعان صيدناوى
في سنة 1878 جه سمعان صيدناوي للقاهرة واشتغل مع عمه نيقولا صيدناوي في مجال التجارة وكانت بداية سمعان هو محل صغير للخردوات في منطقة الحمزاى بالأزهر، وبعد فترة حضر لمصر شقيقه الكبير سليم وشاركه في المحل، وبعد ماتسعت تجارتهم وضاق بيهم الدكان الصغير، فانتقلا لحى الموسكى واشتروا بيت قديم في ميدان الخازندار وهدماه ليبنوا مكانه دكان كبير، وبعد شهرة الشابين وحسن سمعتهما توسعا في التجارة وقاموا بتحويل المحل لصرح كبير هو تحفة معمارية في البنا والتصميم والديكورات، واتفتحت محلات سليم وسمعان صيدناوى رسميا سنة 1913، وبعدها توالت فروع صيدناوى في اسكندرية ، والمنصورة ،و طنطا وكل محافظات مصر.
محلات سليم وسمعان صيدناوى هي شركه مصرية تأسست سنة 1913 وأممت في الستينيات وبعد صدور قرارات التأميم سميت الشركه بالاسم الحالي شركة الملابس والمنتجات الاستهلاكية بعد دمج محلات شملا والطرابيشى وإسلام سنة 1967 وهي تعمل في تجاره السلع الاستهلاكيه والغذائية, الشركة بتتبع الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما.تملك صيدناوى 70 فرع في كل مدن مصر و65 مخزن.




سمعان كان من عيلة كويسة ... لا غنية ولا فقيرة
بس كحال الأخوة الشوام
شطار ف الادب والفن والتجارة
وسمعان كان حابب الصنف الأخير دا م المهن
الشاب خد اللى قدر عليه من تعلم اللغة والأدب
 وشوية حساب حلوين كدا
وقرر يشق طريقه ف عالم البيزنس بتاع زمان
واتعين موظف حسابات عند تاجر دمشقى
والراجل الظاهر عجبه امانته ونضافة ايده وشطارته
فقربه منه وعامله كما الابن
 ومش بس كدا .. دا كان عنده بنت وحصل بينها وبين سمعان قصة حب
 الأب واضح انه دماغه كانت نضيفة ومتفتح
بارك قصة الحب دى وكان مستعد يجوز الولد للبنت
 بس الموضوع كان كبير وداخل على فتنة شديدة .. !!
ليه ؟ المصادر بتقول ان كان فيه اختلاف الديانة !
انا افتكرت انه اختلاف المذاهب مثلا
بس المصدرين اللى قريتهم بيقولوا "اختلافهما فى الدين"
أهل سمعان خافوا عليه .. لينقتل ف أزمة زى دى
 فقرروا يبعتوها عند عمه فى القاهرة
 اهو يبدأ حياة جديدة هناك وينسى أى صلة له بدمشق وبنت تاجر دمشق
وف 1878 يوصل سمعان أرض الأحلام
 مصر اللى كانت ف عهد اسماعيل ف عز عزها
 وف القاهرة ... ينزل عند عمه نقولا تاجر الأصواف ف حى الحمزاوى
العم اقترح على سمعان يشتغل ف الحكومة
 موظف اكمنه كان شاطر ف الحسابات وعنده لغة وشكله كويس
 سمعان رفض وقاله عاوز اشتغل ف التجارة يا عمى
والعم يشغله معاه ف محله الاول 3 شهور
 فيلاقيه شاطر فعلا وعنده خبرة وعارف هوه بيعمل ايه
 فيقرر يساعده برأس مال صغنن
عشان يفتح لنفسه محل
وفعلا يحصل كدا مساهمة العم نيقولا مع فلوس سمعان
اللى كان محوشها من شغله ف دمشق عملوا خميرة كويسة
خلته يفتح محل صغنن على قده ف الحمزاوى برضو


كان محل خرداوتى على قده كدا ومحندق
 خردوات يعنى خيوط وزارير ومناديل وشرابات ودانتيل وقمصان داخلية
الرفايع كلها يعنى
وربنا يفتح عليه والمحل الصغنونة يعمل سمعة كويسة
فاخوه سليم ف سوريا اللى بيتابع أخباره
 يتشجع ويقرر ينزل هوه كمان مصر عشان يجرب حظه
ينزل سليم صيدناوى مصر ولأنه كان بيفهم ف خياطة الهدوم
 ومش هينافس اخوه طبعا ويقطع عليه
فهيفتح محل خياطة بسيط مع شريك له اسمه مترى صالحانى
والدنيا تمشى ف محلى الاخوين
كل واحد لوحده
 لحد ما تقوم حريقة تاكل الاخضر واليابس ف محل سليم
 وتجيبه ع البلاط
فسمعان يطيب خاطر اخوه ..
ويقوله هات كل اللى فاضل معاك وحطه على فلوسى ونتشارك
وفعلا هذا ما يحدث
ويتأسس محل الاخوين "سليم وسمعان صيدناوى" فى حى الحمزاوى
الاخوين كانوا ف منتهى النشاط والهمة
وسمعتهم سمعت ف الحى والمجال كله خصوصا لما قسموا الشغل ما بينهم
حسب امكانيات كل واحد
 يعنى مثلا مثلا
واللى بنى .. بنى مصر .. كان فى الأصل ...صيدناوى 
سليم كان شاطر ف الاداريات فمسك الدفاتر والاشراف ع الشغل
 لكن التعامل مع الزباين والعلاقات العامة كانت شغلة سمعان
لأن كان لسانه حلو
وطبعه أحلى
وكان عنده مهارة ف التعامل مع الستات بمنتهى الادب والذوق
حاجة زى الحاج متولى بس الحمدلله متجوزش اربعة
ولا كان بصباص وكدا
 #شالله_يخليه_ويرحمه
ويحكى ان .. ف بدايات افتتاح محله هوه واخوه
حدث ما يلى وتخيلوا معايا المشهد
اللى طالع من فيلم أبيض واسود قديمم


ست من ستات زمان الحلوة دى .. بملاية لف
هند رستم .. تحية كاريوكا .. حاجة كدا مفتخرة
و ماشية بتتعاكس من طوب الأرض
ويا قمر ارمى نظرة .. يا جميل رد علينا .. تعالى نسقوك كركريه
 فترد الموزة : سم يا كُبة .. ينيلك راجل .. امشى ولاّ أندهلك العسكرى .. كدا
ويفضل ماشى وراها طول السكة يزهقها ف عيشتها
وهيا منشكحة بالمعاكسة
بس مع وضع استعداد لرفع الشبشب الزنوبة اللى فوقيه الخلخال ف أى لحظة
ونفضل كدا لحد ما توصل الحمزاوى
وعلى باب محل سليم وسمعان صيدناوى تدخل تسأل على طلبها
 وتخرج وهيا وشها عليه عفاريت الدنيا
 فيشوفها سمعان ويندها
مالك يا ست الكل شو زعلك ؟
فترد تقوله انتوا حاجتكم غالية وهروح لحد تانى
 يقولها طب اتفضلى .. ويطلبها الكركريه تروق دمها
ويسالها عن طلبها فتقوله عاوزة بكر خيط .. !
طيب وماله .. عندنا بكر كل الالوان
فتقوله المشكلة ف السعر يا سى الأفندى
 البكرة بتسعة مليم وانتوا بتبيعوها بعشرة ... !
 فيبتسم
ويقولها عاوزة كام واحدة تقوله 24 بكرة
 كل الالوان
فيقولها عشان خاطرك نخليها ب9 مليم
وانتى تؤمرى على عينى
 الست تنبسط وتقرر تجيب باقى الحاجة
واتاريها كانت دلالة .. شغلتها تقضى حاجات الحريم وستات البيوت
 وتنزل تجيبلهم طلباتهم من السوق
وتكسب فيها
وطلعت بتشترى جهاز عروسة كامل
فلما لقت سمعان مهاود
ومعاملته حلوة
 والكركريه عمل مفعول:)
راحت قاعدة وطالبة كل الطلبات
وخرجت م المحل دافعة 120 جنيه ف قماش وبكر وهدوم وخلافه!
وانتوا عارفين الدلالات بقى لسانهم ولا اعلانات التلفزيون ف عز مجده
 عملت دعاية لمحلات سمعان ف كل حتة
 وبقى معروف بـ الواد الحليوة الشامى :))
الواد الحليوة الشامى .. بسبب أمانته وشطارته ومهارته
ووسامته المقترنة بالاخلاق
 ربنا فتح عليه وقرر يوسع تجارته اكتر واكتر
وف 1896 يشتروا بيت قديم متهالك ف حى الموسكى
 ويهدوه ويبنوا مطرحه محل كبير
اتعرف بأسم بلاتشى



مكنش اسم صيدناوى لسه ع الالسنة
ولا بلاتشى كمان
بس المحل اشتهر بأنه محل سمعان لأنه كان الأشهر من اخوه
 والأكثر قرب من الزباين
وربنا يفتح على سمعان وسليم اكتر ..
فيشتروا عقار ف الخازندار .. وحتة أرض ف شارع نوبار
 كان اسمه وقتها حى ابراهيم باشا
ويركنوهم مؤقتا
وبعد شوية سعر العقار والأرض يزيد
 ف نفس الوقت اللى محل الموسكى يضيق بالبضاعة
وميبقاش كفاية لأحتياجات الزباين فيقرر الاخوين يتوسوعا شوية
يشتروا محل ف شارع الخليج المصرى
اللى هوه شارع بورسعيد حاليا ويخلوه للمفروشات وبس
وننق شوية بقى وتعالوا نعد الممتلكات لحد دلوقتى
هنلاقيهم بقوا 3 محلات ف الحمزاوى والموسكى وشارع بورسعيد
وحتة أرض
وعقار ف أحسن اماكن بالقاهرة
والشغل يجيب شغل والفلوس تجيب فلوس
والأفكار تجيب أفكار
ويقرر سمعان وسليم يهدوا عقار الخازندار
ويبنوا مكانه محل كبير



وف 2 نوفمبر 1913 يحتفل الأخوين
 بأفتتاح محلات سليم وسمعان صيدناوى ف ميدان الخازندار
وشان كل التجار وقتها .. لازم جملة الحاج فلان وولده
الحاج سمعان بقى كان معاه ولديه .. يوسف وجورج
والحاج سليم كان معاه ولده الياس
واشتغلت العيلة ف التجارة وتوسعت بفروع ف المحافظات
 وسليم توفى الاول
فإبنه الياس كمل مشواره مع العم سمعان وولاد العم
وفضل سمعان يباشر نجاح المحلات وتزايد فروعها ف كل المحافظات
 لحد ما ربنا افتكره 1936 بعد حياة حافلة


وفضلت المحلات ف تألقها وعزها ... لحد الثورة ما قامت
 والظبابيط الاحرار حطوا ايديهم على كل حاجة
وصدرت قرارات تأميم لعدد من محلات الأجانب


واتحولت محلات صيدناوى بكل فروعها
 إلى شركة مساهمة مصرية ابصر ايه كدا


دا فرع طلعت حرب .. وسط البلد حاليا



دا فرع أسوان سنة 1950 حسبما تقول المصادر


دا فرع الخازندار زمااان


ودا شكله دلوقتى
شايفين الفرق .. وقبح الزمن الحالى


ودا اعلان من زمان


ودا اعلان احدث
وبرضو .. شايفين ذوق زمان .. ودلوقتى !
سمعان صيدناوى كان معروف بالسماحة والطيبة والأيد الفرطة
 مش بس على فقراء الطوايف المسيحية
بيقولوا كمان عمل مدرسة
مفرقتش بين مسيحى ومسلم
وعملها سمعان وقفين يصرف بيهم ع المدرسة دى



وبسبب اسهاماته المجتمعية قرر الخديوى عباس حلمى التانى
 سنة 1902 انه يديله البكوية
 فسمعان مهتمش قوى باللقب بس طبعا مقدرش يرفضه
 لكن اللى كان يهمه لقب صيدناوى ... كتاجر له سمعته ومكانته وسط الناس
 دا كان الاهم من أى لقب عنده
ومن القصص الجميلة اللى تحكى عن الراجل دا
وعن مدى شطارته
 وقدرته على معرفة فين قلوب الناس
وازاى تقدر تجذبها بكل رقة
 القصة التالية



سنة 1908 كان سمعان صيدناوى ف بيروت بيصيف
قوم سمع صدفة ان فيه حفلة للشيخ سلامة حجازى ف بيروت
 فقرر ميفوتش الفرصة دى
وقبل معاد الحفلة بيسأل عن التذاكر عشان يعزم كام نفر من اصدقائه
 لقى الحفلة اتلغت
والسبب ان الشيخ سلامة عيان
ومش هيقدر يغنى
سمعان زعل قوى
وكلك ذوق بقى وشياكة .. ياخد بوكيه ورد
ويروح يسال عن الشيخ سلامة فإذا به يلاقيه مش عيان ولا حاجة
 والاعتذار مكنش بسبب المرض
الله !!
- مالك يا شيخ سلامة حارمنا من غناك الحلو ليه ؟
 - ابدا يا سى سمعان بس يرضيك اغنى ف حفلة فيه عشرة خماشتر نفر بس .. ؟
اتارى دا السبب !!
عدد التذاكر المتباعة كان قليل جدا
والشيخ سلامة عز عليه يغنى لعدد قليل كدا
الراجل أحبط انحباط السنييين يعنى
سمعان ابتسم وقاله عندى اقتراح
الشعب اللبنانى بيحب الطرب .. بس مبيروحش لحد مسمعوش قبل كدا
وانتا متأخذنيش اول مرة تنزل بيروت
لازم الناس تسمعك عشان تجيلك واسمع نصيحتى
انتا يا شيخ سلامة مش كنت بترتل القرآن
 وبتأذن ف المسجد قبل ما تحترف الغنا ؟
الشيخ سلامة رد .. ايوه
سمعان قاله خلاص .. تاهت ولقيناها
بكرة الجمعة .. تصلى ف مسجد بيروت
وتأذن للصلاة بصوتك الجميل
الناس هتسأل عنك اكيد لما تسمعك
 وهيعرفوا انتا مين وهيجولك لحد عندك
وفعلا الشيخ سلامة عمل كدا تانى يوم
 وبليل مكنش فيه ف المسرح مكان لرجل من شدة الأقبال
والشطارة فعلا ليها ناسها
واخيرا ملاحظاتى بقى اللى اولها دايما
ان بينا وبين سوريا رابطة كدا من قديم الازل
 ودايما يجيلنا منها الناس الحلوة .. وبصادفهم ف الحواديت
الخديوى اسماعيل صحيح ورطنا وورط مصر ف تركة ديون
 أدى إلى احتلال
لكن ما زلت شيفاه تانى واحد بعد محمد على ف العصر الحديث
عمل نقلة حضارية لمصر
مصر ف زمنه كانت قبلة كل مغامر ومستثمر و صاحب حلم
ومش بس الاجانب اللى استفادوا
لأ الاخوة ف الشام جم
ونفعوا نفسهم ونفعونا معاهم ...
واهم ملاحظة بقى عشان المسألة دا مضايقانى قوى
يعنى لما الثورة تأمم ممتلكات الاسرة العلوية والأجانب تبقى مبلوعة
هنقول الأجانب استفادوا بالعلاقات و الكوسة والاحتلال
وابناء محمد على كانوا بياكلوا ف آتة محلولة
ومتعبوش ف تمن  ارض او قصور أو جواهر ولا اشتغلوا واتعذبوا
(مع تحفظى على المعاشات الزبالة اللى اتعينتلهم دى بهدف الاذلال)
انمااااا
اللى زى سمعان صيدناوى دا يتأمم ليه ؟؟؟
دا اشتغل من الصفر لحد ما كون امبراطورية تجارية ناجحة
بعرق جبينه وممدش ايده ف جيب حد
ومن حر ماله
الجدع كافح  وابتدى بمحل صغنن بسيط ف الحمزاوى
لحد ما بقى صيدناوى على سن رمح بكل فروعه ...
ولا هو اجنبى
ولا هه مولود بمعلقة دهب ف بوقه ولا بتاع
فالراجل دا يتأمم ليه ..  يا حرامية يا شيوخ المنصر !!!
وكالعادة ...
عبدالناصر كان ذكى وعرف يستفيد من المؤسسات اللى اممها
ولأن مفيش ضمير ولا ذمة وشطارة ولا دين ولا أى حاجة خالص
 فصيدناوى ماشى بنور الله والبركة .. مش اكتر
مهما حاولوا يعنى
ولو كان سمعان صيدناوى عاش لحد ما شاف محلاته بتتأمم
 ولحد ماشاف حال محلاته دلوقتى بقى شكلها ازاى
 كان زمانه مجاش من سوريا
ولا خطشى مصر من اشاسه
بس هوه له نصيب ييجى ويعيش هنا
ويدينا درس ف الشطارة والتجارة والاخلاق والتسامح والوطنية الكل معا
واحنا لينا نصيب يبقى صيدناوى جزء من تاريخنا


واخيراااا
 انا صحيح مكنتش عايشة ساعتها ..
 بس مش حد يقولى يا غجر ع التخفضيشات دى
 كنت عاوزة اجيب كام برنيطة
  هع_هع
والفساطين ... اهم حاجة الفساطين دى
 أخراشى ع الزمن
وتوتة توتة .

ليست هناك تعليقات: