بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

تاريخ الاسكندرية

الاسكندرية ماريا وترابها زعفران وحكاية الليلة اسكندرانى على أبوه
وهتحصل بين قلعتين 
 واحدة ف مدينة
والتانية ف مدينة تانية 
وهيربطهم بطل حكايتنا النهاردة 
كريم العنصرين والأسم 
محمد
محمد تاريخ ميلاده مش دقيق قوى بس
 ميهمناش قد ما يهمنا انه اتولد لأب وام
كانوا بيترجوا ضفر عيل
 وجالهم محمد بعد طول عذاب وانتظار ومشقة
الاب يفرح قوى بالولد ويقرر يعلمه ويحفظه كتاب الله
ويوديه الكتاب ويهتم بيه جدا جدا
ويصرف عليه من وسع لكن للأسف 
المكتوب ممنوش مهرب
والاب يموت بدرى بدرى
ويسيب محمد مع الام ف رعاية العم اللى كتر خيره
 طلع راجل كويس
و صحيح محمد مكملش تعليم 
ولا دخل الازهر زى ما كان عاوز
لكن العم اهتم بيه ولما بلغ مبلغ الرجال
 اشتراله دكانة كدا كويسة
وابتدى محمد يبنى تجارته منها
واشتهر بين الناس والحى والبلد كلها بسمعة طيبة
والبلد دى بقى تبقى مربط الفرس
وهيا الحكاية والرواية
وبطلة قصتنا الحقيقية النهاردة هيا المدينة والبلد
و تبقى اسكندرية .. الماريا ... اللى ترابها زعفران
اسكندرية اللى كانلها شنة ورنة ايام البطالمة
 وكانت عروسة المداين وقلب التجارة
 اللى شافت عز وهنا تحسدها عليه باقى المدن
بكل حضارتها وعزها واللى عدوا عليها
 تلف الايام وتروح وتيجى
 ونبقى ف زمن المماليك .. الشيك الرومانتيك
ويتدحدر بيها الحال قوى ...
اسكندرية ف عصر المماليك محدش اهتم بيها
غير الظاهر بيبرس

واشتهرت ف الروايات والمصادر بسجنها
 اللى كنا لما نسمع سيرته نعرف نهاية اللى هيروحه
كان أى امير السلطان المملوكى يغضب عليه
يبعته اسكندرية ودى تبقى آخرر مرة
نسمع عنه ف الدنيا
 وغالبا بيروح عشان يفسحوه 
نوظام_ريا_وسكينة_بقى



محدش يمكن اضاف لأسكندرية غير قايتباى
 اللى اتشملل وبناله هناك قلعة
طبعا كلنا عارفينها وحافظينها وداهسينها كويس
زائد ان الصراعات الدايمة بين الأمرا على الحكم
والرغبة ف لم الفلوس وفرض ضرايب بالهبل ع التجارة
 طفشت الناس 
وخلت الرحالة يدوروا على طريق جديد
وطريق رأس الرجاء الصالح
كان سببه الاول الحكاية دى التخلص من الضرايب
والأفترا بتاع الحكام 
اسكندرية إتأثرت كميناء كان معتمد بالاساس
 على التجارة والرحلات والبلد ابتدت تعانى من الاهمال
 والكساد وقلة الحيلة
ودخلنا ف حقبة جديدة ...
هيا رحيل المماليك ومجى بنى عثمان
ومصر بقت عثمانية وتوالى عليها الولاة
واحد ورا التانى لحد ما جه عمنا وحبيبنا
على بك الكبير الله يرحمه
على بك يا نضرى كان ربنا ناكبه بشوية اعوان ..
خونة كما يقول الكتاب
كلهم خانوك يا ريتشارد
ملخصها دلوقتى ان على بك الكبير انقتل
على يد أعوانه وايديه ورجليه
 ابو الدهب ومراد وابراهيم واحمد الجزار
كلهم باعوه عشان يقسموا التورتة
وبعدين ابو الدهب مات بالحمى
 والجزار اختفى أثره
 وف النهاية رجع مراد بك وابراهيم بك مصر
ولعبوا ملك وكتابة مين يحكم ايه ويسيب ايه للتانى .. !!
عى أقول ان كل واحد فيهما .. ابراهيم ولاّ مراد
 كان مروق دماغه ع الآخر
وبلد ايه ونيلة ايه المهم يلموا ف الغلة 
واياكش تولع !
وفيما عدا القاهرة اللى كانت هيا بيضة الديك
كان فيه اهمال رهيب لأى مطرح تانى
ومش مهم يمشى ازاى طالما اللى ماسكه بيجيبلهم الفلوس
 .. وبس
وف العادة كانوا الموظفين والولاة منهم فيهم
لكن فيما يبدو ان اسكندرية بقى كان ليها وضع مختلف
 زى ما طول عمرها مختلفة
 وليها شكل غير ...
ف الوقت اللى كانت فيه مصر تحت قبضة مراد وابراهيم والسلطان العثمانى نايم ف قصره
كان محمد بطل حكايتنا كبر 
وبقى راجل وعدى سن الشباب كمان
وبعد المحل الصغير بتاعه .. ابتدى يلفت الأنظار
واتعين قبانى (بيقيس الاوزان) واشتغل ف جمارك المينا
 بتاعت اسكندرية وسمعته وصلت لمراد بك ..
مراد قرر يكبر دماغه .. ويمسك البلد لحد مصدر ثقة لأهلها
 وكان مشهور بالأمانة واحترام الناس
فقرر يعينه امير للديوان والجمارك بالثغر
ببساطة مسكه المدينة وخلاه حاكم الاسكندرية الفعلى
 ومدير الجمارك ومحصل الضرايب .. الخ
ومن هنا هتبدأ حكاية صاحبنا 
الذى نعرفه بــ محمد كُريم
ومحمد كُريم رغم انه مكنش من الاشراف .. نسبا يعنى
 الا ان مكانته عند الأسكندرانية رفعته لهذا الشرف
 وبقوا يندهوه بالسيد

والراجل مسك اسكندرية ف مرحلة زى النيلة الصراحة
المماليك كانوا بيتصارعوا ع السلطة
 والتجارة تعبانة 
والبلد متهدمة
 وحالتها كرب جدا جدا


وكتب الرحالة والمؤرخين بتحكى عن الفترة دى
وبتقول ان اسكندرية اللى كانت ف وقت ما
سكانها عدوا ال200 ألف 
وكانت مدينة لا تنام ..
أصبحت مدينة متهالكة عجوزة اختفى بهائها
و بقت اشبه بالقرى المتلاصقة جنب بعض
و عدد سكانها يا دوب 8 ألاف نفر بس ... !
وايام و كان حاكم داهية
وبيعرف يسيطر وخلى مصر ف عز كبير
يقال انه بنى حوالين اسكندرية سور يحاوطها




والسور دا فضل من عهد الدولة الطولونية
 للأخشيدية للفاطمية للأيوبية للمماليك .. للعثمانلية موجود .. !
 بس كان متهدم وحالته سيئة .. لكن عاش !!!
#فلوسه_حلال



وبخلاف السور دا وقلعة قايتباى
مكنش فيه أى حاجة ف اسكندرية بتقول
 انها مستعدة لمواجهة أى غزو خارجى
و لهذا نابليون لما قرر يغزو مصر 
خد خطوة التحرك بدون قلق



معلومات نابليون عن قلعة قايتباى كانت كالآتى:
 قلعة هلكانة ومفيهاش غير 4 مدافع بس اللى شغالة
 وحوالى 250 جندى اغلبهم من المصريين اللى تطوعوا
بعد زهد التراكوة ف الشغلانة دى اللى مبتكسبش فلوس



اما البلد نفسها من جوا فمفيهاش أى منظر يقول
 ان هتحصل مقاومة
 وجواسيس نابليون قالوله تعالى يا حاج على مهلك
 واطمن
 قلعة قايتباى هتوقع ف ثانية


ودلوقتى .. الوضع كالآتى
مراد وابراهيم بيحكموا مصر
محمد كريم بيحكم اسكندرية
 نابليون بيحضر سفنه وجاى على مصر
وف الافق منافس آخر .. حاضر وجنسيته 
 انجليزى


والجبرتى بيقول والعهدة عليه
ان الأسكندرانية صحيوا ف يوم سنة 1798
لقوا سفن الأسطول الانجليزى
 ومركب صغيرة قربت م الشط وطلبت مقابلة الحاكم



محمد كريم رفض ف الاول وبعدين وافق
- ونعم عاوزين ايه ؟
- مفيش الاميرال نلسون بيحذركم من سفن الفرنساوية
 اللى جاية عندكم!


- الفرنساوية هيعوزوا مننا ايه ؟
 - مفيش أصل احنا بنلعب عسكر وحرامية
 ف البحر المتوسط وبنفكر نخليها استغماية
- والمطلوب ؟
 - طلب واحد بس !
- ايه هوه ؟
 - تسيبنا بسفننا هنا نستنى نابليون وسفنه
وتمدونا بالاكل والمية وهندفعلكم اللى تطلبوه !!


 بس 

وتفتكروا الحوار خلص على ايه ؟؟؟


ولا حاجة ... العرق الاسكندرانى نقح على محمد كريم
وكان هيشكرلهم زى انشراح
وبعدين افتكر انهم اجانب وميفهموشى
 فأكتفى بالرفض 
وقالهم امشوا انجروا





نلسون حاول يتفاهم معاه ويغريه بالفلوس
لكن كريم توجس خيفة وقاله لا فرنساوية ولا انجليز
 ومع السلامة خد الباب وراك 
ونلسون قعد يوم واحد ومشى



وهوه مشى من هناااااا
وسفن نابليون وصلت بحر اسكندرية من هنا ... سبحان الله
 والظاهر مكنلهمش نصيب يتقابلوا
 عشان احنا اللى نتوكس !!



طبعا انا مش هقولكم عن نابليون
وازاى كانت سوسة ورقِم وكهين كهن السنين
 وازاى حضر نفسه كويس للمعركة المرتقبة دى 





الاول وهوه لسه ف البحر وزع منشور
 على كل الجنود بتوعه
ان البلاد دى ليها طبيعة خاصة جدا
 ولا قتل
ولا اعتداء على حريم 
ولا الحركات المعتادة دى
,وهددهم بعقوبات شديدة لو حد خالف الأوامر
واول ما قربوا على المينا بتاعت اسكندرية
 بعت نابليون سفينة تسبقه فيها أحد رسله
 واسمه فيفيان دنيون


الاخ فيفيان نزل الشط وراح قابل القنصل الفرنساوى
 ف اسكندرية سرا واتفق معاه على كل التفاصيل
اللى تسبق نزول الجند البر




دنيون رجع لنابليون بأخبار ان نلسون كان هنا
من كام يوم فنابليون قرر ينزل اسكندرية
و يفوت على نلسون فرصة مقابلته ف البحر
 وتبقى عركة ... !


وبالفعل .. يصدر نابليون الأمر
 والعسكر الفرنساوية ينزلوا ف منطقة العجمى
 ف قلب الليل
 وواحد ورا التانى لحد ما يبقوا 5 الاف عسكرى ع البر!!





وبعد ما ينزلوا ويرتاحوا شوية يبتدوا يمشوا ناحية اسكندرية
اللى تبعد عن العجمى ببتاع 12 كيلو وقتها
 حسبما يقول الجبرتى



ويزحف نابليون بجنوده لحد ما يوصلوا لعامود السوارى
ويقرر يكون المطرح دا
هوه مقر قيادته للمعركة





لو بصيتوا كويس ف الصورة
.. هتلمحوا السور اللى حكينا عنه من شوية
وقولنا انه كان بيحضن اسكندرية جواه
 ونابليون لاحظ فيه تجديدات ف كذا حتة
زائد طبعا المعلومات اللى وصلتله ان اهل المدينة
وحاكمها لما شافوا سفن الانجليز اتخضوا
وابتدوا يعدوا العدة تحسبا لأى حاجة 
فعملوا ايه بقى ؟؟؟




مبدئيا محمد كريم جمع كل اللى يقدر عليه
من أعوانه ورجاله واتحصن بقلعة قايتباى
 وقعد مستنى سفن الفرنساوية تهل
وركب كريم المدافع على الاسوار ف كذا موقع
والاهالى كانلهم تصرف مماثل
لما شافوا منظر سفن الاسطول الفرنسى مالية المية





الاهالى لما شافوا السفن مغطية البحر .. 
قرروا ينضموا للمقاومة اللى تزعمها محمد كريم
وساعدوا ف شيل المدافع وتركيبها
مش بس كدا .. ساعدوا ف نقل الذخيرة للقلعة
واللى كان عنده أى سلاح كان بيستعد ف بيته
والحوارى والشوارع وفوق أسطح البيوت 
و#أدينا_قاعدينلك_اهو



وف الوقت نفسه كان محمد كريم بيبعت ف مراسيل
لغراب البين .. مراد بك
وبيقوله البلد هتقع ف ايد الفرنساوية وابعتلى مدد ! 





وتحديدا ف الليلة المشئومة دى
كريم بعت لمراد 13 مرسال
13 مرسال يا وش النحس بيقولك البلد هتسقط
عملت ايه حضرتك ؟!!!



طبعا اللى هنعرفه بعد كدا ومش ف ليلتها
 ان مراد مش هيهوب نواحى اسكندرية خالص
ولا هيعبر اهلها
وهيقعد كدا جبان جبان حتى الفشل 
#ربنا_يجحمه_يا_رب



عموما هوه كان زى قلته ويمكن قلته كانت أرحم
احنا دلوقتى ف اسكندرية الماريا
 اللى واقفة بطولها ف مواجهة المحتل الغازى
 بصدور مفتوحة


نابليون وصل زى ما قولنا لعامود السوارى
 ووقف على اعلى نقطة ف التبة دى
 وبص ع البلد من موقعه
 وقاس الموقف بشكل عسكرى محترف تمامااااا


ولقى ايه حضرته ؟!!
لقى الترميمات اللى قولنا عليها ف السور
 وكانت أى كلام
ولقى كمان اهالى اسكندرية متجمعين ورا السور
رجالة وستات واطفال .. !





طبعا بكل صياعة
ادى الأمر لعساكره بأقتحام السور
 والضرب
ويلا هجووووم



الأهالى ضربوا بالمدافع اللى فوق السور
 ع العساكر اللى جايبة عليهم
واللى معاه بندقية ضرب
والأبراج بينت كرامة واللى فيها استبسلوا ...


والعسكر الفرنسيس كما يناديهم الجبرتى
حاصروا السور من 3 جهات
وطبعا الأسلحة والتدريب
ومش هقول يعنى ... بس الملخص انه الغلبة كانت للغزاة



وهسمع صوت من آخر تويتر يقولى بإستهزاء
ماهو طبعنننن انتى فاكرة ايه ؟
هنغلبهم ؟
ايش جاب لجاب .. وايش نكون احنا جنب نابليون وجيشه !!



هرد عليه ببساطة واقوله
 لأ معلش
 الأسكندرانية استقتلوا ف الدفاع عن المدينة
ويكفى ان نابليون دا خد رصاصة
كانت هتجيب أجله
 #آه_والله_حصل



والواقعة دى بيحكيها مرافق له شخصيا
 يعنى مش تهريج
وهنهّول
وهوه السكريتر الشخصى بوريين
 وبيقول ان نابليون دخل فحارة متسعش اتنين
 وانا كنت معاه
وفجأة لقينا طلقات رصاص جاية علينا من شباك بيت
وكانت اللى بيضربوا علينا راجل وست
ونابليون تفادى رصاصة كانت هتيجى ف جبهته .. تقتله !!



وطبعا الحرس والعسكر جم بسرعة ودخلوا البيت
 وجابوا الست والراجل وعذبوهم ببشاعة قبل ما يقتلوهم
 :(
 لكن بغض النظر الواقعة دى بتقول حاجة


لأ حاجتين
اولا.. ان اهل البلد دافعوا عنها من أول ليلة
 وثانيا .. اللى ضرب مع الراجل ست
فايه حريم اسكندراية الجدعات دول 
#من_يومهم_والله



قصره .. بعد الواقعة دى
 نابليون خاف ان المدينة يحصل فيها مدابح
وحرب شوارع مماثلة
وهوه مش عايز يشتت قواته 
فأمر عسكره يلموا التعابين 
ونده لنايب الوالى العثمانى ف اسكندرية
 وطلب منه الاستسلام
وهرتل بكلام نظام انا جاى احارب المماليك
وانا بحترم الاسلام .. الخ الخ
 #هجص_ف_هجص


وف التوقيت اللى محمد كريم متزعم خطط المقاومة
وبيشرف عليها بيتقهقر لورا شوية بشوية
 لحد ما اتحصن بالقلعة اللى كان اسمها وقتها 
طابية قايتباى



كان نابليون بعساكره بيغطوا كل شبر من المدينة
والموقف بقى نيلة خالص
وبعت نابليون لكريم .. يقوله سلمّ
وانا اسلمك 
واسلم المدينة من الهلاك



ويحسبها محمد كريم ويلاقى ان مفيش فايدة ترجى
فتسقط الطابية وتؤمن ارواح من فيها
و يتحفظ الفرنساوية على حاكم اسكندرية 
وياخدوه لمقابلة نابليون
ونابليون بنعومة التعابين يقوله انا سبتك تعيش
 اكراما لبسالتك ف الدفاع عن مدينتك
وممكن بدل الصراع والقتال أسيبك حاكم ليها .. بس بشروط !


واذا كنت ساعدت حكومة المماليك الفاسدة فأنا مش زيهم
 واتوقع منك مساندة وابداء الولاء
وانتا راجل كبرة وليك مقامك .. الخ الخ 
وعملوا اتفاق



والاتفاق كان شكلا مقبول فيه عهود و يلتزم بيها الطرفين
 بس الطرف الفرنسى كان يبدو وكأنه ملاك
هيحافظ على الشرف والأموال والحياة .. وحاجة عجب!!


وطبعا نابليون كان مدى اوامر لعساكره تلموا نفسكم
 لما ننزل ومفيش نهب ولا قتل ولا اغتصاب
 فالعساكر التزمت (ف البداية)
 ودا خلى محمد كريم يوافق



وقصاد تعهدات نابليون
 كريم أظهر القبول والموافقة
واتلموا اعيان البلد وكبارتها ومضوا الاتفاقية دى .
بس اللى ف القلب فضل ف القلب 
#الصبر



نابليون كان كل همه انه يهدى الأمور ف اسكندرية سريعا
عشان يبتدى يزحف نحو القاهرة
لأن أى يوم يقعده خسارة له 
واعدائه هيلحقوا يرتبوا نفسهم !



فمحمد كريم كان نجدة بالنسباله
لأن الاهالى بتحترمه وبتقدر كلامه
وهوه الوحيد اللى هيعرف يسكتهم كويس
وكريم عمل موافق 
وكان اهم شرط تسليم الاسلحة


ان الاهالى يسلموا أى اسلحة عندهم
زائد التزام العسكر الفرنسيس بعدم التعدى ع الحرمات
 والأموال الخ 
واهم شرط بقى لازم نقوله معلش 
عشان الهيافة ليها ناسها
آل ايه أعيان وكبرات الثغر (اسكندرية يعنى)
لازم يلبسوا الشعار بتاع الجمهورية السخامة الفرنسية
فوق عباياتهم
وكان عبارة عن دايرة فيها 3 الوان لعلم فرنسا



طبعا المسألة فيها اذلال .. بس كمان معلش يعنى
 انتوا ف ايه ولاّ ايه .. ؟!! 
#اما_فرنسا_دى_عليها_حاجات_يا_جدع_!



القصد .. نابليون قبل ما يغور على القاهرة
 ويقرف اهلها بسحنته الغبرا
 يقرر يسيب لمحمد كريم ف اسكندرية
كام واحد يعكننوا عليه ايامه ولياليه !



هوه صحيح هيسيب عساكر ياما
 وكام نفر يمسكوا امور المدينة غتاتة
بس هيسيبله الزغلولة الكبيرة
 خازوق النكد الأزلى الجنرال كليبر 
ويعينه كومندان



وكليبر لمن لا يعرفه .. اشنع مواطن فرنسى عرفته البشرية
ولو اخترعوا آلة الزمن انا هركبها مخصوص
عشان اروح اقتل الراجل دا !





وكنت حكيت زمان حكايته مع سليمان الحلبى
 وازاى انقتل وانا وملايين معايا 
نمتن لهذا البطل العظيم بجد
انه قتل هذا المخلوق الموتة اللى تليق له


المهم زفت كليبر كان انصاب يوم اقتحام اسكندرية
 وياريتهم كانوا قتلوه يوميها
#يلا_معلش
 ونابليون قعده ف المدينة منها استشفاء 
ومنها رزالة



وصحيح وصاه بالتنغيص على محمد كريم ومراقبته
لكن كمان وصاه بأن العسكر يلتزموا بالأتفاق
عشان ضهرهم مينكشفش 
والأسكندرانية يغدروا بيهم



وسافر نابليون وساب كليبر اللى افتكر فجأة
 ان كان فيه غرامة على المدينة بقيمة 150 ألف فرنك
 ولازم يندفعوا حالااا 
فمحمد كريم طنش القرار واستعبط
واتغاظ كليبر من التطنيشة دى وقعد مرقدله
كما ذكر الجبرتى برضو لحد ما جه يوم ف شهر يوليه
وحصلت جريمتين قتل ف يوم واحد
 خلوا البلد هتولع



انقتل عسكرى فرنساوى ولقوا جثته ف الشارع
 وانقتل خدام كان شغال عند واحد من الضباط
وفجأة حسب قول المؤرخين 
البلد اشتعلت والأهالى تهيئت للثورة



كليبر قلق وخاف البلد تخرج من تحت سيطرته
 وقرر بسرعة يلمها
 وتحفظ على بعض الاعيان
واستدعى الحاكم .. السيد محمد كريم 



وكريم قاله عينى حاااااضر نحقق فيها
 وشيلوا التهمة لواحد اسمه السيد احمد
 وفين السيد احمد يا ولاد ؟
 دا هربان حضرتشك
 طب نحكم عليه غيابى بقى !


وخلاص كليبر لمّ الليلة وحاول يهدى جنوده
 اللى كانوا بيعانوا من نقص المرتبات
والتعب والانهاك 
وكراهية اهل المدينة ليهم ... متفهوش لييييييه ؟!!



وروح يا زمان وتعالى يا زمان
هما كام يوم وكليبر يقرر يبعت كتيبة
 تمشى ف الطريق لكام حتة ف البحيرة
زى دمنهو ورشيد وغيرها 
اطمئنان ع الدنيا كدا


وطبعا محدش يعلم بالحكاية دى ف اسكندرية غير مين ؟
 الحاكم طبعا السيد محمد كريم
 اللى راح مبلغها فورا
لكتايب المقاومة والعربان ف كذا حتة !



وبس يا كبدى خارجين العسكر الفرنساوية ف كتيبة
وحذا جنب اخوك يا فرنصوا يا بيير
وامسك ف ايده لتتوهوا من بعضشيكوا
 وف كفر الدوار هجم عليهم العربان


طبعا الفرنساوية شتتوا المهاجمين
 بس انقتلهم واحد وانجرح تانى
وبعد شوية وصلت الكتيبة لدمنهور
وطبق الأصل العلقة الأولانية كل شوية يطلع عليهم حد


عقبال ما رجعوا اسكندرية تانى كانوا جعانين
وعطشانين ومتبهدلين
ومتاكديييييين ان حد بلغ بخطة سيرهم دى
لأن حتى الاهالى  ف اسكندرية نفضولهم جدا


ديموى قائد الكتيبة أكد ان اسكندرية وقت دخولهم
 اختفى منها الجمال تماما
وتانى يوم الجمال ظهرت عادى
وكأن الأهالى عارفين ومتعمدين يستنزفوهم!



وبس يا بنى تتهموا مين وحبيبكم مين ؟؟
 - نتهم محمد كريم طبعااااا
 - صح كدا .. هاتوه
واستدعوا محمد كريم
وحطوه على ضهر بارجة راسية على شط اسكندرية



و كليبر لما قبض على محمد كريم
بعت لنابليون يطلب منه خروجه من اسكندرية
خاااااالص لأنه بيقوّم الأهالى على الفرنساوية 
ويشجعهم




نابليون وافق ع الطلب وقاله وديه رشيد
يمكن يتهد ويسكت .. !
وفعلا نقلوه من البارجة اللى كان راكبها
وراح رشيد وحصل اللى مكنوش متوقعينه بالمرة!



اهالى رشيد اول ما سمعوا طراطيش كلام
 ان السيد محمد كريم جاى نواحيهم
 خرجوا واتجمعوا عند المينا ف انتظاره
وعملوا تشريفة جماهيرى كدا أبهة



مينو اللى كان وقتها مسئول عن رشيد
وقاعد فيها بعت لنابليون
وقاله الحقنى وخد الراجل دا من عندى
عشان بيقوّم الأهالى 
وكدا هيعملى ثورة !!


وكريم يا عينى كل ما يروح ف حتة
 يعملهم خرم ف دماغهم على رأى الاخت سبايدر
 فنابليون قعد يفكر يعمل ايه يعمل ايه ؟
 وبعدين قال هاتوه القاهرة



احنا نعمل بأصلنا كفرنسيس غزاة
 بيحترموا القانوووووووون
 وهنعمله محاكمة عسكرية
 اكمنه خان الجمهورية الفرنسية
 واخص عليه ازاى يعمل كدا ؟!!



خلو بالكوا الحكاية دى ف شهر يوليه
يعنى بعد مجى الحملة بشهرين مش اكتر
 وكان نابليون عاوز يبتدى باللين والهوادة
ومفيش داعى لدم كتير 
انما هيهات



البلد كان فيها رجالة ومقاومة من اول يوم
 وحتى لما اضطروا للتسليم 
فضلوا على مقاومة المحتل
 وادى المحتل هيعمل محاكمة عشان يخلص من ابن البلد



نابليون تحفظ على السيد محمد كريم ف القاهرة
وانعقدت محاكمة عسكرية ف خلال ايام
 سبقها محاولات لترويض الراجل اللى ثبت على موقفه



نابليون بعتله مرسال بأنه يدفع غرامة 30 ألف ريال
يفتدى بيها روحه
طبعا المبلغ دا كان كلام فارغ
 لكن محمد كريم رفض يدفعه ولما سالوه ..
ليه؟
قالهم لو مكتوبلى أعيش هعيش
ولو مكتوبلى الموت اهلا بيه
لكن مش هدفع تمن حياتى
والحقيقة ان الحركة دى غاظت نابليون جدااا
لأن كريم فهمه كويس



وفهم انه لو قبل بدفع الفدية وخرج حر
هيتنكسر صورته والاهالى هتسقطه من نظرها
ودا اللى كان نابليون عاوزه بعد ما كريم ما بقى بطل شعبى



محمد كريم فوت عليه الفرصة
ورفض العرض الكرييييم
وبدأت المحاكمة اللى طبعا شكليا كانت زى الفل
 ورق ومحامى و قاضى وقصص كدا والتهمة جاهزة



مناوئة الجمهورية الفرنسية والإتهام بمساعدة المماليك
وفكروه بال13 مرسال اللى بعتهم لمراد بك
 ليلة غزو اسكندرية آل يعنى عيب
 ومكنش يصح يبعتهم !



وانتا متهم يا كريم كريم رد انه يفتخر بالتهمة دى
وانه ازاى الثورة الفرنسية قامت ضد الظلم
 ودلوقتى جاية تظلم الناس ف بلادها .. ازاى ؟!!



القاضى سابه يخطب واللى حضروا المحاكمة قالوا
انه قال كلام كبير قوى 
وف النهاية اترزع الحكم 
ايه بقى ؟






حكمت المحكمة
على السيد محمد كريم حاكم الاسكندرية
 بالأعدام رميا بالرصاص
على ان ينفذ الحكم ف ميدان الرميلة بالقلعة 



وميدان الرميلة دا كانله شنة ورنة لأنه كان قصاد القلعة
مقر حكم البلاد لقرون عدة
وكنا حكينا حكايته 
هنا


وف يوم 6 سبتمر 1798 يركب محمد كريم ع الحمار
 ويمشى ف زفة لحد الرميلة
واهل القاهرة بيتفرجوا ع المنظر الغريب
وعند القلعة يقف الموكب
وف الميدان يترص صف العساكر وقصادهم المدان
محمد كريم
ويضربوا عليه الرصاص





وخلودك ينكتب ف المسافة ما بين قلعتين
ومن قلعة قايتباى لقلعة صلاح الدين 
يا كريم العنصرين لا تحزن 

ويموت صاحب الحكاية شهيدا للوطن
ومقتولا على يد الغزاة اللى بعد كدا هيتوحشوا
ويبان وشهم القبيح
ومصر كلها تثور عليهم





وتخلص حكاية محمد كريم عند هذا الحد
بس تبقى الملاحظات اللى ورا الحدوتة 
الا وهى



1) الفرنساوية لما نزلوا اسكندرية كان عدد افرادهم
ف اول ليلة 5 الاف نفر
 والمدينة كلها على بعضها مكنتش اكتر من 8 الاف انسان
 فشوف المفارقة



يعنى حتى لو نحينا عامل الكترة اللى تغلب أى شجاعة
 فالقدرة ع التسليح 
والإستعداد الكافى قبلها كان تقريبا
مفيش 
فكتر خير الدنيا يعنى !!




2) رغم كدا اسكندرية قاومت من اول يوم
 والمقاومة كانت ف الشوارع والبيوت
 شارك فيها الأسكندرانية كلهم رجالة وستات شباب
وكبار اعيان وعوام ..




3) حدوتة ان نابليون كان هينقتل ف اول يوم دى
 ف احدى الحوارى
طب يعنى مش كانوا نشنوا كويس وخلصولنا الليلة دى
وخلصنا .. ؟!!!

القصة دى اتكررت بعدين مع كليبر ولسخرية القدر
ان سليمان الحلبى راحله ف مقره وقتله ببساطة
وكأن الدرس كان لازم يوصل للفرنساوية
 يعنى لازم يوصل
ايه هوه الدرس ؟
احنا مش عاوزينكم ف بلدنا وان كان فيها موتنا 
#ببساطة_كدا



4) اول مرة اعرف معلومة ان اسكندرية
 كانت متحاوطة بسور دى
 وانه فضل لحد الحملة الفرنسية كمان !! 





بصوا ف الصورة هتلاقوا السور باين ف الخلفية
 وفيه برج ع الشمال
ويقال ان الابراج دى عملت ملحمة يوم الغزو
وكانت حاجة ملهمة



5) اللى يبص ف الرسومات بتاعت وصف مصر
 يلاقى اسكندرية كانت غلبانة قوى مقارنة بالقاهرة
 وعندى سؤال بقى





قلعة قايتباى ف الصور كلها كان فيها مئذنة عالية
 باينة قوى واعلى نقطة ف البنا
 راحت فين المئذنة دى يا اوغااااااد .. ؟!!



6) ف مقابل مراد الجباااان اللى تخلى عن اسكندرية
 وكان فلول صرف
 السيد محمد كريم كان راجل وقف يدافع عن المدينة
رغم انه كان فلول برضو !!


بس فلول عن فلول ... يفرق
وانا شخصيا ف اللى بيعتقدوا ف مقولة احمد بهجت
 الله يرحمه
ان فيه ناس بتجيلها لحظة ف العمر كدا نادرة
 ولازم يختاروا



ولو اختاروا غلط ... بيرحوا ف سكة
ومبيعرفوش يرجعوا منها تانى
ومحمد كريم عدى باللحظة دى فعلا
 لما قرر يختار
 يدافع عنه وطنه
 وميسلمش للغزاة



وقت الجد .. انحاز لأهله ومدينته ووطنه
ولما جاتله فرصة يفتدى نفسه بشوية فلوس
 رفض العرض واسترجل
ومات صحيح .. بس سيرته عاشت
 وبنحكيها اهى



ويعملوا مدراس بأسمه و شوارع
وينحتوا ف تماثيل 
ويكتبوا عنه ف كتب التاريخ





فمحدش يقولى بقى الشهدا راحوا بلاش
وهدر ودمهم ف الأرض
والكلام اللى ملوش طعم دا
 لأنه مش حقيقى 
ويا دوب بنبص تحت رجلينا وبس ...
المسالة جايز متنعرفش ف وقتها والحق يتاخد ف زمنه
 لكن هيجيله وقت
 ولازم يترد لصاحبه


7) وسبحان الله بقى 
البارجة اللى احتجزوا فيها السيد محمد كريم 
لحين عرضه على نابليون ... بعد ما نقلوه منها بيوم واحد 
انضربت وغرقت ف المالح 
ومات كل اللى عليها !!
يعنى القدر .. مد ف عمره شوية 
عشان كاتبله يموت موتة أشرف من مجرد الحادث 
وعشان احنا نستلهم منه الدروس والعبر 



ومحمد كريم مات بالرصاص ف ميدان الرميلة
والحملة قعدت 3 سنين بعدها
 لكن المصريين من وقتها عرفوا ان فيهم قوة وعزيمة
لمقاومة أى غازى يأتى


والحملة الفرنسية بشهادة المؤرخين
خلقت روح مقاومة عند المصريين
 واللى كانت ميتة سنين طويلة بفعل العثمانلية
 والمماليك قبلهم
 يعنى الشر جاب الخير
والراجل صحيح مشفش نتيجة افعاله وثباته على المبدأ
 لكن البلد كلها جنت الثمار بعدين
 ومش بعدين بعيد دا يا دوبك بعد 3 سنين بس 
فأصبروا_بقى


وهيا أصلا اصلا اساسا اسكندرية
ميجيش منها غير الجدعان
وتوتة توتة خلصت الحدوتة 




ليست هناك تعليقات: