بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

شــــيكوريـــل إنقتــــل يا رجـالة


 شــــيكوريـــل إنقتــــل يا رجـالة





حكاية النهاردة مزيج عجيب من كذا حاجة
 سياسة على اقتصاد على فن على عمارة على تاريخ ..
على فيلم رعب كله كله 
ومتفهموش اتلموا ازاى !!
والقصة رغم ان بدايتها بعد الاحتلال الانجليزى لمصر
 الا الكلام لازم يبدأ من عند الراجل دا



لأنه أول ما قعد على كرسى الحكم
قرر ينفذ خطط لتطوير البلد ويعمل من مصر باريس الشرق
 زى ما علمونا ف المدارس
 وكانوا محقين ف هذا الوصف فعلا
وبسبب اللى عمله ابو السباع ..
مصر هتكون قبلة لكل مغامر وهتبقى أرض الاحلام
 و الاجانب هيجولها من كل حتة طامعين ف بدايات عظيمة
أجانب زى الحاج جروبى طيب الله ثراه
 وكنا حكينا عنه
ومش بس الاجانب دا الاخوة الشوام كمان زى
 صيدناوى الواد الحليوة الشامى
وكنا برضو حكينا حكايته مع مصر


وزى جروبى ما ركب السفينة وجه على مصر
 واحد جاره ف أوربا برضو هيقرر ييجى من ايطاليا
عشان يبتدى بزنس ف مصر



والكلام دا هيحصل ف عهد الخديوى توفيق ..
 بن اسماعيل وتحديدا اكتر سنة 1887
لما هينزل من على سطح المركب
 الحاج مورينو شيكوريل
 ويحط رجله ويخطى اول خطوة على أرض البلد دى
اللى هتعمل معاه أحلى واجب 
هوه وعياله وياريته ما كان جه !



مورينو شيكوريل كعادة الطلاينة ..
بيجر عيلته معاه ف أى حتة
وكلهم بيشتغلوا ف نفس الشغلانة
 ومورينو كان عنده 3 ولاد يوسف وسولومون وسلفاتور
شيكوريل بدأ بمحل بسيط ف البداية للقماش والفساتين
ولوازمها وبعدين لما الناس عرفته
خصوصا المجتمع الراقى تجارته وسعت 
واشترى محل اكبر
وانتوا عارفين اليهود ...
 قد ايه شطار وملحلحين بقى
 قعد الأب واولاده معاه يوسعوا ف النشاط
ويربوا زباين ويدخلوا أصناف تانية للمحلات غير اللبس
فكرة ان الست تدخل محل وتلاقى كل لوازمها
من الفستان للبرنيطة للجزمة للأكسسوارت للشرابات .. الخ الخ
 دا مكنش متوفر قوى وقتها 
وشيكوريل عمله
غير علاقات اليهود القوية دايما بدواير الحكم
خلت شيكوريل وأمثاله يقربوا من الخديوى وقتها
 وكل اللى حواليه من طبقة عليوى تكون زباينه
شيكوريل وأولاده اجتهدوا 
وفضلوا يكبروا ف البيزنس
 لحد ما اشتروا محل كبير ف ميدان الاوبرا
 سنة 1909
وطبعا بعد كدا ابتدوا يفتحوا ف المحافظات
 والمدن الكبيرة اللى فيها باشوات
لكن الأشهر ع الاطلاق كان فرع شارع فؤاد



والمحل دا فضل شايل اسم شيكوريل على واجهته
لحد 2000 ويمكن بعدها بسنتين تلاتة
واتباع زى كل حاجة بعد كدا 

الفرع دا تحديدا متهيألى مفيش بيت مصرى
 واسألوا الامهات .. مشتراش منه !


والسهم مشاور عليه من زاوية تانية
بعد الأب شيكوريل الكبير ما مات
الاخوة التلاتة أندمجوا مع شريك يهودى تانى
 برأس مال اكبر 
وفلوسهم زادت اكتر واكتر


وفضلت سمعة محلات شيكوريل ف قمتها
ولحد ما صحيوا ف يوم 26 يناير 52 زى كل مصر
على وسط البلد وهيا بتتحرق


وزى محلات اليهود والاجانب عموما اتحرقت
فروع شيكوريل ف وسط البلد


وقعد ولاد شيكوريل يصلحوا فيها 
ولحد ما رجعوها احسن م الاول
وأكشن للمرة الألف
 قامت ثورة يوليو والضبابيط الاحرار بصوا لكل واحد
 ف فلوسه
 واولهم طبعا اليهود الاغنيا


فضلوا ورا كل واحد معاه فلوس يقصوا ف ريشه
ريشة ريشة
ورغم ان سلفاتور شيكوريل احد الورثة
كانت علاقته كويسة بالضباط الاحرار
 الا انه لم ينجو برضومن مقصلة التأميم
وبعد العدوان الثلاثى على مصر
كان قرار تأميم محلات شيكوريل جاهز
 وعلى وشك ينمضى راح الورثة جايبين م الآخر
 وبايعين أسهم الشركة لرجل تانى
ورغم ذلك سنة 1961
اتحطت محلات شيكوريل تحت الحراسة
والدولة حطت ايدها ع المبانى والأسم
ولا ننكر انهم حافظوا على مستوى المحلات
 لوقت طويل بعنى
ف الوقت اللى باقى افراد عيلة شيكوريل خدت ف وشها
وهجت على اوربا هربا من نظام عبدالناصر
 اللطيف الظريف الحنين 
وخلاص خلصنا كدا


عشان قصة شيكوريل جايز تكون عادية
لتاجر وجه وعمل بزنس ومشى
 لكن الحقيقة اسم شيكوريل هيرتبط جنب التجارة 
بجريمة قتل واشياء أخرى
واحنا قولنا الحاج شيكو الكبير كان عنده 3 أولاد
 منهم سولومون شيكوريل
 وسلومون دا كان فيما يبدو راجل طيب وجدع 


سولومون جاب سواق عشان يسوقله العربية .. حلو ؟
 لأ مش حلو
عشان السواق دا هيمد ايده ويسرق حاجات
واهل البيت يعرفوا ويشتكوا
 قوم شيكوريل يفوتها
وبعدين السواق يزودها
 فسولومون شيكوريل يطرده
ويفتكر انه كدا الموضوع خلص أتاريه مخلصشى
عشان السواق دا وكان أسمه آنستى خريستو هينوى ع الشر
الأسطى خريستو اللى كان جاى يشتغل سواقة
وبعدين بقى حرامياية
هيقرر يبقى ريا وسكينة
وهيلم 3 شركا 
ويطلعوا ف الفجر على قصر الخواجة شيكوريل



قصر أو فيلا شيكوريل كانت ف منطقة الزمالك
 والجو هس هس
وخريستوا عارف المطرح وحافظه
وهيدخل هوه وشركاته التلاتة المكان
وبنات شيكوريل كانوا نايمين ف الأوضة بتاعتهم
 وشيكوريل ومراته ف سريرهم
راح خريستوا واللى معاه داخلين اوضة نومهم
وطبعا شيكو والمدام صحيوا !
واحد م الأربعة واسمه جريمالدى
اول ما شاف مرات الخواجة صحيت راح مخدرها بمنديل
 والست بقت بين النوم واليقظة
 واخر مشهد شافته جوزها بيقوم بسرعة
وخريستو وواحد معاه هاجمين عليه
وبعد كدا الست راحت ف الغيبوبة مفقتشى الا بعد ما بقى
سولومون شيكوريل جثة هامدة واقعة جنب السرير
وطبعاااا الدنيا إتقلبت لأكتر من سبب
اولهم ان القتيل اجنبى
 وانه يهودى
 وانه غنى
 وانه كمان وللصدفة الغريبة 
حصلت حادثة مشابهة ف شهر فات
كان فيه برضو تاجر يهودى مشهور اسمه بركوفتش
 انقتل هوه وابنه ف بيتهم
فلما الناس سمعوا بخبر شيكوريل اتفزعوا اكتر
 وافتكروها حملة ابادة منظمة
واكمن شيكوريل بتجارته كان قريب من الأسرة العلوية
 ودايما بيعرضوا خدماتهم
 الدنيا انقلبت ومقعدتش
واللى سهل المسألة ان مرات شيكوريل عاشت
وأول ما فاقت قالت مين اللى عمل فيهم كدا
 وبس بسرعة وتحت الضغط اليهودى
 وضغط السرايا كمان
تم القبض وبسرعة ع المتهمين الأربعة 
واولهم خريستوا
وخريستوا طبعا من غير ما يعملوله تشريفة
ولا يعملوا معاه الجلاشة
ومن قبل أول قلم أعترف
وبيقولوا انه عيط ف المحاكمة ندما
و دافع ارتكاب الجريمة كان السرقة
وملوش دعوة بالسياسة
والبوليس لما قبض على خريستوا لقوه مخبى المجوهرات
اللى لطشها من فيلا شيكوريل 
وهوه خارج
كان مخبيها تحت بلاطة .. ف أوضته
يعنى بجد اهو تعبير "اللى مخبيه تحت البلاطة"
تعبير دقيق وواقعى اهو
  يخيبك_انتا_و_بلاطتك!
الكلام دا يا حضرات كان سنة كام بقى ؟
 شيكوريل انقتل ف بدايات شهر مارس 1927
والقاضى بعت أوراق المتهمين للمفتى ف أبريل
 شوف أزاى ؟!!
وأقصد أبريل من نفس السنة
 يعنى المحاكمة ف خلال شهر كانت بتصدر حكمها
 والسؤال بقى لو مكنش القتيل يهودى غنى
 كانت المحاكمة هتاخد قد ايه تفتكروا؟
المهم ان يبدو وزى ما قلتلكم ..
الحاج شيكوريل دا الظاهر كان ابن حلال وطيب
عشان رغم الموتة البشعة دى
 الا انه هينكتبله عمر تانى بشكل تانى !
الخواجة شيكوريل الظاهر هيعز عليه يسيب الدنيا وبيته
وهتفضل روحه متعلقة بين جدران قصره اللى ف الزمالك
 ودا بجد مش هزار
والعهدة ع الرواى
والراوى هنا يبقى الفنان عزت أبو عوف
بتاع الفور إم يا عيال
 اللى والده هيشترى فيلا شيكوريل
 ويسكنها هوه ولاده الخمسة !
وعزت ابو عوف نفسه بيحكى ازاى انه 
وهوه طفل صغير
هوه واخواته البنات
 كانوا بيشوفوا راجل ف الخمسينات كدا
ماشى بليل ف الفيلا 
وطبعا كانوا بيترعبوا
كانوا اطفال 
والأب مكنش مصدق ف الاول
 وبعدين ابتدى الشبح بتاع شيكوريل يظهر لأهل البيت كلهم
 بيمشى ويتجول ف البيت 
عادى خالص كدا !!!
وأبو عزت ابو عوف راح لمالك الفيلا القديم وسأله
 فقاله آه منا عارف
 دا شبح سولومون
 أصله انقتل ف الفيلا دى سنة 27 وكدهون !
فأبو عوف طبعا اتغاظ
وقاله ازاى متقوليش على حاجة زى دى ؟!!!
 المالك القديم قاله أصله مبيأذيش حد
واستهبل بقى 
هوه كان عاوز يبيع الفيلا بأى شكل طبعاااا
عزت أبو عوف بيقول ان الاب خد قرار
 يدوروا على مطرح تانى يسكنوا فيه
 وبعدين شوية بشوية أهل البيت
 اتعودوا على شبح سولومون الطيب اللى مبيأذيش حد
وخلاص فضلوا قاعدين ف الفيلا 
لا راحوا ولا جم
وسكتوا
لحد ما مرة جت يسرا تبات عندهم
وسمعت صوت برا الاوضة
وسألت مها أبو عوف عن الصوت وفيه ايه
ومها قالتلها ع اللى فيها 
 فيسرا نطت م الشباك
وهربت ف الفجر خوفا ورعبا
والحكاية كلها بلسان صاحبها
سبحان الله ف خلقه
والشبح دا فضل موجود ..
لحد ما اخوات ابو عوف كلهم اتفقوا على بيع الفيلا
واشترتها السفارة الفرنسية
 ومحدش بقى بيشتكى من سولومون 
لأن محدش بيبات
وفيلا الزمالك اللى احتفظت بروح شيكوريل جواها
لسنين دى مكنتش الفيلا الوحيدة لهم
 كان فيه فيلا تانية كمان .. ف اسكندرية 
ودى لها حكاية روخرا
فيلا شيكوريل ف اسكندرية وتحديدا ف شارع أبو قير
 كانت من ضمن ممتلكات الخواجة اللى أتممت
وخدتها الدولة

والفيلا فضلت تستغل من قبل الدولة
لحد ما بقت ضمن مبانى جامعة الدول العربية
وكان بيتعمل فيها اجتماعات ولقاءات 
وحبشتكانات كتير

 فيلا شيكوريل بتاعت اسكندرية !!

وابتدى العمل على قدم وساق عشان تتهد الفيلا
وطبعا سمع الأسكندرانية
وكل محبى التراث والمبانى القديمة بالخبر
وعملوا وقفات واحتجاجات وقصص كدا

وعارفين المشهد بتاع جميل راتب والفريق بتاعه
 ف مسلسل الرايا البيضا للجميل أسامة أنور عكاشة ؟!
 دا اللى حصل فعلا
وانبعتت شكاوى لكل من يهمه الأمر
والمنظمات الدولية الخ الخ 
والناس قالت لو هتدهوها
 لازم تعدوا علي اجسادنا احنا الاول

وبعد شهرين أصدر قرار تانى بوقف هدم الفيلا
واعتبارها ضمن المنشئات المعمارية التراثية
وما كان م الاول يا بن الحرامية !
اللطيف ان فيلا شيكوريل ف اسكندرية دى
 ليها قصة لطيفة بيحكوها الجيران القدام ف المنطقة
والفيلا الحمدلله بجهود الناس المخلصين متهدتش
 زى غيرها من عشرات الدرر المعمارية ف بلدنا
بس فين عقاب الخونة دول ؟
ونسيب الفلل بتاعت شيكوريل ونرجع لمحلاته
 وطبعا مفيش داعى أقول عن حالها
اللى صاب حال محلات صيدناوى
وغيرهم من أيقونات تجارية كان ف عزها

محلات شيكوريل اللى كانت فيها مئات الموظفين
 براسمال معتبر 
وكانت قبلة كل راغبى الموضة والاناقة والجمال


واللى اشيك الناس كانوا بيلبسوا منه بقى بعد كدا
تبع شركة الأزياء الراقية قطاع عام


وانتوا عارفين قرف الـ ق . ع مفيش داعى أشرح ! 
وحبة بحبة فقدت المحلات رونقها
ومبقتش محتفظة من شياكة الزمن الماضى 
غير بالاسم وبس


وصحيح لسه فروع ف المحافظات لشيكوريل
وطبعا حالها كرب
 لكن انا عندى سؤال هام جدا 
و مؤلم ف ذات الوقت


فرع شارع فؤاد يا اوغاد 
كل ذكرياتنا وتاريخنا والجمال دا كله
بعتوه بكام وخدتوا فيه سمسرة قد ايه ؟!!!
والصحفية روز اليوسف بتحكى ف مذكراتها
 لما كانت بتشتغل ممثلة ف مسرح يوسف وهبى
عملوا رواية "غادة الكاميليا" 

وكان الدور لغانية مستهترة
وبيصرفوا عليها عشاقها
والمفروض بتلبس اشيك لبس واغلى لبس
وروزا كانت فقرانة ومرتبها ميجبس فساتين غالية 
فتعمل ايه؟
وروزا بتحكى ان ادارة شيكوريل
وافقولها على اختيار الفستاين اللى تعجبها
وتبقى تفتح حساب لدفع تمنها على مهلها تقسيط يعنى


وصيدناوى كمان كان بيعمل نفس الحكاية
ف مقابل يافطة صغننة ف المسرح دعاية
يعنى ان بطلة العرض بتلبس من عندنا
واتارى القصة دى من زمان بقى
واخيرا وليس بآخر ..
عشان الموضوع دا شغلنى شوية
من ييجى عشرين سنة اول ما شفت مسلسل رأفت الهجان
وسمعت اسم شيكوريل


ساعتها الانسة ماجى شارل سمحون الشهيرة بعلا رامى
قالت لمحمود عبعزيز
 احنا هنشتريلك هدوم من عند سيكوريل
ونطقتها بالسين

ومحمود عبعزيز سخصيا اتريقأ عليها بدلع
و انا ساعتها أتغظت منها قوى
 وقولت ايه المياصة دى ماتنطقى عدل يا بت
واتاريها كانت بتقولها صح !!

ليست هناك تعليقات: