الآمر المسكين المقتول بالسكين
حدوتة ...
عن الآمر المسكين المقتول بالسكين !
حدوتة النهاردة عن واحد ف طابور عشرات الحكام العرر
اللى حكموا مصر البهية المنكوبة بالجالسين على كرسى عرشها
والراجل يا خويا
لا قالك انا مدنى منتخب
ولا لازم أكمل مدتى
ولا جبهة الانقاذ بتحاربنى
ولا الافلام دى خالص
ولا شرعيتى
شرعيتك اية يا موكوس
يا طفس
احنا عايزين البط بتاعنا يا مفجوع دا بقى واخدها وراثة ... أبا عن جد
والأب يبقى المستعلى
والجد يبقى المستنصر بالله ..
الخليفة الفاطمى اللى وارثها برضو عن بابا وجدو !
لو تفتكروا حدوتة الشدة المستنصرية لما حكيناها زمان
وقولنا ان المستنصر بالله لما غُلب حماره
راح مستعين بـ بدر الدين الجمالى وقاله الحقنى !
كانت البلد ف بلاء وعندهم أزمة اقتصادية
والبنك الدولى مبيسلفش والاحتياطى النقدى ع الزيرو
و المستنصر تقريبا باع البلاط
وبياكل شحاتة من الصدقات
والمواطنين كانوا بياكلوا بعض حرفيا
يصطادوا بعض كدا ف الشوارع
من غير ضبطية قضائية ولا دياولو ..
والدابح ياكل المدبوح .. بدم بارد
قوم المستنصر استعان ببدر الدين الجمالى يلحقه
فالراجل جه على عيونه يعنى وقام بالواجب
وبقى ف ايده كل الصلاحيات وعمل حكومة انقاذ معتبرة
ودبح كل الخرفان المعارضين واللى كانوا كل شوية يتظاهروا
ومصر انصلح حالها وبقى الجمالى واخد لقب أمير الجيوش
وبقاله اليد العليا ومن وقتها الوزرا ف عهد الفاطميين
كعبهم على ع الحكام وبقوا الأقوى
راح المستنصر وجه ابنه المستعلى .
ومات بدر الدين الجمالى وورثه منصبه ابنه " الأفضل"
اللى كان زى أبوه قوى ومفترى وايده طايلة ومتحكم ...
مات المستعلى
والكرسى نده على ولى العهد
اللى كان وقتها ابن 5 سنين يا دوب ..
يعنى كى جى تو ..
والأفضل بعد موت المستعلى جرى ع الحضانة ..
الأفضل طلع للناظر
قاله اندهلى الواد "ابو على منصور"
كانت الفسحة شغالة بعتوا الدادة تجيبه م الحوش ..
الواد ساب السندوتش اللى ف ايده .. وطلع
الأفضل لما شافه راح حاضنه
وقاله يا أبو على ... بابا تعيش انتا
ودلوقتى انتا بقيت راجل البلد بداله ..
وتعالى عشان تستلم ورثك .. !
وخده من ايده وخرج م الحضانة ..
ويحكى المقريزى
(زعلانة منه لسه انا )
ازاى ان الأفضل أخد الولد ولم الجنود والامرا وبايعه امامهم
واكمنه كان شبر ونص .. لما ركبه ع الحصان
حطوله كام مخدة عشان يعلوه والناس تعرف تشوفه .. !
وقالهم .. هذا مولاكم ... الآمر بأحكام الله
اطل الله عمره
وزهزه عصره
ونصره على من يعاديه
هااى هىء
وطبعا بعد الواقعة دى
الأفضل بقى هوه الكل ف الكل
والخليفة الجديد مجرد منظر
وراح مرجعه الحضانة تانى وقاله كمل لعب يا كوكو ...
وكما جرت العادة ف هذا الزمن ..فاطمى وما بعده
يموت الاب ناقص عمر ..
يمسكوا من بعده الأبن ابو كافولة ..
ويحكم من خلاله اقوى الرجال وقتها
اقوى الرجال ف حالتنا كان "الأفضل"
اللى قعد كابس على نفس الواد
ييجى عشر سنين كدا والآمر ساكتله ساكتله
لحد ما بلغ سن الرشد
ورجيله شالته
وف يوم مشمش جميل .. قطع الآمر راس عمو الأفضل
عشان شاف ان كفاية عليه كدا
وندور على حد تانى
وعين واحد اسمه المأمون بن فاتك البطائحى
الأخ مأمون ابن فاتك .. كان عامل نفسه فاتك ..
وحاول يلم الدور ف الاول
عشان شاف رأس الأفضل الطائر .. طارت قصاد عينه
وحاول يمسك نفسه قوى
بس الطبع غلاب .. برضو حاول يسيطر
واخبار ظلمه للرعية ومحاولاته لجمع المال والسلطة وصلت للآمر
فنتوا عارفين بقى الولا ملوش عزيز ولا غالى
راح الآمر .. آمر بقتل البطائحى
هوه و5 من اخواته معاه كمان ... !
عشان يونسوه ف جهنم .. هه
الآمر كان شخصية مهروشة
شبه جده الحاكم بآمر الله ف الغرابة والعنف
والفتك بالمقربين .. وقعد ع العرش 30 سنة زفت زى وشه ..
وصفه ابن خلكان :
كان سيىء الرأى جائر السير
مستهترا جبارا متظاهرا بالمنكر واللهو
ذا كبر وجبروت .. !
يا ليهوى طب ايه اللى فاضل ومعملوش بقى !
اما المقريزى فبيدلل على طباعه الغريبة بحكاية
كانت معروفة عنه جدا وقتها وهى ولعه بالبدويات ..
وكان بيبعت جواسيسه ف السهول والبرارى ينقبوا !
ومسبش بدوية جميلة اشتهرت بالحسن والملاحة
الا وسعى وراها واتهبب اتنيل اخدها من اهلها وخلاها من جواريه
وياخد منها اللى بيعوزه وبعدين يرميها
واحدى المرات .. سمع عن بدوية جميلة وشاعرة
والكل بيتحاكى بنسبها ودلالها .. الخ الخ
فبعتلها جواسيسه يعرفوله ايه النظام فرجعوله يتشكروا فيها
فقرر يعاين البوضاعة بنفسه واتنكر ف زى اعرابى
وسافر الصعيد وهام ف البرارى
وكاد ان يتوه وكل دا عشان يشوفها بنفسه !
وعمل نفسه غريب ودخل على قبيلتها
وطلب يعملوا معاه الانسانية
اهلها عشوه واكرموه ومكنوش يعرفوا هوه مين
ولما شافها وسمع اشعارها اتجنن بيها ..
البنت كان اسمها .. عالية
وعالية كانت اجمل مما حكوا عنها والطف
وقع البيه ف هواها ولقاها مختلفة عن كل اللى عرفهم ف حياته
فقرر يتجوزها
ورجع قصره وبعت اللى يخبطوهاله
دخل المرسال ع القبيلة والأب
احنا طالبين ايد عاليه يا حاج لإبننا الآمر باحكام الله
ايه رأيك؟
الأب ورجال القبيلة كانوا هيعيطوا ...
مش م الفرحة لأ
من كتر الغمّ والنكد
اكمن الآمر كانت سمعته ف الأذى واصلالهم الصعيد
فخافوا على بنتهم!
وخافوا عالية تلاقى نفس مصير كل من سبقنها إلى مخدع الآمر
وكادوا يرفضوا و يقولوا لأ
بس هيقولوا لأ لمين ..
للى معندوش ذمة ولا رحمة ولا دين ؟!
لقوا ان البنت كدا كدا هتتاخد و الآمر هيطولها
فياخدها معززة مكرمة احسن ما ياخدها بالغصب بقى
وزفوها للموكوس
وخدها ف قصره ف بين القصرين ..
البنت طلعت مش بس جميلة ..
لأ ذكية كمان
والظاهر ذنب ناس بتخلصه ناس بقى ولا ايه متفهموش
بعد شوية قالتله حياة القصور بتخنقنى
وانا تعبانة جدا
انا واحدة بتاعت صحرا مفتوحة وسما واسعة فوقى
وحيطان القصر وابوابه بتتعبنى
وعندى فوبيا الغرف المغلقة
وخرجنى من هنا لو سمحت ... ارجوك !!
قوم الآمر اللى حبها بجد و ملكت قلبه
قرر ميزعلهاش وراح جزيرة الروضة اللى كانت حتة متطرفة وقتها
وبنالها قصر ف الخلاء
وسماه قصر الهودج
وبس يا سيدى ..
بقى كل ما توحشه يروحلها هناك ف قصر الهودج
والليلة خمر وغناء
وبعدين بعدها يرجع لـ قصره ف القاهرة
والبت يا خويا هوه يمشى من هنا
وهيا تبعت ف مراسيل لحبيبها الأول من هنا
والحب الاولى
يبقى ابن عمها "مياح"
وانتوا عارفين العرب والصعايدة بقى
البت لأبن عمها وكانوا موعودين لبعض
لولا دخل بينهم غراب البين الآمر!
عالية مياح وحشها راحت باعتله قائلة :
يا ابن مياح إليك المشتكي ... مالك من بعدكم قد ملكا
كنت في حبي مطاعا آمرا ... نائلا ما شئت منك مدركا
فأنا الآن بقصر مرصد .. لا أرى إلا حبيبا ممسكا
كم تثنينا بأغصان اللوا .. حيث لا نخشى علينا دركا
وتلاعبنا برملات الحمى .. حيثما شاء طليق سلكا
آخراشى البت تقوله اخدونى منك
وحبسونى ف قصر مرصود زى بتاع نزار قبانى كدا
وفين ايام ما كنا بنلعب ونلهو ف البراح والفسحة .. !
مياح يوصله الشعر دا ... يسكت؟!!!
لأ طبعا يرد عليها قائلا :
بنت عمى والتي غذيتها .... بالهوى حتى عـــلا واحتبكا
بحت بالشكوى وعندي ضعفها ... لو غدا ينفع منا المشتكي
مالك الأمر إليه المشتكي ... مالك وهو الذي قد ملكا
ياليهوى الكلام دا كبير قوى قوى يا جماعة
والسؤال هوه الآمر هيقعد رافع الإيريل كدا كتير ؟
لأ طبعا ...
وقفنا عند الست عالية ..
اللى اتجوزت غصب
بينما قلبها معلق بإبن عمها
وابن عمها هايم ف حبها وبيشتكى امره لله
والآمر يوصله المراسيل دى ...
قوم بكل رجولة و نخوة وغيرة ع الشرف
يقول للى حواليه
طب أصل أظن اكمن
والواد لولا آخر بيت كتبه
مكنش اللى هوه
كنت طلقتها و رجعتهاله ... !!
شوف ازاى ... ؟!!!
قصره ...
كعادة الطغاة ... قساة ف موضع الرحمة
ورحماء ف الحاجات اللى مينسكتش عليها
وكأن ربنا بيبقى عاوز يهزأهم بإيدهم فعلا .. !!
الآمر قعد على كرسى الحكم 30 سنة تقريبا الا كام شهر
حوالى نصهم كان لا يملك من أمره شىء
والوزراء هما اللى بيحكموا
لكن الخمآشر سنة التالية لأ
والمؤرخين بيحملوه كل المظالم التى حدثت ف عهده
ولعل أشهر الأحداث اللى مرت على مصر ف زمنه
كان وصول الفرنجة مع قائدهم بردويل ...
الأخ بولدوين دى بولون خد طرابلس وصيدا ف الشام
و دخل على مصر .
وصل الفرما وقتل من اهلها ياما
وهدم المساجد واحرق البيوت
وأسر الكثيرين
وبعدين متفهموش بردوين مرض ومات فجأة
فالجيش اتهز وراحوا راجعين تانى لورا
و ابن المحظوظة الآمر فلت من خسارات قادمة
كان ممكن تخسره ملكه!
العجيب ان قواد جيش الفرنجة لقوا السكة هتبقى طويلة
راحوا مخرجين احشاء بردوين من جثته
ورموها ف بحيرة
فأشتهرت بعدها بإسمه "بحيرة البردويل"
ويبدو ان نطق إسم بردويل كان الأسهل ...
فأتحرفت من بردوين لبردويل
وانتوا عارفين المصرى لازم يحط التاتش بتاعه وكدهون
عصر الآمر بأحكام الله
مكنش فيه أى مميزات تذكر الحقيقة
اللهم شىء واحد فضلنا منه
وهوه صحيح مسجد صغنن ف حجمه
لكنه يعد احدى الدرر الفاطمية
واللى أقصده هوه جامع الأقمــــر
الجامع دا مقارنة بغيره من المساجد الفاطمية
يعتبر قِلة كدا
وهفأ ف المساحة
لكن من الناحية الفنية والمعمارية
فهناك كلام آخر أنه
الأقمر كانت واجهته تبدو كمعبد اكتر منها مسجد تقليدى
وكان شكله غريب ف هذا الزمن
ولا زال
ولما اتبنى ف شارع المعز
مهندسينه حرصوا على محاذاة الشارع
ولو أضطروا لأنهم يخلوا واجهته مايلة
ولما اتبنى مكنش اسمها الأقمر
التسمية دى مصرية صرفة
ابتدعها المصريين الطيبين
لأن الجامع اتبنى بحجارة مختلفة عن التقليدى وقتها
كانت احجار بيضا ...
قوم الأحجار دى ف الليالى المقمرة
نور القمر كان بييجى عليها
فيخليها تضّوى فسموه .. الأقمـــر
عشان الجامع مكنش زى الأقمر
لأ دا كان أقمر
الجامع غنى بالزخارف والأشكال
واهم ما يلفت العين
المدخل اللى فيه دايرة مكتوب عليها محمد ..
وعلى
الجامع اتجدد ف زمن السلطان برقوق
المماليك يعنى
والباشا اللى عمل التجديدات لم ترف له جفن
وهوه بيكدب وبيقول ان المنبر مملوكى برقوقى
بينما المنبر فاطمى بحت ...
بس انتوا عارفين بقى المماليك مش هقولكم يعنى .. !
ويقال ان الجامع اصلا كان مكانه سوق علف ومواشى وكدا وقبل ما يبقى سوق للعلف
كان مطرحه مقبرة
وقبل الاسلام كان فيه دير ف الحتة دى مدفون فيه بعض الحواريين
قوم لما دخل جوهر الصقلى مصر
ضم الدير دا لقصر المعز
وكان اسمه دير العظام
ومفضلشى من كل الحاجات دى غير الأسامى
وبير مية فضل موجود ف الجامع لحد عصر المماليك
واخيرا بقى ... الحتة الحراقة
والماستر سين بتاع الفيلم
كيف غار الآمر بأحكام الله ومصر خلصت من شره ... ؟!!
سؤال_كل_حدوتة
فلاش باك لاول الحدوتة لما جابوا الواد آمر م الحضانة مسكوه العرش
و محدش قاله وقتها ان كان فيه خلاف بين باباك المستعلى
وعمك نزار ع الحكم !
والخلاف دا عمل انشقاق وقتها لمه الوزير"الأفضل"
ببساطة لأن كان ف ايده الجيش والسلطة ومفاصل الدولة
لكن اللى ف القلب فضل ف القلب برضو ...
وانصار العم عملوا طايفة اسمها "النزارية" نسبة اليه
و بقوا زى البرص كدا قاعد ف السقف
ساكت يكتم يكتم بس بيربى ف القلب عداوة ... !!!
الحاج الآمر ف ليلة من ذوات الليالى .
رايح لست الحسن والجمال .. رابحة
قصدى عالية ف قصر الهودج ف جزيرة الروضة
عادى يعنى
وانتوا عارفين كانت حتة مطّرفة وكدا
والآمر قلبه جامد ورايح بلا حراسة
و مش ف دماغه قوم طلعوا عليه النزارية بالسيوف
لعبوا ف وشه وجسمه اكس او
الواقعة دى حصلت يوم تلات ...
والراجل ممتشى ف يومها وقيل انه مكنش لوحده تماما
وبعض من حاشيته كان متأخرين عنه
بس لما راحوله ... لقوه مصاب
راحوا شايلينه هيلا بيلا ف مركب صغنن ف النيل
ومن النيل للقصر الرياسى ف القاهرة
وهيا ليلة والسر الإلهى طلع
وكما ولد يوم تلات مات يوم تلات
مات مقتولا سنة 1130
ف سن الـ 35 .. !
وكان العرافين المغاربة اللى ف خدمة البلاط الفاطمى وقتها
احدهم تنبأله بالموت مقتولا
وبيحذره من سوء المصير ... !
فيضحك الآمر بأحكام الله ساخرا من كلام العراف
وف الراحة والجاية يقولهم ...
الآمر المسكين المقتول بالسكين
وملحقش طبعا يسمى وريث
ولا يقول مين جاى من بعده
عشان مكنش مصدق انه هيموت
سبحان الله شأن كل الحكام زمان ودلوقتى .. !
فييبصوا وسط الجوارى يلاقوا واحدة حامل
وولدت فيخلوه ولى العهد
ويخلوا ابن عم الآمر ..
وصيا على الطفل الوليد
وبعدين يطمع ابن العم ف العرش
ويقتل الوريث وياخد مكانه
وينعرف بإسم الحافظ لدين الله
وبعدين يقتل هوه ابنه وكنا حكينا حكايته كلها
ويا وراث مين يورثك ... ؟!!
وتوتة توتة خلصت الحدوتة
كنت هنسى ...
الحدوتة من كتاب :
القاهرة جوامع وحكايات
حمدى ابو جليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق