بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

الخميس، 19 ديسمبر 2013

اقروا حكاية العباسية


 العباسية.. إسم على مسمى

وبيقولوا ... لكل بنى آدم نصيب من اسمه ...
 وانا مقتنعة جدا بالحكاية دى
وصاحب الحدوتة الليلة دى اسم على مسمى
إذ انه ف عبمجيد الصحاح ..
عباس اسم من اسماء الأسد ..
 بس اصلا اساسا عباس ..
معناها الشخص كثير العبوس والتكشير والكلضمة ..
م الآخر وش النكد

 اى واحد اسمة عباس ما يزعلش منى
ووش النكد بتاعنا النهاردة .. كان مسبب الهم لجده ..
وكل العيلة الحقيقية .. !
جده يبقى الحاج " محمد على " بجلالة قدره ..
 اللى كانله ولاد كتييير
وكان منهم ولد اسمه طوسون
وكان قرة عين ابوه
وبيحبه جداا وبيؤهله لخلافته ..
وف مرة بعته الحجاز يحارب ..
 فجاله الخبر ان ابنك طوسون مات
محمد على حِزن على طوسون جدااا
واتغاظ ان ابراهيم ابنه اللى هيخلفه
 وكان بينهم مشاكل وضديات
ويقال انه كان شاكك ف نسبه
انا_كنت_شاكك_بس_متأكد


ويمر الوقت ويكبر محمد على ف السن
واولاده يركنوه على جنب وابراهيم باشا يحكم .. صوريا كدا
 ويموت قبل أبوه بسنة ..
 فيدوروا على اللى عليه الدور ف الولاية
يبصوا يلاقوا
ان المخسوف اللى عليه الدور ف القعده ع الكرسى ..
 يبقى ابن طوسون الأكبر .. عباس حلمى الأول ..
وبقول مخسوف
عشان محمد على غُلب غلب السنين
فى تربيته على أمور الحكم والجدية
 والواد كان زى ما بيقولوا كدا
انسان الغاب طويل الناب وغريب الأطوا
الواد أتولد ف جدة .. وعاش بينها وبين مصر
وكانت طباعه غريبة
ودا أثر على مسار حياته بعد كدا ..

المهم ان لما عمه ابراهيم مات ..
 شدوله تلغراف
وقالوله .. إحضر حالا لتسلم عرشك ..
 عمك ابراهيم مات وباضتلك ف القفص يا حيلتها
 وبقيت والى مصر رسمى فهمى نظمى !!
وفى شهر نوفمبر 1848 يحضر المذكور
عشان يستلم ميراثه
ويعد القرشينات نكلة نكلة مليم مليم
ويورى أهله وشعبه الوش المنيل م الأسرة العلوية
ابو العبابيس كان براوى وإنف وطباعه حادة ..
 وكان مبيحبش الاختلاط بالأسرة
 وبيعتبر اغلبهم طمعان ف العرش
فتجنب المودة معاهم بالعكس غتت عليهم
لدرجة ان عمته وعمه اسماعيل سافروا تركيا هربا من وشه
وعمه سعيد طفش على اسكندرية تجنبا للصدام معاه ..
وعهده اتملى بالجواسيس والمتآمرين والخونة
 كان بيخاف على نفسه ..
وبيحاول يبعد قدر الممكن عن اهله ..
فأول حاجة عملها انه استقدم عسكر ارناؤوط
 وخلاهم حرسه الخاص و اهمل الجيش
كان بيخاف من انقلاب الجيش عليه
وقرر يمشى بأستيكة على اغلب انجازات جده محمد على ..
 دا حتى الواد لما مات محمد على عمله جنازة كليشن كان كدا
وقفل كتير من المصانع والمدارس اللى بناها جده
 بحجة ضعف الميزانية ..
ورجع ولاد كتييير من بعثاتهم بالخارج
 لنفس السبب وأهمل السودان نصنا التانى
وتعمد اهمال الجيش والبحرية ..
ويقال انه قصد بكدا
يضعف نفوذ عمه سعيد باشا اللى كان مسئول وقتها عن البحرية
الواد كان قلبه أسود اسود يعنى
وخد ف بعضه وهج ع الحتت المقطوعة والحاررة المزنوقة
وبقى يبنى لنفسه قصور بعيدة عن العمران عشان يبعد عن القلعة
وعن اهله وقرايبه ورجالة محمد على وابراهيم .. الخ
هتقولولى يا كوكى حرام عليكى ..
شنيرتى الراجل خالص طب قولى شمبانزى وخلصنا ..!!
أقولكم لأ .. مش للدرجة دى الجدع عمل حاجات كيويسة برضك
يعنى الراجل دا مثلا فى عهده
 انشىء اول خط سكة حديد فى مصر كلها
واللى وصل بين القاهرة المحروسة واسكندرية

ويستحق زغروطة اسكندرانى ع الواجب دا


 
 ومش بس اول خط ف مصر وافريقيا اتعمل ف عهده..
دا مخترع القاطرة البخارية ستفينسون
هوه اللى أشرف على تنفيذ المشروع دا فى بلدنا .. شوفوا الجمال
ويحسبله ان النفوذ الفرنسى تقلص جدا ف زمنه
وصحيح جه بداله النفوذ الأنجليزى
 انما بتوع التاريخ بيحسبوها عليه جميلة اكمن بعد كدا حصل العكس
لما حكم سعيد وديليسبس جه
ولعب ف دماغه وفرنسا دحرجت مصر الى هاوية الديون
وامتد الأثر لبعد مجى اسماعيل ...
بينما عباس حلمى كان زى ما قولنا منغلق
واذا كنت قاعد ف مدرجات المحلاوية
 فهتكره عباس
لأنه نقل عاصمة الغربية من المحلة
 وداها طنطا
اما لو قاعد ف مدرجات الطنطاوية ..
 فهيص براحتك ياعم
اما اذا كنت من سكان العباسية ..
 فيؤسوفنى أقولك ان حييك دا متمسى على اسمه
وهوه السبب ف وجوده ف أرض المحروسة
والقصة تبدأ من هنا ..
محمد على تعب جدا من المماليك فعملهم مدبحة ف القلعة ..
وتعب جدا من المرتزقة
فحاول قدر الممكن يقلص نفوذهم ..
لكن عباس لما مسك عمل العكس
كان زى ما بقولكم غريب ودماغه لاوحة شمال كدا ..
قام جاب ييجى 6 الآف عسكرى عشان يعمل بيهم جيش
 بدل الجيش المصرى الحالى ..
ولأنه عارف طباعهم
فقرر يعملهم ثكنات بعيد عن القاهرة والناس والأسواق
ويقعدهم ف حتة متطرفة بعيدة عن العمران ..
 قعد يفتش ويدور لحد ما استقر على صحراء الريدانية
وصحراء الريدانية دى لو تفتكروا
هيا المنطفة اللى أستبسل فيها طومان باى
 فى آخر معاركه ضد المحتل العثمانى لمصر
و اتسمت الموقعة على اسم المطرح
عباس بنى سلسلة من الثكنات على طول الطريق
من قريتى المطرية وعين شمس
 اللى كانوا برا كردون القاهرة العاصمة وقتها
علشان بتوع المحافظة على البيئة ما يزعلوش


وبنى مع الثكنات قصر عظيم ..
 اللى كان سكنه الخاص ..
وبنى كمان مدرسة حربية ومستشفى
وبسرعة اتعملت دكاكين ومصانع صغننة ومساكن للتجار ف المنطقة
وبسرعة الحى إتعمر
وبقى فيه حياة رغم انها كانت صحراء موحشة لا يسكنها أحد ..
وإتسمت على اسمه "العباسية"
وبعد عباس اتهجرت العباسية
 وسعيد اهملها
واحد المستشرقين وصفها ف كتابه بإنها
 "أثر تعس ما زال يحمل اسم مشيده ومآله فى بضع سنين إلى خراب يباب"
اللى قال المقولة المتشائمة دى
كان اسمه ولنسكون ..
 اللى زار العباسية بعد 15 سنة من موت مؤسسها
.بس مكنش يعرف ان بعديييين الحتة دى هتتغير
ودا هيحصل لما الأنجليز يدخلوا مصر ف 1882
وييقعدوا فيها وانتوا عارفين الأنجليز وبرودهم ..
 فضلوا قاعدين 80 سنة بحالهم لحد ما العباسية بقت جنة
وبعد التلاتينات والأربعينات
 ولحد الستينات كانت العباسية سكن الباشوات
وعلية القوم
وحاجة أبهة

وعباس اسمه اتخلد
على حى من اكبر أحياء القاهرة

لكن الحلو ميكملش والعباسية ذات التاريخ الحافل
 يرتبط اسمها بإسم مستشفى الأمراض العقلية
اللى اتبنت ف المطرح دا عشان تكون ف حتة منعزلة وهادية
واللى يتصادف ان مبناها يكون أصفر اللون ..
فيسموها السراية الصفرا ..
ولأنها ف أخر صحراء العباسية وقتها اتسمت على اسمها

والمعلومة دى الحقيقة خلتنى أفهم
 وببساطة ليه المجلس العسكرى
ولية عكاشة اختاروا العباسية
تحديدا عشان ينضالوا ضد الحرية
كان ف بدايات عهد فيه انشفلات امنى
ولأنه غلاوى وبراوى وقاسى وواكل اهله
فممكن تخيلوا عمل ايه مع الغريب ..
 الحرامية تابت على ايده والأمن استتب
لما شافوا عقاب مرعب للى بيتمسك .. !
والراجل كتر خيره يعنى هيقطع نفسه ..
دا كل اللى بحكيه دا
حصل ف هما 5 سنين يا دوب اللى حكم فيهم مصر
وخد استمارة ستة وقولوا مات ازاى  ؟
اهو الحتة السبنس والأكشن
والدراما والتشويق بتاعت الفيلم جاية اهى ...
مات مقتول طبعااااا ..
هيا المناظر دى هتقعد ازاى وهيا قارفة كل الناس ف عيشتها كدا ؟!!
والمضحك المبكى ان بقى ..
 انه يؤتى الحذر من مكمنه ..
واللى يخاف من عفريت يطلعله ..
والخيانة تجيله من أقرب الناس إليه .. عمته .. اللى من دمه


هوه فيه قصتين عن مقتله فى كتاب عبدالرحمن الرافعى عن عصر اسماعيل ..
 واحدة بتقول انه كان استغفر الله العظيم
 واتنين من مماليكه قتلوه دى واحدة
اما القصة التانية فبتقول انه كان استغفر الله العظيم برضو
وان عمته نازلى هيا اللى كرت عليه اتنين خدم قمامير
عشان تتخلص منه وخلتهم يقتلوه ..
الرواية الأولى طبق الأصل من حدوتة خماروية بن طولون .. فاكرينه ؟!!!!
لما راود احد الخدم وضربه ضرب مبرح
وخدم تانين اتلموا عليه قتلوه ... !
اما الراوية التانية ودى مكتوبة فى مذكرات واحدة
 يبدو انها كانت مقربة جدا من حياة القصور ف الوقت دا
 اسمها مدام اولمب إدوار .... فبتقول الآتى
الخديوى عباس قعد يطفش ف قرايبه واحد ورا التانى
وهدد عمته نازلى بالقتل فالست خدت ف وشها
وهجّت على الآستانة وقعدت هناك ..
تقعد تقزقز لب ؟!!
لأ طبعا ... قعدت تفكر تخلص م الواد المجنون دا ازاى ..
واخيرا حطت خطة ..
واتفقت مع اتنين من الشوباب الحلوين
 والبنات تودى وشها الناحية التانية
ليه ؟ عشان كانت نازلى عارفة ان وكيل عباس
 لما هيشوفوهم بيتباعوا هيكون حريص يشتريهم لمولاه عباس
 ربنا يديله الصحة
ومحدش يسألنى ليه هاه ليه !!
قوم هذا ما يحدث فعلا ..
وينزل الشابين القمامير مصر ..
ويشتريهم الوكيل ويعرضهم على عباس ..
اللى يكلفهم بحراسته اثناء نومه
ويقضوا أول ليلة متوجسين خيفة
 وقلبهم مش مطاوعهم يا نضرى ينفذوا الجريمة ..
اكمن عباس كان شديد قوى مع الموظفين بتوعه وله شمخة قوية
  بلا_وكسة

وبعد كام يوم ... كانوا جمدوا قلبهم ..
وجت نوبة حراستهم وقرروا ينفذوا المراد ..
وراحوا قاتلينه ومدلوش فرصة يصرخ ويطلب الرحمة من قاتليه ..
ونزلوا على اسطبل الخيل وركبوا حصانين
وطيرااان ع المحروسة ومنها على برا البلاد ..
ف الوقت اللى دخل موظفى القصر على عباس لقوه مقتول واتجننوا
ونقلوا جثته من سرايته فى بنها اللى كانت موقع الجريمة ..
وراحوا بيه على القاهرة ..


ولما الهامى ابنه بلغه الخبر ..
 سافر على تركيا عشان القصاص
وقدر يتتبع واحد من الشابين وقتله رميا بالرصاص .
بس ملحقش يحصّل التانى اللى اختفى كأنه فص ملح وداب
بعد ما قبض م العمة نازلى باقى الأتعاب
حد دلوقتى يقولى ..
طب دم الجدع دا راح فطيس ؟
يعنى الهامى مشربش بيريل وراح لعمه سعيد
 اللى تولى العرش حسب التراتبية وقاله دم ابويا يا عم ؟
اقولكم لأ محصلش .. لييييه ؟
غالبا عشان مصنع بيريل مكنش فتح فرع ف المحروسة
لأ طبعا محصلش .. عشان أهل عباس مكنوش طايقينه اساسا .
بتاع ايه يدوروا ع التار ..
دول ما صدقوا وخلصوا منه .. كوباية وانكسرت
واهو خد الشر وراح
عيب يا كوكى !!!
ايه اللى انتى بتقوليه دا ؟؟!!!
 أقولكم لأ مش عيب ولا حاجة ..
يعنى هوه يطلع عينيهم
ويخوفهم على حياتهم ويشردهم ويسكتوله ؟!
طب هما ولاد أـصول وخمسة ستة منهم سكتوا ..
لازم هيطلع منهم واحد قليل الأصل
وقلبه ميت ويقوم هوه بالعمل القذر ..
وكانت العمة نازلى هيا الشخص دا
ومات عباس ...
وسابلنا اول خط سكة حديد ..
وحى العباسية .. منه لله ع التانية .. وممنوش لله ع الاولانية
ملحوظات اخيرة
عباس حلمى الأول كان لقبه "الوالى "
 لأنه مصر وقتها
كانت ولاية عثمانية
ومكنش لسه جه اسماعيل واستحدث لقب الخديوى
فمحدش يغلط بقى ويقول الخديوى عباس حلمى الاول
دى خالص عشان ميصحش تاريخيا .. !
الراجل قعد 5 سنين بنى فيهم سرايات ف حتت بعيدة اشهرها
سرايته فى العباسية واللى كانت لوحدها تحتوى على 2000 شباك
حسب وصف ديليسبس .. تخيلوا ؟!!

 
الراجل كمان يتحسبله تقليص نفوذ الفرنسيين
 بس محدش بقى اتكلم عن محلسته للإنجليز
 ومجاملتهم وكل دا عشان يورث ابنه الهامى من بعده ليه .. ؟!
حاجة جميلة جدااا
ومصدر فخر ان اول خط سكة حديد ف القارة كلها
 يبقى ف مصر ..
وسعيد واسماعيل كملوا الخطة وتم انشاء خطوط تانية
عهد_عباس
وعلى قد ما بفرح بالعمران على قد ما بيزعلنى ان الناس دى
فكرت ف المادة والحجر اكتر ما فكرت ف نهضة البشر ..
يعنى فين المصريين وتحسين احوالهم ؟

والراجل دا لو كان عاش اكتر من كدا كان ممكن يعمل ايه ؟
يعنى الخير هيغلب ولاّ الشر هيتكاثر ؟
سؤال_فعلا؟

وللمرة المليون .. لعنة التوريث
 اللى خلت محمد على يحط ايده على قلبه ..
 لما عباس حكم ..
ويتشائم ويقول للى حواليه : الولد دا هيضيع ما بنيته !
وقدر العباسية ..
 تشيل مصايب بدءا من اسم اللى بناها ..
للإنجليز اللى احتلوها ..
للعسكر اللى بنوا عليها وزارتهم..
للعكايشة اللى بيتظاهروا فيها
وتوتة توتة ..


ليست هناك تعليقات: