حكاية بــــاب زويــــلـة
حكاية النهاردة النهاردة الزيارة لـ باب زويلة
أو كما يقال ايضا بوابة المتولى
واللى قولناه عن باب النصر والفتوح
هيمشى على باب زويلة اللى اتبنى ايام جوهر الصقلى ضمن عدة أبواب للقاهرة
ثم تعرض زى اخواته لعوامل الزمن ..
وبعد 80 عام المتسنصر بالله يستعين ببدر الدين الجمالى اللى يعمل حالة اصلاح شامل لكل مرافق الدولة
بما فيها الأبواب
الباب زى منتوا شايفين موجود ف الجزء الجنوبى من القاهرة ويواجه باب الفتوح ولهذا بينهم شبه كبير معماريا ف ان ابراجهم مستديرة
بينما باب النصر كان ابراجه مربعة ... وشكله مختلف باب زويلة كان مبنى من الطوب اللبن
لحد ما جه الجمالى و بناه بحجارة مختلفة صمدت قصاد الزمن ويمكن اكبر فرق يميز زويلة عن الفتوح (غير الموقع)
ان باب زويلة لازق فيه مئذنتى جامع المؤيد ومخلين شكله وكأنهم جزء منه
وفرق تالت كبير الا وهو ان هذا الباب هيبقاله دور مختلف عن باقى الابواب دور دموى ... مرعب ... مليان وعبر وذكريات
والسؤال اللى بيفرض نفسه بقى .. اشمعنى اسمه باب زويلة ؟
والاجابة ان ان الفاطميين لما جم مصر جه معاهم مغاربة كتير ف ديلهم من ضمنهم قبيلة زويلة قبيلة زويلة استوطنت القاهرة وقعدت جنب الباب ف المطرح ووصلوا ف مدهم لحد حارة اليهود بالموسكى حاليا ...
فأتعرف الباب بإسمهم
وباب زويلة زى باقى الأبواب
اتعمل لأغراض دفاعية ف المقام الاول لحماية مدينة القاهرة من الغزو وحماية الخليفة الفاطمى وعسكره ورجاله وكدا
وباب زويلة اختلف ف الشكل عن باب النصر صحيح
بس فيه نفس الأليات يعنى حجرة دفاع ف سقف المدخل تنفتح ويندلق منها المواد الكاوية على نافوخ اللى داخل ونوافذ ف الأبراج لرمى السهام وكل الجو دا مختلفش ...
فيه كلام ف بعض المصادر ان باب زويلة كان له مدخل ومخرج بس واحد اتقفل بمرور الزمن بعد الناس ما اتشاءمت منه متعرفوش ليه واحتفظوا بالمدخل الحالى اكمن المعز لدين الله الفاطمى كان بيحب يعدى منه .. فتفاءلوا بيه
باب زويلة ف عهد الفاطميين كان زى غيره مجرد بوابة عبور وغرضه الحراسة والتأمين لقصر الحاكم ومدينته فقط وفضل كدا كتير لحد المماليك ما جم بقى
قبل المماليك .. الشيك .. الرومانتيك ما ييجوا مكنش حد عمره سمع عن ان باب زويلة اتشنق عليه حد واتعلقت جثته للفرجة
لحد ما ف يوم أغبر جاء رسل المغول إلى القاهرة وطلعوا القلعة يقابلوا السطان ويتقالهم ايبك مات وشجر الدر ماتت و خالته ماتت وعمته ماتت .. الخ
وف المشهد الشهير يسألوا لما نحب نخاطب مين ..
بالنويابة عن الشيعب المصرى
فرشدى أباظة الشهير ببيبرس يروح مدبس احمد مظهر وزقه ف وشهم .. واحمد مظهر الشهير بقطز يقولهم .. كلمونى انا
قوم رسول المغول يديله رسالة واحمد مظهر يقسمها بسيفه نصين .. نظام بلطجة وصياعة واحنا كفاءة نشقكم وكدا
طبعا الكلام دا كان ف الفيلم بينما ف الواقع الاخ سيف الدين قطز كانله تصرف تانى خالص
لما قرى رسالة هولاكو اللى كانت كلها قلة أدب وتبجح وسفالة
بعد ما قرى الرسالة اللى كلها تهديد راح آمر رجالته بقتل رسل المغول ف سابقة دبلوماسية غير معهودة بس عادى يعنى دا أقل واجب ما هم قاتلين الآف يعنى ومحدش عملهم حاجة .. !! وأمر قطز بتعليق روسهم على باب زويلة عشان يثبت قلوب المصريين
ودى كانت اول مرة يشهد فيها الباب الفعلة دى اللى بعد كدا هتبقى عادة وتقليد يمشى ع الغفير والوزير والامير وحتى السلطان
وزى منتوا عارفين القصة بقى
ينتصر المماليك ع المغول ويسافر قطز بالامرا الشام عشان يحارب فلول الاعداء وف طريق الرجوع يقتله بيبرس ف لحظة غدر
ويصبح الظاهر بيبرس سلطانا على مصر .. ويبلى بلاءا حسنا ف اصلاح البلاد ويسمع الناس عن تانى حالة شنق على باب زويلة
بس المرة دى مش بسبب سياسى
كان شان داخلى بحت لأعادة الإنضباط للشارع الظاهر بيبرس بدأ حملة للقضاء ع الحشيش و منع العاهرات من التجول ف الشوارع والناس ف البداية قاومت وناس تبجحت وخالفت القانون السلطانى
قوم والى الشرطة اصطاد واحد بلطجى اسمه ابن الكازرونى
وكان ماشى سكران ف وضح النهار ومتحديا لاوامر السلطان يعنى
راح والى الشرطة عاكش ابن الكازرونى من قفاه وعلق ف رقبته الجرة بتاعت الخمرة والقدح وراح مجرسه ف الشوارع
و بعدها صلبوه وعلقوه على الباب
ف هذا الزمن بتاع المماليك يعنى كان الصراع بين الامرا شغال طول الوقت
مؤمرات ودسائس وغدر وخيانات
وكان شنق السلاطين للامرا حاجة عادية جداااا
بس كانت العادة ان الامرا يتشنقوا على باب القلعة..
حيث مقر السلطان ف رسالة للأمرا التانيين
اللى بيفكروا يغدروا يعنى انهم هيلاقوا نفس المصير
باب زويلة كان باب شنق الغلابة .. والعوام .. و الاسرى من الأعداء ... لكن ف مرحلة لاحقة الموضوع هيتطور
و هيتشنق عليه الكُل بلا تمييز
ف احدى ازمنة المماليك بدأت تظهر حوادث خطف الاطفال والنساء وسرقتهم وخنقهم حاجة كدا زى ريا بس من غير سكينة
قوم بالبحث والتحرى تم القبض على الست اللى بتعمل كدا وادوها اسم شهرة "الخنّاقة" وف مشهد مهيب اتجمع الناس عشان يحضروا يوم اعدامها واتشنقت واتعلقت على باب زويلة
باب زويلة كان صرة القاهرة موقعه ف الجنوب منها وف وسط اكثر الاسواق ازدحاما خلى له خصوصية وتميز ودا خلاه اداة سريعة لتوصيل الرسايل للشعب اكمن الرجل مكنتش بتنقطع من هذه المنطقة يوماتى عكس الابواب التانية
الباب اتعلق عليه روس ناس كتير ياما عن حق وعن ظلم ويحكى ف زمن السلطان برقوق اللى كان دماغه مخوخة ومهروش انه سجن أمير مملوكى اسمه بركة
والأمير بركة دا كان له أنصاره
فالسلطان برقوق خاف يقتله فورا فيطلع عليه الانصار يغدروا بيه قال أبعته اسكنكرية ينسجن هناك لحد ما نموته بشويش
وبينما أنصار الامير بركة ساكتين وبيمنوا روحهم بخروج الامير ف حركة عفو صحى ولاّ حاجة فإذا ببرقوق الكلب يبعت لنائب الأسكندرية يقوله
اقتل بركة
نايب الأسكندرية البائس دا
كان اسمه خليل بن عرام
الراجل جاله المرسوم مكتوب من السلطان
وقرر ينفذ الأمر السلطانى قوم مين عرف الحكاية دى ؟؟
أنصار الامير بركة .. اللى عرفوا الخبر وان اميرهم هيتعدم وحديد وبعيد لا يمكن يحصل وراحوا طالعين على القلعة وعاملين هوليلة وبهدلوا برقوق فتفتكروا .... هل الاخ برقوقة هيبقى راجل وسلطان وقد كلمته وكدا ولا هيعمل عيشة ... ؟!!
لأ طبعا هيعمل عيشة وخديجة وأم الخير كمان ..
ولما يواجهه انصار بركة بأمر القتل .. يستهبل ويقولهم هذه الأتهامات أنكرها كاملة اه_والنيعمة
فيروح انصار بركة ماسكين ف مين ؟ ف الغلبان المسكين .. خليل بن عرام اللى يصرخ ويقولهم مش انا دا جالى مرسوم سلطانى يا اخوانا وعندى ف محل عملى ...
وطبعا على ما بعتوا انصارهم اسكندرية يدوروا ع المرسوم
بيفتحوا السمكة ملقوش الخاتم
وبرقوق سرق المرسوم وسمعنى سلام احلى سلاطين ف الامم سلاطينا
بس بقى وكان النايب الموكوس كبش فدا وبرقوق امر بقتله فوراااااا عشان طلع ويحش وكان عاوز يقتل الأمير بركة واحنا لينا بركة الا بركة !! ودقوا المسامير ف كفوف خليل بن عرام وركبوه جمل ولسه نازلين بيه من القلعة
فإذا بمماليك بركة يهجموا عليه ويقطعوه ويشقوا بطنه ويخرجوا قلبه
واللى يفضل من جسم المسكين الغلبان
يتعلق على باب زويلة ويقول "ابن اياس" ان المصريين اللى عرفوا حقيقة انه انظلم بدعوا مثل اتقال بعد كدا ف النكبات لما حد يلاقى مصيبة داخلة عليه فيقول "نعوذ بالله من حمول ابن عرام"
وقفنا عند المسكين عرام واللى جراله ...
بس دى مكنتش حكاية فردية واتكررت بعدها ف زمن الغورى لكن قبل منه
كان فيه سلطان اسمه سيف الدين جقمق
جقمق دا كان احد سلاطين المماليك البرجية
وإذ فجأتن يلاقى شوية عبيد معديين النيل عشان يقعدوا ف الجيزة
مخدش وادى ف الأول وعادى يعنى طنش
لحد ما بلغه ان العبيد دول نصبوا خيام كتير وسطهم خيمة كبيرة بعلم على قمتها ونصبوا فيهم سلطان ووزير ودوادر وافلام كدا
بعد شوية بقى السلطان دا بيحكم ويتحكم ف الناس ف المنطقة ويعدم ويعفو ويعين ويفصل ويحاكم ويحاسب وعمل زى حكومة ظل كدا موازية لحكم السلطان !!
جقمق اتنكد نكد السنين
خصوصا بعد ما بلغه ان العبيد بقوا يقطعوا الطرق ع الناس ويثبتوهم ويسرقوهم وبياخدوا اتاوات وفِرد ومنظر جقمق بقى وحش قوى
راح باعتلهم تجريدة مخصوص ف مراكب عدت النيل من القاهرة للجيزة وعسكر السلطان الحقيقى دخل ف عركة مع عسكر السلطان المزيف وغلبوهم وجابوهم لجقمق
وشوية اتمسكوا وشوية هربوا
فنادى جقمق ف الناس اللى يشوف عبد يسلمه وله مكافأة وبقت الناس تسلم الهاربين
لحد ما اتلموا كلهم وجقمق نظر ف امرهم
نفى شوية منهم برا البلد عشان يتقى شرهم ...
اما قادة العبيد "الشناترة" دول فامر باعدامهم وتعليقهم على باب زويلة
وجه زمن الغورى قنصوه اللى كان مفترى وسُهّن وربنا سلط عليه اعوانه عشان يبقوا كلهم كلاب ف بعض
زى الأيام دى ما كل رجال سياستها كلاب زى بعض
الغورى كان وزير ووصل لكرسى السلطنة ف لحظة بضغط من الامراء بس بعد ما داق حلاوة الكرسى
تبت فيه بكل ما يملك وبعدها لم حواليه اللى على شاكلته
ف هذه الاثناء كان فيه بياع شبك وحلويات اسمه المعلم حسن وكانله ولد بيساعده اسمه على
الأسطى حسن سمى نفسه أبو الجود وفضل ف صنع الحلويات ومسك من بعده ابنه على .. اللى عرف بـ على أبو الجود وفضل سى على يترقى بتجارته ويتوسع من مطرح للتانى لحد ما هجر الشغلانة ودخل ف زوارق السياسة
الاول اشتغل عند تغرى بردى واتنقل للشغل عند طومان باى
وف النهاية استقر بيه المقام ف حضرة السلطان الغورى اللى عرف ابو الجود ياكل دماغه
ومسك على ابو الجود مناصب مهمة زى الاوقاف وديوان الدولة والأستادارية و بقى ف شأن عظيم وحط ايده على فلوس كتيييير قوى
وسمسر ف المناصب الهامة
يعنى اللى كان عاوز يمسك منصب كويس يروح لعلى ابو الجود ويدفعله فعلى يزكيه عند السلطان
وينصص مع الغورى اللى كان بيبلع ف كرشه عادى ومش مشكلة
على أبو الجود توحش وتغول
وف يوم ما يظهر على مسرح الاحداث راجل
هيكونله شان خطير بعدين اسمه "الزينى بركات" اللى يدفع لأبو الجود عشان يتعين
وفعلا أبو الجود يجيبله وظيفة المحتسب ويتجبر الزينى بركات لحد ما يبقاله خاطر كبير عند السلطان
وبعدين كما يقال على الباغى تدور الدوائر
يوز بركات السلطان الغورى على أبو الجود فالغورى يؤمر رجاله بالقبض على سى على
وتعذيبه لحد ما يطلعوا ترابنتينه ويشرف ع المهمة الزينى بنفسه
ويحّفلوا ع الراجل لحد ما يطلع فلوسه كلها
وبعدين يعدموه ويعلقوه على باب زويلة والشعب ميزعلشى ولا ينقهر عليه
اكمنه كان مفترى ونظام ربنا خده وريحنا واهو لاب العباد بيضرب الظالمين بالظالمين و يغور الغورى وييجى بداله حبيبى و بطلى الشهم الجدع طومان باى اللى واجه الغزو العثمانى بكل ما أوتى من قوة وشجاعة لحد ما أسروه بالخيانة
وييجى سليم زفت الاول
ويامر بشنق طومان باى على باب زويلة وكنا حكينا كل دا ويحتل العثمانلية مصر .. ويستفحل الظلم ف عصرهم وعصر ولاتهم ويشنق المئات من الغلابة بلا ذنب اقترفوه ويستحق الشنق
وف زمن خاير بك الشهير بخاين بك اول والى لبنى عثمان على مصر اتشنق فلاح غلبان لمجرد انه خد عودين زرع من غيط مش بتاعه!! وبعدين شوية بشوية .. حكاية الشنق والتعليق على باب زويلة دى تتلاشى ويبقى الدم ع الحجر مجرد ذكريات وفقط
باب زويلة اشتهر كمان بأسم بوابة المتولى ودى ليها حكاية بأكثر من رواية ..
الناس تداولتها عبر الزمن عن سبب التسمية ومين هوه المتولى دا .. ؟!
فيه مصادر بتقول ان المتولى كان قطب من الاقطاب
اللى يعتبر ريس الأولياء والصالحين كلهم وبيراقبهم وله كرامات
و يظهر فجأة ويختفى فجأة وكدا ..
المصريين البسطاء أعتقدوا ف ان المتولى مقر اقامته فوق الكعبة لكن هوه عنده القدرة يكون ف أى مكان عاوزه وان باب زويلة هوه مكانه المفضل :)
وعشان كراماته دى الناس كانت بتروح عند الباب وتدعى
واللى عنده وجع ف سنانه يخلع سنه ويحطها بين الشقوق الحجارة طلبا للشفا واللى عنده طلب ييجى وناس تقيد شموع وتوزع عيش ولحمة وادوارد لين ف كتابه عن المصريين حكى ازاى ان المصاب بالصداع كان بيدق مسمار ف الباب الخشب عشان الالم يروح
وكان فيه بعض النصابين بيحاولوا يوهموا الناس انهم من خدام القطب عشان يلموا فلوس وخير على حسابه يعنى وكانوا بيعملوا مشاكل جامدة بسبب كدا
من كتر ما الناس بتؤمن بقدرة المتولى على اتيان المعجزات
والبعض كان بيرابط جنب الباب لعله ف مرة يشوف القطب ويتبارك بيه
ووصل الامر لأنه الجبرتى يحكى عن شيخ مجذوب له كرامات وكان اسمه أحمد بن شوشة كان غفير باب زويلة وبيحط ف بوقه 100 ابرة ولا يتعورش!
وفيه رواية أخرى بتقول ان باب زويلة كان قريب من مقر متولى حسبة القاهرة وعشان كدا اتسمت بوابة المتولى بهذا الأسم وهيا حكاية القطب المتولى أبو كرامات
باب زويلة فضل على حاله برجين يتوسطهم باب لحد ما جه ف يوم المؤيد شيخ وحكم مصر وهد السجن اللى كان ف مطرح قريب م الباب وبنى مسجده الشهير
مسجد المؤيد شيخ تحفة معمارية بجد
بس يا خسارة الحلو ميكملش لأن كان بانيه بفلوس ورخام حرام المهم ان المئذنتين بتوع جامع المؤيد لوحدهم حكاية
وأقصد انهم حكاية من ناحية موقعهم
اللى لما تبص منهم على مدد الشوف
تقدر تشوف القاهرة الساحرة العامرة الرائعة
ومن احدى المئذنتين دولا
وقف الفنانين يرسموا القاهرة ف أبداع لوحات زى كدا
وهتلاقوا البوابة ف خلفية المشهد دا بعيد
واخيرا وقبل ما أمشى ... دى صورة لباب زويلة وقبل المئذنتين بتوع الجامع ما يكتمل بناءهم
وملحوظتى الوحيدة بقى تتمثل ف سؤااااال امتى هنعلق مرسى والأخوان والسلفيين على باب زويلة
زى ما اتعلق الخونة زمان .. ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق